استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«داعش» ويمين أوروبا

الاثنين 12 ديسمبر 2016 10:12 ص

أوروبا تنحو إلى اليمين المتطرف أكثر فأكثر، ولا يتعلق الأمر بتراجع مكانة ودور الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية، وبالتالي تقهقر نتائجها في الانتخابات النيابية والبلدية التي تجري هناك، وإنما أيضاً بتراجع وتقهقر ما يعرف باليمين التقليدي، الذي كان هو المنافس القوي لليسار، فإذا به يخسر موقعه لا لصالح هذا اليسار، وإنما لصالح اليمين المتطرف الذي تصعد حظوظه الانتخابية سنة وراء سنة.

والمؤكد أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة أعطى وسيعطي دفعات قوية لهذا اليمين المتطرف، من مظاهرها حالة البهجة التي عمت أوساطه في البلدان الأوروبية بعد الإعلان عن فوز ترامب.

ومع أن اليمين المتطرف خسر معركة الانتخابات الأخيرة في النمسا، أمام اتحاد القوى المناهضة له، لكن يظل الحزب الممثل له متكرَّساً كحزب أول يستعد لكسب المبارزة القادمة.

وفي ألمانيا وجدت المستشارة أنجيلا ميركل نفسها محمولة، تحت ضغط حملة التهويل من خطر الأجانب التي يشنها اليمين الشعبوي، إلى إعلان التراجع عن سياساتها في استيعاب اللاجئين، خوفاً على حظوظها في الانتخابات القادمة، لأنها أدركت أن هذه السياسات قد تكلفها موقعها.

شيء مشابه نجده في فرنسا، لا لأن حظوظ مرشحة اليمين العنصري مارين لوبن تتقدم فقط، وإنما لأن اليمين التقليدي جنح إلى اختيار ممثل الجناح الأكثر يمينية فيه، فرانسوا فيون، ليكون مرشحه في الانتخابات القادمة، التي تنحى الرئيس «الاشتراكي» هولاند عن خوضها، مفسحاً المجال أمام رئيس وزرائه المستقيل، مانويل فالس، الذي يعد، هو الآخر، على يمين هولاند، ليكون مرشح الاشتراكيين في الانتخابات المقبلة، ببرنامج اقتصادي - اجتماعي خالٍ من أي نفحة اشتراكية.

في الإيجاز نقول: إن اليمين المتطرف يعزز مواقعه، واليمين التقليدي هو الآخر يزداد يمينية، وحتى اليسار يختار من الأشخاص ومن البرامج ما يتماهى مع المزاج اليميني العام المتزايد هناك.

أسباب ذلك عديدة، ولكن أتت العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم «داعش» في غير بلد أوروبي، فرنسا وهولندا كمثالين، لتشعل أكثر فأكثر الكراهية للأجانب، وخاصة العرب والمسلمين، وتوفر دعاية مجانية لليمين العنصري بكافة تجلياته استثمرها على خير وجه في تعزيز فرصه الانتخابية، وتقوية نفوذه إجمالاً، مستفيداً من حال الاستياء العام الذي خلقته وتخلقه تلك العمليات.

قبل أيام اعترف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما بمسؤولية بلاده عن «خلق» تنظيم داعش بسبب ما ارتكبته من أخطاء في العراق بعد احتلاله، وليست أوروبا بريئة من تلك المسؤولية، هي التي ناصرت الحرب على العراق واحتلاله.

في صورة من الصور يمكن القول إن أوروبا تدفع اليوم بعض ثمن حماقات سياساتها تجاه منطقتنا.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

«داعش» أوروبا اليمين الأوروبي الأحزاب الاشتراكية الانتخابات النيابية اليمين اليسار