بقاء «الأسد» و«حصة» للمعارضة.. توقع إسرائيلي لصفقة إنهاء الصراع في سوريا

السبت 10 ديسمبر 2016 01:12 ص

توقع تقرير استخباراتي إسرائيلي، إبقاء نظام «بشار الأسد» في سوريا، عقب «قص أجنحته»، مع إعطاء «حصة» للمعارضة.

وقال التقرير الذي كشفت عنه صحيفة «هاأرتس» الإسرائلية، إنه صفقة سيتم عقدها بين الرئيس الأميركي المنتخب «دونالد ترامب»، والرئيس الروسي «فلادمير بوتين»، في غضون أشهر، تنهي الصراع الدائر في سوريا.

وأوضح التقرير أن الصفقة ستنتهي إلى «إحلال نظام جديد» في سوريا، يبقى فيه «الأسد» على رأس السلطة، لكن بعد «قص أجنحته بحيث يكون أكثر ارتباطاً ببوتين».

وحسب التقرير الاستخباري الإسرائيلي، فإن المعارضة السورية ستحصل على «حصة» في الصفقة الجديدة؛ تتمثل إما في مشاركتها في الحكم وحصولها على صلاحيات على حساب «الأسد»، أو من خلال التسليم بسيطرتها على مناطق داخل سوريا.

وتتوقع الاستخبارات أن تشمل الصفقة اتفاقاً على ضرورة توحيد الجهود والإمكانيات الأمريكية والروسية لإلحاق هزيمة كبيرة بتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، بحسب «العربي الجديد».

ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن الروس سيكرسون سيطرتهم على الحزام الساحلي السوري لضمان احتفاظ الأسطول الروسي بحرية عمل في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن (إسرائيل) لا تنظر بأي قدر من الحساسية لتواجد حاملة الطائرات الروسية «كوزنتسوف» بالقرب من الساحل السوري.

إلا ان الاستخبارات أعربت عن قلقها من إمكانية أن تفضي صفقة «ترامب» و«بوتين» إلى إضفاء شرعية على بقاء «تنظيمات متطرفة معادية» في منطقة الجولان وجنوب سوريا.

في سياق متصل، توقع «ناحوم برنيع» كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أن تنشب قريباً مواجهة بين «الأسد» و«بوتين» بفعل رغبة الأخير في التوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في سوريا.

وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم، نقل «برنيع» عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن «بوتين يرى في التوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في سوريا تطوراً بالغ الأهمية» لأنه سيظهره على أنه «اللاعب الأكثر أهمية في المنطقة، ويسمح له في الوقت ذاته بسحب قواته من سوريا بشكل سريع مع الشعور بالانتصار».

وبحسب «برنيع»، فإن «الأسد» في المقابل يعي أن حل الأزمة السورية من خلال اتفاق يعني اقتطاع أجزاء كبيرة من سوريا لصالح المعارضة، وهو ما يعارضه وتعارضه إيران بقوة.

علاقات روسية إسرائيلية

وفي سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية الروسي «ميخائيل بغدونوف»، إن العلاقات الروسية الإسرائيلية لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن، مشيراً إلى أن «بوتين يحرص بشكل خاص على الحفاظ على تواصل مستمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

ونقل موقع «وللا» عن «بوغدونوف» قوله: «لا أبالغ إن قلت إن العلاقات الإسرائيلية الروسية تطورت بشكل غير مسبوق، فالقيادة الروسية تولي أهمية قصوى لتعزيز وتقوية التبادل التجاري والاستثمارات والتعاون بكل أشكاله مع (إسرائيل)».

وأشار «بوغدونوف» إلى أن (إسرائيل) تعد الشريك الاقتصادي الأقوى لروسيا في المنطقة.

وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة «ميكور ريشون» اليمينية الإسرائيلية أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تسببت في تفجير حملة انتقادات داخل البرلمان الروسي ضد «بوتين».

وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس الماضي، إلى أن «نواباً في المعارضة الروسية انتقدوا الاتفاق الذي توصل إليه بوتين ونتنياهو خلال آخر زيارة قام بها الأخير لموسكو، والذي سيتم بموجبه منح اليهود الروس الذين هاجروا إلى (إسرائيل) مطلع سبعينيات القرن الماضي مستحقات تقاعد».

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن البرلمان الروسي قد أقر في النهاية الاتفاق بين «بوتين» و«نتنياهو»، إلا أن نوابا من المعارضة حذروا من ردة فعل المتقاعدين الروس عليه.

ونقلت الصحيفة عن النائب «أليغن يلوف» من حزب «روسيا العادلة»، مطالبته بألا يتم تنفيذ الاتفاق إلا بعد أن تقوم (إسرائيل) بتسليم مجرمين يهود روس تورطوا في قضايا اختلاس ووجدوا في (إسرائيل) ملجأ لهم.

وبحسب الاتفاق ستمنح روسيا 106 آلاف يهودي هاجروا من روسيا إلى (إسرائيل) في الفترة الفاصلة بين عامي 1971 و1991 مبلغ تقاعد شهري يبلغ 4000 روبل (حوالي 100 دولار)، وهو ما يعني أن الحكومة الروسية ستدفع سنويا 5 مليارات روبل (حوالي 80 مليون دولار) سنوياً لصالحهم.

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا بشار الأسد حل سياسي (إسرائيل) ترامب بوتين الصراع في سوريا