«تركي الفيصل»: إيران ليست دولة مسالمة وتعمل ليصبح العالم تحت سيطرة الإمام الغائب

السبت 10 ديسمبر 2016 03:12 ص

أكد رئيس «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية» رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير «تركي الفيصل»، أن إيران لم تثبت في يوم من الأيام أنها دولة مسالمة وتريد التعاون.

وأوضح أن ما يؤكد ذلك زيادة نشاط تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والتصريحات العدائية العلنية والصريحة التي تصدر من مختلف القيادات الإيرانية من قبيل «أنها تتحكم في أربع عواصم عربية، وأن هناك 200 ألف عسكري إيراني منتشرون في العالم العربي، وأن بغداد هي العاصمة التاريخية للدولة الفارسية».

وأضاف «الفيصل» خلال «حوار المنامة» الذي انطلقت أعماله، أمس الجمعة، بمملكة البحرين «أنه ليس من المصلحة أن يمس الاتفاق النووي مع إيران في المرحلة الحالية، لأنه سيمنع طهران من الحصول على السلاح النووي لمدة 15 عاما، لكن على دول المنطقة اتخاذ التدابير والإجراءات لما بعد فترة انتهاء الاتفاق».

وأشار «الفيصل» إلى أن الطموحات الإيرانية لا حد لها؛ حيث تعمل إيران ليصبح العالم تحت سيطرة الإمام الغائب، وهذا الأمر ليس شعارات بل ما يجري تنفيذه الآن.

وأعرب «الفيصل» عن أمله بأن يستخدم الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» الاتفاق النووي مع إيران كخطوة أولى لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمرات عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي عقدت في العام 2010 والعام 2015، والتي تعهدت بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.

ونبه إلى أنه وبعد 15 عاما من الآن لا أحد يشك في أن تستمر مساعي إيران في تطوير أسلحة نووية، لذلك فإن السبيل الوحيد لتفادي ذلك هو حظر هذا النوع من الأسلحة في المنطقة، موضحاً أن لدينا أمل لبناء إقليم متصالح ومتعافي يشمل إيران وتركيا.

ونوه بأن هناك أمران لا يمكن تغييرهما في المنطقة، وهما الإقليم الجغرافي والبعد الديني، قائلا: «إننا نعبد إله واحدا ورسولنا واحد وقرآننا واحد، ورغم اختلافنا المذهبي إلا أن هناك الكثير مما نتفق عليه».

وفي الشأن العراقي، أوضح «الفيصل» أن العراق والدول العربية لم تعادي إيران في يوم من الأيام، موضحا أن «مجلس التعاون الخليجي» رفض غزو العراق للأراضي الإيرانية في بداية الحرب بين الدولتين، ولكن عندما بدأ الخميني يغزو الأراضي العراقية وقفنا ومعنا العالم كله بجانب العراق.

وفي المسألة السورية، أوضح «الفيصل» إلى أن سوريا تعرضت لغزو إيراني متمثل في الميليشيات المسلحة و«الحرس الثوري»، حيث قتل ما يقرب من 500 ألف سوري منذ 5 سنوات، مشيرا إلى أن إيران شريكا مباشرا فيما يجري على الساحة السورية، وهي مساهم حقيقي في قتل وتشريد شعب بأكمله، حيث إن هناك ما يزيد عن 6 ملايين سوري مهجرين من وطنهم، منهم مليونان ونصف المليون استقبلتهم المملكة العربية السعودية، عدا عن ملايين آخرين يتوزعون في دول الجوار السوري وأوروبا.

وأضاف «الفيصل»: «لا يمكننا تجاهل ما تقوم به إيران ضد دول المنطقة وأن نتعاون معها في أمور أخرى، موضحاً أن المقصود هو الحكومة الإيرانية وليس الشعب، فهناك روابط شعبية بيننا وبين الإيرانيين، وهو أمر يجب أن يكون منطلقا لتفاهمات مستقبلية».

وطالب «الفيصل» أن تتوقف الميليشيات المدعومة إيرانيا عن تدمير العراق حتى نعتبرها دولة يمكن التعامل معها.

وبشأن النظرة الأمريكية إلى قضايا المنطقة، أوضح «الفيصل» إلى أن بعض مستشاري الرئيس المنتخب «دونالد ترامب» لهم رأي في ملفات المنطقة، خصوصا الملف السوري، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي شخص يتابع شؤون المنطقة أن يصل لنتيجة بأن «الأسد» أفضل من «الدولة الإسلامية».

وفي الشأن الفلسطيني، قال «الفيصل» إن المتطرفين الإسرائيليين يرون أن انتخاب «ترامب» يشكل لهم فرصة لتمرير مشاريع وقوانين في الكنيست لإدامة الاستيطان، متمنيا أن لا ينساق «ترامب» خلف هذا التوجه، مشيرا إلى أن لـ«إسرائيل» أدواتها الخاصة للضغط على الرئيس الأمريكي المنتخب، متمنيا أن يكون مستشاروه واعون لهذا الأمر.

وحول ما أعلنه الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» إبان حملته الانتخابية، قال «الفيصل»: «إن ما يهمنا هو الأفعال وليس الأقوال، لأنه في كثير من الأحيان يتراجع المرشحون عما يقولوه أثناء الحملات الانتخابية».

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران سوريا العراق الولايات المتحدة إسرائيل الدولة الإسلامية دونالد ترامب تركي الفيصل