حرب فيسبوك على الأخبار الوهمية بدأت رسميا .. ما هي الأسلحة الثلاثة المحتملة؟

السبت 10 ديسمبر 2016 05:12 ص

لم يعد هناك شئ مثير للضيق على فيسبوك مثل المنشورات والأخبار الوهمية، والتي بدأت كمشكلة بسيطة وتحولت لكرة ثلج ضخمة تندفع تجاهنا. لكنها ليست مشكلة لنا فقط، إنها تضايق الشركة، و«مارك زوكربيرغ» مؤسس فيسبوك نفسه.

صرح «زوكربيرغ» بأن الشركة سوف تجد طرقاً لمعالجة هذه المشكلة، على الرغم من عدم اعترافه بحدتها، وقد قدم هذا الإعلان في منشور على فيسبوك.

شركات التقنية الكبرى الأخرى مثل جوجل، كانت قد سبقت فيسبوك في السيطرة على المعلومات والأخبار الوهمية المماثلة، فقد عملت بجد على مر السنين لتخفيض المعلومات ذات الجودة المنخفضة في نتائج البحث الخاصة بها، لكن فيسبوك لم يكن قد قام بشيء مماثل لمساعدة مستخدميه.

كيف يستطيع فيسبوك أن يميز بين الحقيقة والوهم ويقدم ذلك لـ70 في المائة من مستخدمي الإنترنت الذين يلجون الموقع؛ خاصة بعد أن أصبح مصدراً رئيسياً يحصل منه الناس على أخبارهم؟

أستاذة المعلومات «جنيفر سترومر جالي»، وضعت توقعاتها لما ستفعله الشركة من خلال طرح 3 سيناريوهات محتملة يسردها هذا المقال.

دور فيسبوك

الشركة تقول إنها شركة للتكنولوجيا وليست شركة إعلامية. هدف الشركة الرئيسي هو الكسب أكثر من كونه هدفا أسمى مثل إنتاج معلومات عالية الجودة أوتوسيع المدارك المعرفية للجمهور، ومع ذلك، فإن منشورات الموقع والمحادثات عبره، تورطت بشكل كبير في نقاشات الناس والأجندة السياسية في البلاد، وهو ما يعني أن هناك التزام اجتماعي يتوجب على الشركة أن تؤديه.

التمييز ليس شيئاً سهلاً، وفيسبوك ليس وحده الذي لديه مخاوف بخصوص قدرته وقدرة الشركات الأخرى على عملية الحكم على نوعية الخبر، إذ صرح مدير موقع ««FactCheck.org، الذي تقوم عليه مجموعة تدقيق غير ربحية من جامعة بنسلفانيا للتحقق من صحة الأخبار؛ أن المشكلة تكمن في كون الكثير من المزاعم والقصص غير خاطئة بشكل كامل.

فالكثير منها بها بعض من الحقيقة، حتى لو كانت صياغتها مضللة جدا، إذن ما الذي يمكن أن يفعله فيسبوك؟

الخيار الأول: التنبيهات

أحد الخيارات المتاحة لدى فيسبوك يتضمن استخدام التطبيقات الموجودة بالفعل، للتعرف على المواقع الموثوقة أو المصادر الوهمية للأخبار، يستطيع الموقع بالاستعانة بهذه التطبيقات أن ينبه الأشخاص قبل مشاركتهم للمقال، أن المصدر ليس ذا موثوقية.

أحد النماذج الموجودة هو ما قام أحد مطوري البرامج بابتكاره، عندما صنع امتدادا للمتصفح «جوجل كروم»، يمكنه أن يخبرك ما إن كان الموقع الذي تريد التوجه إليه وهميا، أيضاً هناك امتداد ابتكره مجموعة طلبة، يخبرك ما إن كان المقال يأتي من مصادر موثوقة أم لا.

هذه الامتدادات ترسل بالتنبيهات أثناء تصفح الناس للصفحة الرئيسية الخاصة بهم، لكن إذا دمجت فيسبوك أحدها معها، فإن الخدمة سوف تتاح لجميع مستخدميها؛ وليس للذين قاموا بتثبيت الامتداد فقط، الجميل في نظام التنبيهات هو كونها طريقة لطيفة وفعالة، فهي تذكر الناس بأن مصدر الخبر يحمل شبهة الوهم، ولا تجبرهم، وإنما تترك لهم اتخاذ القرار.

الخيار الثاني: الاعتماد على درجات يعطيها الجمهور

تنوه أستاذة المعلومات لما تدعوه بـ«التحيز العقلي»، عندما وقعت هي نفسها في فخ إعادة تغريد لتغريدة تبين لها فيما بعد أنها من حساب مزيف لـ«دونالد ترامب». الأستاذة قالت إن صوتاً صغيراً لديها كان يقول إن هذه تغريدة مبالغ فيها وربما غير وارد أن يقولها الرجل، لكن وقوعها في «تحيز التأكد» جعلها لا تبالغ في التأكد من معلومة وافقت هواها.

تعتقد «جنيفر» أنه قد يكون هناك شئ ما يشبه «مقياس المصداقية» لمنشورات فيسبوك، يقوم فيه الجمهور بتقييم درجة المصداقية الخاصة بالمنشور حسبما يعتقدون، الشئ الأجمل سيكون في إتاحة تقييم المقيّمين، مثلما يحدث في موقع «ريديت» أو «أمازون»، ما يقلل من تأثير ووزن مثيري الشغب والشائعات.

الخيار الثالث: اثقب الفقاعة

هناك مشكلة أخرى تبقي الأخبار الوهمية في حالة ترعرع في أذهان المستخدمين، والبعض يلقي بالملامة على الخوارزميات الآلية، التي يستخدمها فيسبوك حاليا، فهو يقوم بعملية «فلترة» للمحتوى الذي يظهر على صفحتك الرئيسية حسب تفاعلك مع الأشخاص أو الصفحات، بمعنى آخر، فإن فيسبوك يخلق حولك ما يسميه البعض «فقاعة» من الآراء الشبيهة بك. لا عجب أن تستمر الأخبار الوهمية بهذه الصورة، هذه المشكلة تحجب أي محاولة للتصحيح أو التحقق.

تعتقد الكاتبة أنه إذا كان فيسبوك أكثر انفتاحا على منشورات تظهر على الصفحة الرئيسية للمستخدمين من أشخاص عشوائيين في شبكتهم الاجتماعية، فإن هذا سيزيد فرص رؤيتهم لمعلومات جديدة أو مغايرة أو تصحيحية، إذا تطورت الخوارزميات المتحكمة في المحتوى، فإن هذا يزيد فرص ثقب الفقاعة.

  كلمات مفتاحية

فيسبوك جوجل الأخبار الوهمية مارك زوكربيرغ