«محمود شفيق».. من التفوق الدراسي إلى متهم بتفجير الكنيسة البطرسية بمصر

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 05:12 ص

«ابني كان متفوق دراسيا، وطالع الرابع على محافظة الفيوم في الثانوية، وكل أهل القرية كانوا بيشهدوا له بالأخلاق والاحترام»، هكذا قالت والدة «محمود شفيق محمد»، الذي أعلن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، الاثنين، أنه الانتحاري الذي نفذ التفجير داخل الكنيسة البطرسية.

والدة «محمود» أشارت  إلى أن الشرطة ألقت القبض على ابنها في 2014، وكان وقتها طالبا بالثانوية العامة، لكن بعد 55 يوما من حبسه حصل على إخلاء سبيل، وبعدها تم الحكم عليه بسنتين، ولكنه هرب خوفا من القبض عليه.

وتابعت بأسى «أنا مشفتش محمود الله يرحمه من شهر 12 اللي فات، وبقالي سنة معرفش عنه حاجة، وامبارح الشرطة  قبضت على اخوه  الكبير محمد للتحقيق معه».

 واستكملت الأم الحديث بقولها إن نجلها «سافر عشان يصرف على إخواته»، مطالبة بعرض الجثة عليها للتعرف على ابنها.

وأشارت السيدة إلى أن زوجها كان ضابط احتياط بالقوات المسلحة، موضحة أن لها ابن آخر يخدم في الجيش حاليا، وقد ألقي القبض عليه عقب الهجوم برفقة ابنها الثالث الذي يعمل سائق توكتوك.

وأردفت الأم قائلة إن «الأمن كان يأتي لولدها في المنزل بين الحين والآخر بعد الإفراج عنه، بسبب بلاغات ضده من مرشدين بالقرية»، على حد تعبيرها.

وأكدت «لا أصدق هذا الاتهام، ابني مسافر حاليًا في السودان، حيث إنه يساعد أشقائه على ظروف المعيشة». 

واستنكرت اتهام نجلها بالإرهاب، قائلة «هذا حالنا، هل هذا منزل إرهابيين كما يدعون»، مشيرة إلى أركان منزلها البسيط. 

وبسؤالها عن آخر اتصال مع نجلها، قالت، «آخر مرة كلمني منذ أسبوع، لم نتحدث خلالها كثيرًا، وكان يشعر أن التليفون مراقب من الأمن». 

وتابعت «ابني كان يدرس في كلية العلوم، وحصل على المركز الرابع على مستوى محافظة الفيوم في الثانوية العامة». 

وحول اتهامه في وقت سابق بالتحريض على العنف، ذكرت «ألقي القبض عليه في قضية تظاهر منذ سنتين، ثم حصل على إخلاء سبيل وسافر السودان، ومن وقتها لا يتواصل معنا إلا على فترات بعيدة، للاطمئنان علينا».

ومن جانبها، قالت شقيقة المتهم، «شقيقي مستحيل أن يفعل هذا الحادث الإرهابي، ويقتل الأبرياء»، متسائلة «كيف يتم قبوله في الجيش إذا كان إرهابيا».

صدمة أم

في المقابل، رد مصدر أمني على حديث والدة المتهم «من الممكن أن تكون مصدومة، لكن من المؤكد أنها لا تعي ما تقوله لأن ابنها ارتكب الجريمة وتم التوصل إليه في نفس يوم التفجير من خلال كاميرات المراقبة التي أظهرته بوضوح». 

وأضاف المصدر «عندما قامت أجهزة الأمن بجمع الأشلاء لاحظنا أن جميع الضحايا لسيدات ما عدا جثتين تبين أنها لذكور وبفحصهما تبين أن إحداها لفرد أمن بالكنيسة بينما بقيت الأخرى مجهولة حتى تم تجميع الأشلاء ومضاهاتها بالصور التي ظهرت في تسجيلات الكاميرات وتبين أن الكاميرات التقطت صورًا واضحة للمتهم»، وفقا لـ«الأناضول». 

وردا على حديث والدة المتهم عن سفره إلى السودان، ذكر المصدر الأمني «ما تردده والدته حول كونه في السودان كلام غير حقيقي، لأن الاتصالات بينهما كانت منقطعة، وهو بالفعل سافر إلى السودان مرة وعاد منذ فترة». 

وحول تفاصيل طريقة تفجير الكنيسة، أوضح مصدر أمني آخر أن «المتهم تسلل إلى الكنيسة عبر باب جانبي مرتديا حزاما ناسفا، ولم يتحقق الأمن الإداري أو الشرطة من شخصيته». 

وأشار إلى أنه «تم تجميع وجه المتهم، وتبين أنه سبق اتهامه في قضية سلاح وحيازة قنبلة يدوية مارس/ آذار عام 2014 وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف العام، حينها». 

وكشف المصدر أن الانتحاري، عقب قضاء المحكومية، «توجه إلى سيناء وانضم إلى من يطلقون على أنفسهم ولاية سيناء، واعتنق أفكارا تكفيرية، نفذ على إثرها العملية الإرهابية بالكنيسة». 

وأكد المصدر أن «جهات أمنية حدّدت هوية متهمين هاربين ضمن عناصر في الخلية الإرهابية، التي رصدت الكنيسة وتعاونت في المخطط وتجهيز المتفجرات، وتم ضبطهم، من بينهم سيدة».


«أبو دجانة» 

وكشفت التحقيقات أن منفذ التفجير كان لديه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، باسم «أبو دجانة» وهو الاسم الحركي له داخل الجماعة وكان آخر ما كتبه على صفحته هو «إن من أفضل ما تعلمته في طريق الجهاد أن الشهادة هي شرف عظيم لا يناله إلا الصادقون المخلصون».

الدولة من تصنع الإرهاب

من جانبها، علَقت «ياسمين حسام الدين»، محامية «محمود شفيق محمد مصطفى» على الإعلان عن اسمه كمنفذ لحادث التفجير، وقالت في تدوينة عبر صفحتها بموقع «فيسبوك»: «محمود شفيق محمد أحمد، طفل عندة 16 سنة كان رايح درس هو وواحد صاحبه ومعدي من ميدان الحواتم بالفيوم وقت مرور مظاهره للإخوان المسلمين . تم القبض عليه هو و زميله و اتضربوا واتعذبوا واتلفق لهم قضية إحراز سلاح و ذخيرة وانضمام لجماعة إرهابية وتظاهر».

وتابعت: «حضرت معاهم في النيابة واتحبسوا احتياطي سنه وبعدين تم استبعادهم من الاتهام بإحراز السلاح والذخيرة لأن ما كانش فيه أي إطلاق نار أو أي مصابين وتم إخلاء سبيلهم من دايرة جنايات بندر الفيوم برئاسة المستشار عاطف رزق وأنا كنت حاضره معاهم».

وواصلت: «هل هو محمود ده نفس الشخص اللى بيتكلم عنه السيسي؟ مش متأكده .هل الدولة هي اللي بتصنع الإرهاب.. ده شيء أكيد».


9 أشهر من الغياب والهروب

وأكد عدد من أهالي القرية، أن المتهم «محمود» غائب عن القرية منذ ما يقرب من 9 أشهر، هربا من الحكم الذي صدر بحقه.

وتباينت الأقوال حوله فبينما أكد البعض سفره إلى السودان قال البعض الآخر إنه كان في مصر.

وأوضح أهالي القرية أن المتهم كان يعيش في منزل متوسط الحال مكون من طابقين، مع والده المتوفي والذي كان متطوعا في الجيش وتم فصله، وكذلك يعيش بالمنزل والدته وأخوته الخمسة، الأخ الأكبر «محمد» خريج معهد سياحة وفنادق، ويعمل سائق «توك توك»، علما بأن «محمود» ترتيبه الثاني وسط أخوته، وبعده «إسلام» محبوس في قضية تظاهر، ولديه 3 شقيقات أكبرهن «شيماء» متزوجة، و«نرمين»، و«دعاء» في مراحل التعليم المختلفة.

وأمس، أعلن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، خلال جنازة عسكرية رسمية للقتلى، أن التفجير تم عبر انتحاري فجّر نفسه، يدعى «محمود شفيق محمد مصطفى»، وكان يرتدي حزامًا ناسفًا وليس عبر قنبلة تم وضعها في حقيبة كما أشيع.

وصباح الأحد، استهدف تفجير مكانًا مخصصًا للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا و49 مصابا، وفق حصيلة نهائية لوزارة الصحة المصرية.

 

 

 

  كلمات مفتاحية

محمود شفيق مصر السيسي تفجير الكنيسة البطرسية السودان الإرهاب

تدريب فرق «الكشافة الكنسية» في مصر.. بروتوكول أمني أم صناعة لميليشيات مسلحة؟