توالي المناشدات الحقوقية لإنقاذ المدنيين في حلب

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 11:12 ص

أطلقت منظمات حقوقية وناشطون من داخل حلب شمالي سوريا، نداءات ومناشدات لتدارك الوضع الإنساني في حلب، والحيلولة دون وقوع مذابح مع القصف المتواصل على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، والتقدم الذي تحرزه قوات النظام والميليشيات التابعة لها في تلك الأحياء.

وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، بيانا طالبت فيه النظام السوري والمجموعات المسلحة، بالتحرك فورا دون قيد أو شرط، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

ونقل البيان، الصادر الاثنين، شهادات لنشطاء وسكان في مناطق شرق حلب المحاصرة، قالوا فيها إن الوضع في تلك المناطق سيء للغاية، مع وجود نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، والصعوبة الكبيرة في تقديم المساعدة الطبية.

ونشرت الناشطة السورية، «لينا الشامي»، التي تعيش شرقي حلب، مقطع فيديو عبر حسابها على تويتر، قالت فيه باللغة الإنجليزية «نواجه إبادة جماعية هنا شرقي حلب، قد يكون هذا الفيديو الأخير لي. 50 ألف من المدنيين ممن ثاروا ضد الديكتاتور الأسد مهددون بالإعدامات الميدانية أو الموت تحت القصف».

وتابعت «وفقا للنشطاء أعدمت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها أكثر من 180 شخصا ميدانيا في المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخرا. المدنيون محصورون في منطقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها كيلومترين مربعين، بدون منطقة آمنة ولا حياة، كل قنبلة تمثل مذبحة جديدة».

وفي تسجيل صوتي أرسلته للأناضول، قالت «الشامي» إن الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة بات كارثيا، وهو يصبح أكثر سوءا شيئا فشيئا، حيث نفدت المواد الغذائية وكذلك الوقود والأدوية.

ونشر الدفاع المدني في حلب أو (القبعات البيضاء) كما بات يعرف، عبر حسابه على موقع «تويتر» الاثنين، بيانا دعا فيه المجتمع الدولي لتوفير ممر آمن لخروج 100 ألف شخص، من حلب.

وأضاف البيان «نعرف أن الأمم المتحدة لديها خطة لإخراجنا عبر غربي حلب، إلا أننا نريد ضمانات لأمن العاملين لدى الأمم المتحدة والعاملين معنا».

وتابع البيان «لا نصدق أن أكثر دول العالم قوة لا يمكنها إخراج 100 ألف روح، عبر 4 كيلومترات، إلى الأمان النسبي».

وقال بيان صادر عن المجلس التركماني السوري، اليوم الثلاثاء «حلب دُمرت وانتهت على مرأى من العالم. لقد تُرك النساء والأطفال وكبار السن في حلب، للجوع أولا ثم للموت، أمام أنظار الجميع».

واعتبر البيان أن ما يتم تدميره اليوم «ليس حلب، وإنما الإنسانية ذاتها».

وتقدمت قوات النظام السوري، الإثنين، في مناطق جديدة شرقي حلب، بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة، دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قواتهم مع نحو 100 ألف نسمة من المدنيين.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 98% من حلب.

وبات عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في منطقة لا تتجاوز مساحتها 6 كم مربع في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب السورية، على وقع انسحاب قوات المعارضة من 3 مناطق في المدينة.

واضطرت قوات المعارضة للانسحاب، اليوم الثلاثاء، من مناطق باب أنطاكيا، وبستان القصر، وحي الجلوم الذي يقع فيه المسجد الأموي التاريخي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وداعميه بدأت ظهر أمس الاثنين واستمرت حتى صباح اليوم.

وعلى وقع انسحاب قوات المعارضة من المناطق الثلاث، غدت المساحة التي تسيطر عليها قواتها، 6 كم مربع بعدما كانت 8.6 كم مربع.

وتواصل قوات النظام والميليشيات الشيعية الداعمة له قصف أحياء حلب الواقعة في قبضة المعارضة برا وجوا، دونما تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة.

ولخروج خدمة الاتصال والانترنت على نطاق كبير في المنطقة، يتعذر تحديد مدى فظاعة المجازر التي تطال المدنيين في الوقت الراهن.

ووفقًا لمعلومات وردت من مصادر محلية في المنطقة، فإن قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، شرعت بقتل عدد كبيرٍ من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة بالجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء.

ومنذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قتل ألف و71 مدنيًا وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسها روسيا في مناطق المعارضة بحلب.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب مناشدات