«الغارديان»: الناس يذبحون في حلب.. هل تعلم العالم شيئا من سربرنيتشا؟

الأربعاء 14 ديسمبر 2016 09:12 ص

نجوت بطريقة أو بأخرى من الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا. إنه من المحزن أن نرى المجتمع الدولي يدير وجهه في الاتجاه الآخر بينما تحدث الفظائع في سوريا.

واجهت في سن المراهقة أسوأ ما يمكن أن يواجهه البشر. أتذكر حرق منزلنا بينما كنت وعائلتي من الفارين من سربرنيتشا، على أمل الحصول على فرصة للعيش. أتذكر التعذيب، ورائحة الدم، كنت أعيش خلال أسوأ أنواع الإبادة الجماعية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد ذلك، أتذكر الوعود «مرة أخرى».

يتم الإخلال بهذه الوعود، ساعة بعد ساعة، ويوما بعد يوم، عبر تعميق الرعب شرق حلب حيث قتل أكثر من 500 ألف شخص منذ بدء الحرب في عام 2011. تخيل ذلك: سنوات من القنابل العنقودية والصواريخ والغازات السامة التي تمطر باستمرار على الناس، جنازة بعد جنازة، وموت بعد موت، في حين أن العالم يتفرج على بلد وشعب يجري تدميره.

في كل مرة كنا نظن أنه لا يمكن أن تزداد الأمور سوءا، والآن يسيطر الرعب مرة أخرى مع معاناة الأسر من شح المواد الغذائية والمياه والأدوية. لا توجد مستشفيات كافية وليس هناك سيارة إسعاف واحدة لإنقاذ العدد المتزايد من الجرحى والمرضى. في هذه المدينة المشبعة بالموت، حتى المهرج الذي حاول إخفاء الرعب عبر تسلية الأطفال قد قتل.

لقد كنت هناك، حيث كان الموت يحدق بنا في منتصف يوليو/تموز 1995، جمعنا الجنود الصرب في الميدان وأيدينا مقيدة وراء ظهورنا. واصطففنا في 5 صفوف ورأيت العديد من الجثث أمام عيني، وأطلقوا النار بالفعل، وتم إخماد حياة كثيرين في لحظة دموية واحدة. أصبت في بطني، وفي الذراع اليمنى والقدم اليسرى وشعرت بألم لا يصدق، وكانت الأنفاس الأخيرة للرجال تملأ أذني.

وعندما غادر الجزارون، أدركت أنني لم أمت وتمكنت من الهرب مع رجل آخر. لأيام حافظنا على أنفسنا، بالاختباء في الغابة والنوم في المقابر حتى وصلنا في نهاية المطاف بسلامة إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة البوسنة. كنت أتساءل: كيف يمكن للعالم أن يدع هذا يحدث؟

وفي عام 2005، أصدر البرلمان الأوروبي بيانا يدين الإبادة الجماعية في سربرنيتشا واعدا أن ذلك «لن يحدث مرة أخرى». لقد أعطاني الأمل، أن ما مررنا به لم يكن عبثا، ونحن قد تعلمنا من ويلات الماضي، واعتقدت أن المجتمع الدولي في المستقبل سيقوم بحماية المدنيين في أوقات النزاع.

لدي الثقة في الإنسانية في الناس في جميع أنحاء العالم. وأنا أعلم أن معظمهم سيقومون بمساعدة شعب حلب لو استطاعوا. لكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك وحدهم. فقط قادتنا يمكنهم وقف ذبح المدنيين في حلب وعبر سوريا. على أقل تقدير، يجب أن نتأكد من حصولهم على المساعدات، بما في ذلك إنزال جوي على المناطق المحاصرة إذا لزم الأمر. الفشل في القيام بذلك هو خيانة ليس فقط لشعب حلب وسوريا، ولكن للناجين والضحايا من جميع عمليات الإبادة الجماعية التي قلنا أننا قد تعلمنا منها.

أنا أعرف جيدا مدى خطورة ما يحصل، وأؤكد أن الإنسانية لا يمكنها تحمل تبعات ما يحدث الآن. استمعوا للحقيقة من شخص نجا من مذبحة في السابق، إذا لم تستطيعوا أن تستعموا إليها من مدينة حلب التي هي على المحك الآن.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

حلب سقوط حلب مذبحة حلب إبادة إنسانية سربرنيتشا

البوسنة تشيع رفات العشرات من ضحايا سيربرينيتسا