روسيا ترفض الوقف الفوري لإطلاق النار بحلب وتركيا تتفاوض معها على الإجلاء

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 01:12 ص

رفضت روسيا مجددا دعوات لوقف فوري لإطلاق النار في حلب، فيما تحدثت الأمم المتحدة عن عمليات قتل لمدنيين وفرار جماعي من المدينة مع تقدم الجيش السوري باتجاه الجيب الأخير المتبقي لقوات المعارضة.

وقال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» إنه ينبغي فتح ممرات للخروج من المدينة أولا قبل وقف القتال.

وأضاف «لافروف خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود في بلغراد يوم الثلاثاء «نسمع دعوات لوقف فوري للأعمال القتالية. وسيرغب الجانب الروسي في فعل ذلك فور إنشاء الممرات».

وبسؤاله عن إمكانية نجاح المحادثات المتوازية مع تركيا والولايات المتحدة، رد قائلا «نعمل مع كل من يمكنه التأثير على الوضع».

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن تركيا تتفاوض مع روسيا على فتح ممر لإجلاء المقاتلين والمدنيين السوريين من الأحياء الباقية تحت سيطرة المعارضة في حلب لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

وانهارت دفاعات المعارضين في حلب يوم الاثنين مما أدى إلى تقدم كبير لجيش النظام السوري في أكثر من نصف الجيب المتبقي تحت سيطرة المعارضة وتقهقر مقاتلي المعارضة إلى عدد محدود من الأحياء.

وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته «الجهود ما زالت مستمرة لفتح ممر للمقاتلين والمدنيين في حلب وإجلائهم من المنطقة. لم يتم التوصل إلى اتفاق على هذا الأمر بعد».

وتابع «من المتوقع أن يجتمع مسؤولون أتراك وروس في تركيا غدا لتقييم الوضع. وستطرح على الطاولة في الاجتماع مسألة فتح ممر وكذلك مسألة وقف إطلاق النار».

وأضاف أن تركيا تواصل جهودها مع الولايات المتحدة وكذلك مع إيران والاتحاد الأوروبي ودول خليجية للمساعدة في إخراج مقاتلي المعارضة من حلب.

وقال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» إن وقف إطلاق النار مطلوب للسماح بإجلاء المدنيين وإن أنقرة ستكثف محادثاتها مع روسيا ودول أخرى في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن هناك اتصالات مستمرة بالفعل.

وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة «نشهد أبشع أشكال الوحشية في حلب والنظام ومؤيدوه هم المسؤولون عن هذا. الجرحى لا يسمح لهم بالخروج والناس تتضور جوعا».

وتابع «ومع هذا فسنواصل جهودنا. حتى لو التزم الجميع الصمت لن يتم إسكاتنا... نحن دائما ما نطرح مقترحات ملموسة لكننا رأينا أن دولا كثيرة لم تكن جادة».

عروض غير حقيقية

وأكد مقاتل من جماعة معارضة داخل حلب أن هناك محادثات بين روسيا وتركيا لكنه لم يعبر عن الأمل في نجاح هذه المحادثات.

وقال في اتصال هاتفي من داخل سوريا «إنهم يتحدثون ويفشلون لأن روسيا لا تعرض شيئا في حقيقة الأمر».

وقال مسؤول من (لواء السلطان مراد التركماني) إنه ليس هناك حافز يذكر يدفعهم لقبول أي شيء مما تم بحثه حتى الآن.

وقال المسؤول المقيم في مدينة غازي عنتاب في جنوب تركيا «إنهم مستمرون في العودة بنفس المطالب غير المقبولة وتقديمها باعتبارها عرضا. هذه ليست عروضا حقيقية، مشيرا إلى أن الفصائل المعارضة لا تريد مغادرة حلب.

وفي وقت سابق،  دعا الأمير «زيد بن رعد الحسين» مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي لمطالبة سوريا بأن تسمح بمراقبة معاملتها للمواطنين الفارين من شرق حلب محذرا من أن سكان بلدات أخرى تحت سيطرة المعارضة السورية قد يواجهون نفس المصير.

وقال في بيان «سحق حلب والأثر المروع البالغ على شعبها وسفك الدماء والمذابح الوحشية للرجال والنساء والأطفال والدمار - ونحن لم نقترب بأي حال من نهاية لهذا الصراع الوحشي».

وأضاف «ما يحدث في حلب يمكن أن يتكرر في دوما وفي الرقة وفي إدلب. يجب ألا نسمح لهذا بأن يستمر."

وتقدمت قوات النظام السوري، الإثنين، في مناطق جديدة شرقي حلب، بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة، دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قواتهم مع نحو 100 ألف نسمة من المدنيين.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 98% من حلب.

مساحة 6 كم

وبات عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في منطقة لا تتجاوز مساحتها 6 كم مربع في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، على وقع انسحاب قوات المعارضة من 3 مناطق في المدينة.

واضطرت قوات المعارضة للانسحاب، اليوم الثلاثاء، من مناطق باب أنطاكيا، وبستان القصر، وحي الجلوم الذي يقع فيه المسجد الأموي التاريخي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وداعميه بدأت ظهر الاثنين واستمرت حتى صباح اليوم.

وعلى وقع انسحاب قوات المعارضة من المناطق الثلاث، غدت المساحة التي تسيطر عليها قواتها، 6 كم مربع بعدما كانت 8.6 كم مربع.

وتواصل قوات النظام والميليشيات الشيعية الداعمة له قصف أحياء حلب الواقعة في قبضة المعارضة برا وجوا، دونما تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة.

ولخروج خدمة الاتصال والانترنت على نطاق كبير في المنطقة، يتعذر تحديد مدى فظاعة المجازر التي تطال المدنيين في الوقت الراهن.

ووفقًا لمعلومات وردت من مصادر محلية في المنطقة، فإن قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، شرعت بقتل عدد كبيرٍ من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة بالجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء.

ومنذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قتل ألف و71 مدنيًا وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسها روسيا في مناطق المعارضة بحلب.

 

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا حلب تركيا