«تواضروس» يقطع زيارة تاريخية لليونان و«فرانسيس» يدين تفجير كنيسة مصرية

الأحد 11 ديسمبر 2016 03:12 ص

قطع البابا «تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، زيارته إلى اليونان، ووصل مساء الأحد إلى القاهرة، لمتابعة أحداث تفجير الكنيسة البطرسية، وسط العاصمة.

وقالت مصادر أمنية بمطار القاهرة، لموقع «أصوات مصرية»، إن البابا «تواضروس» وصل على متن الطائرة المصرية القادمة من أثينا.

وكان «تواضروس» غادر مطار القاهرة الدولي، الخميس الماضي، متوجهًا إلى أثينا على رأس وفد كنسي في زيارة لليونان تستغرق عدة أيام هي الأولى منذ ربع قرن بعد قطيعة بين الكنيستين المصرية واليونانية.

وكان من المقرر أن يفتتح البابا كنيسة مصرية هناك، بعدما اعترفت الحكومة اليونانية بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية في 2014، وتولى الأنبا «بافلوس» مسئولية تأسيس تلك الإبراشية، إلا أن حادث التفجير، الذي وقع في محيط المقر الرئيسي للكنيسة المصرية المعروف باسم «الكاتدرائية المرقسية»، شرقي القاهرة، حال دون إكمال الزيارة.

في الوقت نفسه، قدم البابا «فرانسيس»، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الفاتيكان، التعازي في ضحايا الكنيسة المصرية، الذين سقطوا خلال التفجير.

وقال السفير «حاتم سيف النصر»، سفير مصر لدى الفاتيكان، في بيان نقلته وزارة الخارجية المصرية، إنه قد تلقي اتصالاً من المكتب الخاص البابا «فرانسيس»، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الفاتيكان، لـ«نقل تعازي البابا القلبية الحارة إلى رئيس الجمهورية في سقوط ضحايا في الحادث الإرهابي الخسيس الذي وقع صباح اليوم في الكاتدرائية القبطية الارثوذوكسية بالعباسية بالقاهرة».

كما أعرب البابا «فرانسيس» عن خالص تعازيه للبابا «تواضروس» بابا الأسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية، وإلى الشعب المصري كافة، مؤكدا «صلاته من أجل أن تعبر مصر هذه الأوقات الحزينة سريعاً، وأن تخرج منها أكثر قوة وعزماً للمضي للأمام في طريق السلام والازدهار والتقدم».

كما دعا إلى «أن تنجح الجهود المبذولة في اقتلاع جذور الأفكار والأيدولوجيات التي تتبنى العنف والإرهاب، وتعمل على نشر الكراهية والموت والدمار».

من جانبه، قدم السفير «سيف النصر» التقدير للبابا «فرانسيس» على سرعة استجابته في إدانة الحادث وتقديم تعازيه، مشيداً بمواقف البابا الإيجابية الدائمة في مساندة مصر.

وقتل 25 شخصا على الأقل، وأصيب 49 آخرين، في تفجير وقع صباح الأحد، في المقر الرئيسي للكنيسة المصرية المعروف باسم «الكاتدرائية المرقسية»، شرقي القاهرة.

وقالت وزارة الصحة المصرية إن أغلب الضحايا نساء وأطفال، متوقعة ارتفاع عددهم.

وسارعت الأجهزة الأمنية إلى إغلاق محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ومنعت اقتراب المواطنين، وباشر خبراء المفرقعات إجراء عمليات تمشيط واسعة النطاق للبحث عن أي أجسام أخرى.

ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية عن مصادر كنسية بالكاتدرائية قولها، إن الانفجار حدث في قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية الملاصقة لمدخل الكاتدرائية، مضيفة أن مجهولا ألقى قنبلة داخل القاعة مما أدى لسقوط قتلى ومصابين، بالإضافة إلى تحطم محتويات قاعة الصلاة.

فيما تدور شبهات حول سيدة دخلت إلى الكنيسة بحقيبة تحوي مواد شديدة الانفجار، ما تسبب في ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، وفق صحف مصرية.

ويعد حادث اليوم، أول تفجير على الإطلاق يشهده محيط المقر الرئيسي الكنسي للأقباط الأرثوذكس، الذين تقدرهم الكنيسة المصرية رسميا بـ 15 مليونا نسمة.

وأعلنت الرئاسة المصرية الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء مصر على خلفية الحادث، وسط استنكار واسع من قوى داخلية وخارجية.

ولم تعلن بعد أى جهة مسؤوليتها عن الحادث، وسط مطالبات بإقالة وزير الداخلية بسبب التقصير الأمني.

ونفت الحركتان «حسم» و«لواء الثورة» المسلحتان في مصر، علاقتهما بالتفجير، مؤكدين أن معركتهم مع السلطة وليس من أفراد الشعب.

ويرى مراقبون أن طبيعة المكان الذي جرى فيه التفجير، وهو صحن كنيسة «البطرسية»، هو مكان يخضع لقدر كبير من التأمين، يطرح تساؤلات حول مدى وجود تقصير أمني خاصة أنه يأتي بعد يومين فقط، من استهداف مجموعة إرهابية أخرى، لنقطة أمنية للشرطة في منطقة الهرم بالعاصمة المصرية أيضا، أسفر عن مصرع 6 من رجال الشرطة.

وتشهد مصر عمليات تفجير وإطلاق نار تستهدف مسؤولين وأمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، منذ استيلاء الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» على السلطة في البلاد عبر انقلاب عسكري في 3 يوليو/ تموز 2013.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البابا فرانسيس تواضروس الكنيسة مصر الفاتيكان اليونان تفجير