مندوب «الأسد» الأممي يكذب للتغطية على جرائم نظامه بحلب.. ونشطاء يفضحونه

الأربعاء 14 ديسمبر 2016 12:12 م

فضح نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مندوب نظام «بشار الأسد» في الأمم المتحدة «بشار الجعفري»، بعد استخدامه صورة قديمة، قال إنها لأحد عناصر الجيش السوري وهو يساعد إمراة للخروج من أحياء حلب الشرقية.

ونشر ناشطون، تكذيباً لما عرضه «الجعفري» عبر نشر الصورة الأصلية، التي تعود إلى 6 أشهر إلى الوراء، ونشرتها عدة مواقع في حينها.

وكان المندوب الدائم لنظام السوري في الأمم المتحدة، «الجعفري»، ضمن مداخلته في جلسة مخصصة لبحث الوضع في حلب، عقدت الثلاثاء، صورةً قديمة أخذت في العراق لأحد عناصر «الحشد الشعبي» ينحني لمساعدة امرأة على النزول من شاحنة، عبر الدوس على ظهره، وقال إنها «لعنصر في قوات النظام لمساعدة النساء الخارجين من الأحياء المحاصرة في شرق حلب».

واستخدم «الجعفري» تلك الصورة، لينفي التقارير التي تنشر عن ارتكاب جيش «الأسد» انتهاكات بحق المدنيين، مشددا على أنها توضح دور ما أسماه «الجيش العربي السوري» في حلب، وقال إن «هذه صورة لجندي سوري جعل من ظهره جسرًا لتعبر عليه امرأة نزحت من أحياء حلب الشرقية».

وكشف ناشطون أن الصورة التي عرضها «الجعفري»، سبق أن نشرها موقع إيراني قبل أشهر عدة، وهي تعود بحسب ذلك الموقع إلى مسلح من عناصر الميليشيات «الحشد الشعبي» التي كانت تقاتل بجانب الجيش العراقي، وهو يساعد امرأة من أهالي الفلوجة بعد استعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية».

كما نشر الناشطون العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر اعتداءات المليشيات الإيرانية وقوات النظام على الهاربين من الأحياء التي خسرتها المعارضة شرق حلب، جراء القصف العنيف عليها من مختلف أنواع الأسلحة.

هذا إضافةً إلى العديد من الشهادات حول حدوث اعتقالات للشبان، وفصلهم عن النساء والأطفال، وإجبارهم على القتال، وارتكاب إعدامات ميدانية أكدتها الأمم المتحدة عبر تقارير موثقة.

وكتب الناشط الإعلامي «هادي العبدالله»، إن «مندوب الأسد في مجلس الأمن بشار الجعفري يضلل مجلس الأمن وينشر صورة لجندي من الحشد الشعبي العراقي على أنها لجندي سوري».

ولا يعتبر ما قام به «الجعفري» سابقة لدى النظام السوري، وإعلامه الرسمي أو الموالي، فقد سبق، بحسب «العربي الجديد»، أن عرض الكثير من الصور والتقارير، منذ انطلاق الثورة السورية المطالبة بالحرية والكرامة بداية عام 2011، سرعان ما تم التيقن من زيفها وفبركتها.

وعرض وزير خارجية النظام «وليد المعلم»، خلال مؤتمر صحفي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، في سياق اتهامه للجامعة العربية بـ«رفض الاعتراف بوجود جماعات مسلحة إرهابية» في سوريا، مقاطع فيديو اعتبرها دليلاً واضحاً على مشاركة بعض المقاتلين اللبنانيين في تنفيذ عمليات إرهابية في بلاده، وعلى حصول أعمال عنف بحق المدنيين، إلا أن العديد من وسائل الإعلام والناشطين أثبتوا أن تلك الصور هي لحوادث متفرقة وقعت في لبنان بين عامي 2008-2009، وهي منشورة على شبكة الإنترنت.

يشار إلى أنه خلال ذات الجلسة، حث الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون»، نظام «الأسد» وحليفيه روسيا وإيران على «السماح بصفة عاجلة للمدنيين المتبقين بالخروج» من حلب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لافتا إلى أنه تلقى معلومات ذات مصداقية عن مقتل الكثير من المدنيين في حلب، وبعضهم حرقاً.

وقال خلال الجلسة الطارئة للمجلس التي انعقدت بناءً على طلب من فرنسا وبريطانيا: «في الأيام والساعات الأخيرة لا نشهد فيما يبدو سوى جهد شامل من جانب الحكومة السورية (نظام الأسد) وحلفائها لإنهاء الصراع الداخلي في البلد من خلال انتصار عسكري شامل لا هوادة فيه».

وأضاف أنه يدعو حكومة «الأسد» وحليفيها روسيا وإيران إلى «السماح بخروج المدنيين بشكل فوري وآمن من شرقي حلب»، مشددا على أنه «يُذكر جميع الأطراف في سوريا بالتزامات القانون الدولي بشأن المدنيين في أوقات الحرب».

ولفت إلى أن المنظمة تلقت «تقارير فظيعة» عن معاناة المدنيين في حلب، مؤكدا أن على الجميع أن يفعل كل ما في وسعه لوقف المذبحة الحاصلة هناك.

بينما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، «زيد رعد الحسين»، إن الأمم المتحدة تلقت معلومات من «مصادر موثقة» بارتكاب النظام السوري والميليشيات الداعمة له «إعدامات جماعية»، خلال الساعات الأخيرة.

ودعا «الحسين» المجتمع الدولي إلى الإنصات لنداءات الاستغاثة التي يطلقها المدنيون الذين يتعرضون للمجازر، وقال: «يوجد أعداد كبيرة من جثث القتلى في شوارع أحياء حلب الشرقية، والأهالي لا يستطيعون إزالة تلك الجثث خشية القصف والقنص».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من مدينة حلب، فيما تشير تقارير إعلامية إلى ارتكاب قوات النظام إعدامات ميدانية في المناطق التي تدخل سيطرتها في مناطق حلب الشرقية.

وقالت مصادر محلية في المنطقة، إن قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، شرعت بقتل عدد كبيرٍ من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة بالجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الجعفري الأمم المتحدة الحشد الشعبي حلب نشطاء تويتر