تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمراسل صحفي قال إنه يقوم بتغطية الأخبار في حلب السورية، تحدث فيه عن الأوضاع المأسوية التي تعيشها المدينة والفرصة التي قال إن بعض حكام المسلمين أضاعوها لإنقاذ أهلها المحاصرين.

وبحسب مقطع الفيديو، قال «بلال عبدالكريم» مراسل «أون زي جرواند نيوز»: «قد لا نستطيع إرسال أخبار بعد الآن بسبب زيادة الحصار على حلب وكثافة القصف الجوي على المدينة».

وأضاف: «قد نكون اقتربنا من نهاية النقل إن لم يكن هذا هو الإرسال الأخير».

وأعرب «عبدالكريم» عن شكره وتقديره لأهالي حلب لما قدموه من مساعدة لهم وتوفير كافة احتياجاتهم، مشيدا بالدور الشجاع لأهالي المدينة.

وقال الصحفي: «إذا استطعنا الخروج من الحصار فسنواصل نقل الأخبار، وإذا لم نتمكن من ذلك فزملاؤنا في سوريا سينقلون لكم الأخبار بكل مصداقية».

وفي نهاية المقطع وجه «عبدالكريم» رسالة للأمة الإسلامية خارج حلب، قائلا: «لقد أضعتم الفرصة».

وخاطب المراسل الصحفي  الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قائلا: «أردوغان أنت قارئ جيد للقرآن ولكنك أضعت الفرصة، لقد كانت لديك الفرصة لأن تصبح بطل هذه الأمة، وتنقذ هؤلاء المساكين، خاصة أن جيشك يبعد 25 كلم من حلب».

وأضاف: «وكذلك القطريين أضاعوا والفرصة والسعوديين أيضا، وغيرهم من الآخرين، لقد أضعتم الفرصة، وكانت فرصة ذهبية».

وأكد في نهاية المقطع على أن الأمة الإسلامية ستواصل مسيرتها، وستحاسب بكل عدالة كل من ساعد بهذا من المسلمين وغير المسلمين.

قصف وإعدامات ونزوح

جاء ذلك، فيما قالت مصادر محلية سورية إن قوات النظام والميليشيات الموالية له أعدمت 79 شخصا بعد سيطرتها على أحياء الفردوس والصالحين وبستان القصر في حلب، بينما قصفت طائرات روسيا والنظام مناطق عدة وتسببت في سقوط قتلى وجرحى بالرقة.

وذكرت «شبكة شام» أن قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه، سيطرت على أحياء الشيخ سعيد وباب المقام والكلاسة وبستان القصر والصالحين والفردوس بشكل كامل، وسيطرت على أجزاء من أحياء الأنصاري الشرقي والزبدية والإذاعة وصلاح الدين والعامرية وسيف الدولة، وهي آخر ما تبقى من أحياء تحت سيطرة المعارضة.

وقال ناشطون إن قوات النظام جددت القصف المدفعي والجوي على الأحياء المحاصرة، مما تسبب في سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى.

وبث ناشطون صورا من حلب أثناء تقدم قوات النظام داخلها تظهر جانبا من حجم الدمار الحاصل في المدينة.

وتحدث الدفاع المدني عن جثث القتلى التي تملأ الشوارع في حلب، وتحت أنقاض الأبنية المدمرة مع استمرار القصف، بينما شهدت الأحياء التي بقيت تحت سيطرة المعارضة حركة نزوح كبيرة للمدنيين.

وتتزامن هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة شرقي حلب، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس الاثنين، أن أكثر من 13 ألف مدني غادروا مناطق المعارضة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأن نحو 700 من مسلحي المعارضة سلموا أسلحتهم في الفترة ذاتها قبل انتقالهم إلى غرب حلب.

هذا، وسيطرت القوات النظامية على كامل المدينة القديمة في حلب الشرقية، بما يشكل 95% من مجمل مساحة حلب.