السفير السعودي لدى روسيا: الخلاف مع موسكو حول قضايا المنطقة لا يؤثر على التعاون الثنائي

الأحد 11 ديسمبر 2016 08:12 ص

كشف سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية «عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي» نقاط الخلاف بين السعودية وروسيا حول الأزمة السورية، والتعاون في مجال النفط، وعدد الروس المسلمين الذين قاموا بزيارة مكة المكرمة.

وقال السفير إن المملكة سعيدة بالتغييرات الإيجابية في جميع مجالات التعاون، موضحا أن ولكن هذا لا يعني أن العلاقات وصلت إلى المستوى المطلوب، إذا ما أخذ بعين الاعتبار الفرص المحتملة والإمكانيات الهائلة للبلدين.

وأضاف: «نحن نواصل العمل على تعزيز وتوسيع التعاون فيما بيننا، ويسرنا أن نلاحظ أن العمل يسير بشكل جيد في جميع المجالات، وبطبيعة الحال، في المجالات التي لها الأولوية نتقدّم فيها بسرعة أكبر، على سبيل المثال، في مجالات الطاقة والاستثمار، ولكن هذا ليس على حساب تطوير التعاون في مجالات أخرى».

وتابع: «نحن نولي اهتماما لجميع مجالات التعاون الثنائي، أما فيما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية، فكما تعلمون، توجد علاقات شراكة بين صندوق الاستثمار السيادي السعودي والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، والآن نناقش بعض المشاريع التي يمكن تنفيذها في المملكة العربية السعودية وروسيا في المستقبل القريب، بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع واسعة النطاق نسبيا في القطاع الخاص، ولكن سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب»، مشيرا إلى أن المملكة تلبي 25% من احتياجاتها من الشعير والأسمدة من خلال استيرادها من روسيا.

وحول الموقف من الأزمة السورية، قال «الرسي»: «موقف المملكة من الأزمة السورية واضح جدا وثابت، نحن نعتقد أن من الضروري وقف العنف في سوريا، ومعاناة السوريين، وكذلك الحفاظ على وحدة أراضي سوريا».

وأضاف: «ليس سرا على أحد أن هناك اختلافات في نظرتي السعودية وروسيا إلى الأزمة السورية، ولكن ذلك لا يؤثر على مستوى التعاون الثنائي، فهناك تواصل بيننا؛ للتنسيق ومناقشة وجهات النظر؛ بهدف تقريب موقفي الطرفين بشأن القضية السورية، سواء على مستوى الاتصالات الثنائية أو في المحافل الدولية، وتنطلق الرياض وموسكو من ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، ونحن نأمل أن هذه الأزمة ستحل في المستقبل القريب، لتنتهي معاناة الشعب السوري الشقيق».

وفي الشأن اليمني، تابع قائلا: «نحن نأمل أن تنتهي الأزمة قريبا، وحثت المملكة باستمرار على الامتثال لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة حول هذا الموضوع، ولكن المشكلة هي أن الحوثيين الذين أطاحوا بالسلطة الشرعية في البلاد، وكذلك أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مستمرون في وضع عراقيل أمام تطبيق كل المبادرات الهادفة إلى تسوية الوضع في البلاد، فهم ينتهكون جميع الهدن الإنسانية، التي تعلن من قبل التحالف العربي لدعم السلطات الشرعية في اليمن، فضلاً عن الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية، فقد أطلق صاروخ قبل شهر تجاه مكة المكرمة، المدينة المقدسة لجميع المسلمين».

أوضح «الرسي» أن عدد المسلمين الروس الذين زاروا المملكة ازداد هذا العام بنسبة 15% مقارنة بعام 2015 ليصل إلى 16 ألف شخص، علاوة على الآلاف من سكان مختلف المناطق الروسية الذين يزورون المملكة لأداء العمرة، مشيرا إلى أن سفارة المملكة العربية السعودية في موسكو تبذل كل ما بوسعها لتوفير مساعدات شاملة، وفي أقصر وقت ممكن، السفارة تمنح تأشيرات الدخول دون أي صعوبات لجميع الذين يرغبون في زيارة المملكة للحج أو العمرة.

وحول تنسيق جهود السعودية وروسيا حول أسعار النفط، قال السفير: «أعتقد أن المفاوضات بين وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة خالد الفالح ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في الرياض، فضلا عن الاجتماع الموسع لوزراء الطاقة لدول الخليج، الذي حضره الوزير الروسي في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تظهر رغبة في التعاون والتشاور لاستقرار سوق النفط، ولا شك أن قرار أوبك حول خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 32.5 مليون برميل، هو نتيجة للتنسيق بين أوبك والدول المنتجة غير الأعضاء في المنظمة، ولا سيما روسيا».

  كلمات مفتاحية

السعودية روسيا سوريا اليمن النفط العلاقات السعودية الروسية