التماس للمحكمة العليا في «إسرائيل» للتحقق من شبهة فساد في صفقة الغواصات

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 07:12 ص

قدم محامون «إسرائيليون» الثلاثاء التماسا للمحكمة العليا للتدخل في مسألة إرساء عقد دفاعي على شركة «تيسين كروب» الألمانية وسط مزاعم عن تضارب في المصالح يمس محامي رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، وريبة بسبب امتلاك الحكومة الإيرانية حصة في الشركة الألمانية.

ويدفع الالتماس الذي يتبناه «إريل مارجاليت» رجل الأعمال والعضو المعارض في البرلمان بغياب الشفافية فيما يتعلق بإرساء عقد شراء ثلاث غواصات من دوع دولفين وأربع سفن دورية بملياري دولار إجمالا على شركة «تيسين كروب».

وتتركز المخاوف على دور «دافيد شيمرون» محامي «نتنياهو» الشخصي الذي تربطه به أيضا صلة قرابة. وكان «شيمرون» ممثلا للوسيط في الصفقة وهو رجل الأعمال «ميكي جانور» الذي تقول وسائل إعلام عبرية إنه سيكسب منها عشرة ملايين دولار.

ونفى «شيمرون» ارتكاب أي مخالفات، وقال «نتنياهو» إنه يسانده تماما. وأمر المدعي العام الشرطة بالتحقيق مع «شيمرون»، لكن «مارجاليت» يقول إن الأمر لا يعدو كونه استجوابا محدودا للغاية، وإن المسألة بحاجة لتحقيق أوسع بكثير.

وقال «مارجاليت» العضو في حزب «الاتحاد الصهيوني» وهو حزب معارض رئيسي يمثل يسار الوسط لرويترز: «إسرائيل تحتاج لشراء أسلحة وطائرات وصواريخ… وإذا كان هناك من يتلاعب في هذا فإن ذلك يقوض الثقة ويستدعي التحقيق».

وتابع: «الأسلوب الذي جري به التعامل في هذه الصفقات أضر بقدرتنا على فهم ما يجري… أنا أتحدث عن تلاعب كبير بصفقات أسلحة الأمن. هذه مسائل خطيرة».

وإذا قبلت المحكمة العليا الالتماس فإنها ستطلب من المدعي العام تفسير وجهة نظره بأنه من غير المناسب توسيع نطاق التحقيق الذي يجريه.

وأصدرت المحكمة طلبات كثيرة مماثلة من قبل منها طلب حظي باهتمام كبير عام 2011 عندما طلبت من الحكومة تفسير سياساتها الأمنية تجاه فلسطينيو 48.

وقال «مارجاليت» إنه إضافة إلى العلاقة بين «شيمرون» و«جانور» -التي قالت شركة تيسين كروب إنها تجري هي الأخرى تحقيقا بشأنها- هناك عدة جوانب أخرى للاتفاق تستثير قلق الرأي العام «الإسرائيلي».

التدقيق والتوازنات

أولا: كانت «إسرائيل» على مدى عقود تعتمد على بريجادير جنرال سابق يلقب بـ«ملك الغواصات» في التوسط في الطلبيات من ألمانيا. لكن في عام 2009 تم استبداله بشكل مفاجئ ليحل محله «جانور» الأقل خبرة بكثير. ولم يتحدث «جانور» عن دوره.

ثانيا: منذ إضفاء اللمسات الأخيرة على الصفقة في أكتوبر/تشرين الأول اتضح أن صندوق الاستثمار الأجنبي الإيراني مساهم في الشركة الألمانية بحصة تبلغ 4.5 بالمئة. وقال مارجاليت إنه نظرا للعداء القائم بين إيران و«إسرائيل» يتعين طمأنة «الإسرائيليين» إلى أن إيران لن تستفيد من هذه الصفقة.

ومن نقاط القلق الأخرى أن وزير الدفاع «الإسرائيلي» السابق كان يعتزم أصلا طرح مناقصة لسفن الدوريات وأبدت عدة دول اهتماما. لكن بدلا من طرح المناقصة تم إرساء عقد السفن الذي تبلغ قيمته 450 مليون دولار على شركة تيسين كروب. وقالت الحكومة إنها اتبعت كل الإجراءات الصحيحة.

وكان «نتنياهو» اليميني الذي أمضى في منصبه عشر سنوات على أربع فترات ولاية قد استدعى أكثر من مرة تدقيقا قانونيا في سلوكه بما في ذلك تحقيق بشأن ما إذا كان هو وزوجته قد استغلا أموال الدولة في معيشة يصفها منتقدوه بأنها حياة باذخة.

وليس هناك ما يشير إلى أن صفقة الغواصات تمس «نتنياهو» بشكل مباشر، لكن «مارجاليت» يقول إن الرأي العام يحتاج لإيضاح.

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل غواصات سفن حربية نتنياهو