كذبة أم حقيقة مخيفة .. هل تتجسس جوجل علينا كي تحسّن من نتائج البحث؟

الأربعاء 14 ديسمبر 2016 11:12 ص

الكثير من مستخدمي جوجل يؤمنون بأن الشركة تقوم بتسجيل الأصوات حول الهواتف التي تعمل عليها أو الحواسيب، كي تستغل هذه التسجيلات في خيارات الإكمال التلقائي AutoComplete»» عند البحث في جوجل.

قمت بسؤال المتابعين بخصوص الأمر على موقع جوجل بلاس ورد أحدهم علي بهذه الإجابة الغريبة: «إذا تحدثت أنا وزوجتي عن موضوع عشوائي مثل: ما المدة التي تعيشها السلاحف؟ فإنني إذا كتبت في مربع بحث جوجل (ما المدة) فإنه يكملها تلقائياً إلى: ما المدة التي تعيشها السلاحف، كأنه كان يتنصت، أنا مرتعب ومتأثر».

ما يحكيه الناس يبدو مقنعاً، أحدهم قال إن خاصية «الإكمال التلقائي» مريبة أكثر من كونها دقيقة، إنها شخصية. أحد المعلقين قال إن صديقه تلقى عنوناً ما من زوجته على الهاتف، وعندما بدأ يكتب العنوان على خدمة خرائط جوجل؛ اقترح الموقع العنوان الصحيح بالضبط بمجرد أن كتب أول أرقام العنوان.

أحد المعلقين قال الجملة المرعبة: «ميكروفون جوجل على وضع الاستماع دائما».

بين الحقيقة والأسطورة.. ما الذي تسجله جوجل في الحقيقة؟

جوجل تبدو حريصة فيما يخص وقت ومكان تسجيلها لصوت المستخدم، الطريقة الوحيدة لكي تبدأ جوجل بتسجيل جزء من محادثاتك هو عندما تقرر أنت استخدام أحد خدماتها الصوتية مثل مساعد جوجل في تطبيق Allo»» أو متصفح كروم، أو هاتف بيسكل. يجب أن تتخذ أنت القرار بذلك بالضغط على زر الميكروفون، وما لم تفعل ذلك، فإن جوجل لن تسجل شيئا.

وعادة ما تستخدم جوجل برامج تميز صوتك لاستخدام الكلمات التي تقولها في تنفيذ طلبك الذي تطلبه من المساعد، كأن تسأل عن أقرب صالة ألعاب رياضية إليك على سبيل المثال، ثم تقوم بعدها بالاحتفاظ بنسخة من تلك الطلبات أو الأوامر التي طلبها المستخدم. وهذا الأمر ليس خفيًا على أحد، فأنت تستطيع بكل بساطة معرفة كل ما تسجله جوجل لك من خلال دخولك على تلك الصفحة،  والتي تظهر كل الأنشطة أو نتائج البحث التي سجلتها جوجل لك.

ستجد على اليسار كل الأماكن التي تحتفظ بتسجيلات صوتك عند البحث، مثلاً إذا كنت من هواة استخدام مساعد جوجل في البحث ستجد كل المرات التي قمت فيها بعمل بحث صوتي مسجلة على اليسار. تستطيع حتى الاستماع اليها إذا ضغطت زر التشغيل، أو مسحها إذا أردت ذلك.

ولكن هذا التسجيل لا يعمل تلقائيًا، أي أنك تكون بحاجة إلى طلبه ليبدأ في التسجيل، كأن تستخدم خاصية البحث الصوتي، أو تفعل المساعد الآلي.

إذًا، كيف يعلم جوجل ما نفكر به ويكمل تلقائيًا ما نبحث عنه في شريط البحث؟

أغلب الاعتقاد أن جوجل تطور من خاصية التكملة التلقائية بشكل متقدم للغاية قد يكون من الصعب على المستخدم فهمه، ولكن هناك احتماليات أربعة قد تفسر ذلك.

صدفة بحتة؟

لنقل أنك استخدمت جوجل 100 مرة للبحث عن مواضيع مختلفة، بالطبع في بعض المرات ستجد خاصية الإكمال التلقائي تعمل بكفاءة، وفي بعض الأحيان قد تكون غير مفيدة بالمرة. لذا من الوارد أن الشيء الذي كنت تبحث عنه في المرة الأولى هو شيء شائع للغاية، يبحث عنه الكثير من المستخدمين، حتى في المرات التي بحثت فيها عن أشيائ نادرة ووجدت أن جوجل يقترح عليك ما تبحث عنه، فإن هذا لا يعني أنه كان يتنصت عليك، إنما من الوارد جدًا أن يكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين بحثوا في نفس الموضوع حتى ولو كان غريبًا، فنحن في النهاية نتأثر بما حولنا من معلومات وبيانات وأخبار، نتشاركها أغلبًا من الوسط المعلوماتي الموجود حولنا، وبالتالي ما يبدو لك غريبًا، قد يكون هناك آلاف يفكرون به.

مجرد حادث

جوجل تدعي أن نظام البحث الصوتي لديها مطور بدرجة أنه يميز الثرثرة ولكن لا يسجلها، هذا الأمر في الواقع غير دقيق، فأحيانًا عندما تفعل خاصية البحث الصوتي، تقوم جوجل بتسجيل ما يحدث حولك من محادثات، تستخدمها فيما بعد في اقتراح نتائج بحث لك، أو أحيانًا قد نضغط زر البحث الصوتي بدون قصد، فستسجل فيه جوجل جزءا من محادثة عابرة.

نتائج بحث لأشخاص آخرين

هذا أحد الأجزاء التي تظهر فيها عبقرية ذكاء جوجل الاصطناعي، فلنقل مثلًا أنك وزوجتك تذهبان معًا بشكل متكرر إلى مجموعة من الأماكن معًا، وحساباتكما مرتبطة بنفس شبكة الانترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. عندها تقوم جوجل بربط نتائج بحثكما معًا. فاذا كنتما تفكران في طلاء المنزل وقامت زوجتك بالبحث عن أحدث أنواع الطلاء، سيقترح عليك جوجل نتائج البحث عندما تهم بعمل نفس البحث.

أو ببساطة فنحن ننسى أحيانًا اذا ما قد قمنا بعمل هذا البحث سابقًا أم لا، الأمر الذي لن يحدث لجوجل بالطبع.

ذكاء اصطناعي

بالطبع هذا أكثر الأسباب تعقيدًا وعبقرية، فجوجل تستخدم ذكاءا اصطناعيا متطورا للغاية، وتقدم أبحاثًا مدهشة في ذلك المجال، مما يعني تطوير ذكاء البحث الاصطناعي للغاية، لدرجة تسمح له بالعمل كمحقق، وربط النقاط ببعضها واستنتاج ما قد تقوم بالبحث عنه.

لنقل مثلًا أن هناك شخصا أظهرت تحليل نتائج البحث لديه أنه يعاني من الوسواس، وأن أغلب طلبات البحث لديه «من أين أستطيع الحصول على». لنقل أن هذا الشخص كتب نفس الجملة في وقت ينتشر فيه وباء الانفلونزا، فانه من المتوقع للغاية أنه بمجرد ما يكتب كيف يمكنني الحصول على، أن يكملها جوجل «على لقاح الانفلونزا».

ليغرق بعدها المستخدم في الدهشة بدون أن يعرف كيف استنتجت جوجل ذلك.

ليس الأمر سحرًا بالطبع، ولكن السحر يظل سحرًا طالما كان جمهور الساحر يجهل كيف قام بخدعته.

المصدر | بي سي وورلد

  كلمات مفتاحية

جوجل ذكاء اصطناعي محرك البحث نتائج البحث