وثيقة مسربة من مكتب «روحاني» تكشف تسريع نقل «مياه الأحواز» إلى العمق الإيراني

السبت 10 ديسمبر 2016 04:12 ص

كشفت وثيقة حكومية مسربة من مكتب الرئيس الإيراني، «حسن روحاني»، عن سعي الحكومة الإيرانية إلى تسريع مشاريع نقل المياه من مصبات الأنهار التي تجري باتجاه إقليم الأحواز.

وتنص الوثيقة المسربة من مكتب الرئيس الإيراني تنص على اتفاق بين وزارات الطاقة، والزراعة، والصناعة والمناجم، والتجارة، ورئيس منظمة الإدارة والتخطيط، والمتحدث باسم الحكومة الإيرانية ممثلاً عن «روحاني»، والبنك المركزي الإيراني، بهدف تسريع نقل مياه نهر كارون إلى نهر «زايندة رود» في محافظة أصفهان وسط إيران.

وأدت هذه الوثيقة إلى احتجاجات شعبية واسعة في الإقليم، وفي جلسة استماع تقرير الرئيس «روحاني» عن الميزانية العامة للبلاد.

وقام مندوبو الأحواز في البرلمان الإيراني بمقاطعة كلمة «حسن روحاني» في اجتماع مجلس النواب، وأعلنوا احتجاجهم على سياسات حكومته الداعمة لنقل مياه الأنهار الأحوازية إلى المحافظات الأخرى، وفقا لوكالة «فارس» الإيرانية.

وعبر النائب عن مدينة المحمرة وعضو لجنة الطاقة في مجلس النواب، «عبد الله سامري» عن احتجاج مندوبي الأحواز في البرلمان الإيراني وقال أن الحكومة ليست صادقة مع الشعب والنواب، وأنها أصدرت قراراً سرياً لتسريع نقل مياه نهر كارون من مصباته إلى المحافظات الأخرى.

وأعرب عن غضبه البالغ من الوثيقة المسربة، قائلا «لقد غضب مندوبو الأحواز في البرلمان بعد كشف الوثيقة السرية التي تسربت من مكتب الرئيس روحاني وأكدوا بأن ستكون لهم متابعة دقيقة لهذه القضية وذلك لإعاقة الأهداف التي ترمي إليها وزارة الطاقة بشأن نقل المياه». 

وشدد مندوب مدينة المحمرة على أنه يجب على الحكومة احترام الشعب الأحوازي وحقه في ثرواته الطبيعية، لذلك يجب ألا تعمل على نقل مياه نهر كارون لكي تتجنب الآثار الكارثية التي أصابت وتصيب البيئة والاقتصاد في الأحواز.

وانتقد تخفي حكومة «حسن روحاني» على تفاصيل مشاريع نقل المياه، وأضاف «في اللقاءات التي جرت مع أعضاء مجلس الوزراء ومع نائب روحانى، لقد أنكروا جميعهم خطة الحكومة في نقل مياه نهر كارون، ولكن لدينا وثائق تدل على إن الحكومة تقف من وراء الكواليس لتنفيذ هذه المشاريع، وعقدت اجتماعات سرية واتخذت فيها قرارات بشأن نقل مياه نهر كارون إلى المحافظات الأخرى».

وفي السياق، أفاد موقع «أحوازنا» الإخباري أن مظاهرة كبيرة عمّت مدينة الأحواز تنديداً بالوثيقة السرية التي سُرّبت من مكتب روحاني.

وخرج الآلاف من المواطنين الأحوازيين لإعلان رفضهم التام لسياسات النظام الإيراني لنقل مياه الأنهار إلى المحافظات الفارسية التي تستهدف الأحواز أرضاً وشعباً، وأعربوا عن غضبهم البالغ من سياسة تحريف مجرى الأنهار التي تجري في الأحواز.
كما أن المتظاهرين قاموا برفع شعارات منددة بسرقة مياه نهر كارون إلى المحافظات الفارسية، وكان من بين تلك الشعارات «بالروح بالدم نفديك يا كارون» و«أين أصحاب الضمائر من سرقة المياه» و«سنعيد المجد لك يا كارون» و«كارون ينادينا» و«كلنا كارون».

وتناقلت وكالات الأنباء الإيرانية خبر احتفال أهالي مدينة اصفهان الإيرانية بتدفق مياه كارون في نهر زايندة رود، في خطوة سبق وأكد على اجرائها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بتعيين لجنة لمتابعة المشروع وتخصيص الميزانية اللازمة، على الرغم من الاعتراضات الواسعة التي عمت مدينة الأحواز لفترة أكثر من شهرين متتاليين.

وتصر دوائر في السلطة الإيرانية على تنفيذ مشاريع تحويل مجرى الأنهار من مناطق في غرب جبال «زاغروس» إلى «فلات فارس» المركزية.

وينفذ الحرس الثوري منذ سنوات بالتعاون مع جهات حكومية مشروع «الجنة الزهراء» و«غلاب (ماء الورد) 2»، لحفر قنوات عملاقة تمر من تحت جبال زاغروس التي تفصل الأحواز لتحول مجرى نهري كارون والكرخة، حيث يتم بموجب المراحل الأولى من المشروع سحب نحو 250 مليون متر مكعب من مياه نهر كارون تصب في أراضي أصفهان.

وتتهم إيران بعض دول الخليج بدعم الأحوازيين لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وتصف إيران هذه الأحزاب بأنها جماعات وتيارات انفصالية تريد تقسيم إيران على أساس قومي، وتم إعدام العديد من كوادر هذه الحركات وقادتها في كردستان والأحواز وبلوشستان؛ بسبب نشاطهم السياسي، ومشاركتهم في عمليات عسكرية تستهدف مؤسسات النظام في هذه الأقاليم.

و«الأحواز» هو إقليم يقع في شمال غرب إيران، ويقطنه أغلبية عربية، (حوالي 12 مليون عربي وفقًا للتقديرات)، يواجهون صعوبات في الحياة والتعليم ويتهمون النظام الإيراني بممارسة الاضطهاد والتطهير العرقي بحقهم.

يشار إلى السبب الأقوى لاحتلال إيران لإقليم الأحواز، هو غناه بالموارد الطبيعية من النفط والغاز؛ إذ يضم حوالى ‏85‏% من النفط والغاز الإيراني‏، بالاضافة إلى خصوبة أراضيه التي يصب فيها نهر كارون (35% من المياه في إيران)، وهي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة، وتساهم الموارد المتوافرة في الأحواز بحوالى نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وفقاً لـ«معهد العربية للدراسات والتدريب».

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران مياه الاحواز حسن روحاني البرلمان الإيراني