كيف تحافظ على اتزانك العقلي في أكثر أوقات حياتك صعوبة؟

السبت 17 ديسمبر 2016 04:12 ص

الأوقات الصعبة حتميّة، فسواء كنت تتعامل مع مشكلة صحية شديدة أو تواجهك أزمة مالية، فإن هذه حقيقة لا مفر منها، وفي هذه الأوقات الصعبة سوف تتعرض قواك العقلية للابتلاء.

بدون قوة عقلية كافية، فإن المشاكل الحتميّة في الحياة سوف تملؤك غالبا بالشك في نفسك والتوتر، وهذه المشاعر غير المريحة قد تفتح المجال للتفكير السلبي، وهو ما سيؤثر بدوره على سلوكك، لتجد أن التنبؤات الكارثية تتحول عن غير قصد إلى نبوءة تحقق ذاتها.

البقاء قويا في خضم المصاعب يتطلب أن تتحكم بأفكارك ومشاعرك وسلوكك، الانتباه إلى هذه النقاط الثلاثة سوف يساعدك على الخروج من هذه الصراعات أقوى مما كنت عليه، ولكي تتذكر كيف تكون قوياً في أصعب لحظات حياتك عليك أن تتذكر هذه الأشياء الأربعة:

اقبل الواقع

القبول لا يعني الموافقة، وإنما يعني أن تدرك ما يحدث من وجهة نظر واقعية، لذا فحتى إن كنت لا تتفق مع بعض الأشياء أو السلوكيات مثل العنصرية، يمكنك في ذات الوقت أن تقبل أن هذا يحدث.

أن تضرب الأرض بقدمك وتصرخ «لم يكن يجب أن يحدث لي هذا»، هو شئ يضيع وقتك الثمين وطاقتك فقط، قبول ما يحدث الآن، بغض النظر عن ما إن كنت تعتقد أنه صحيح أم لا، هو أول خطوة لازمة لكي تقرر كيفية ردة فعلك.

فمثلاً؛ إذا بقي الشخص العالق في اختناق مروري يصرخ قائلاً: «هذا ليس عدلاً، لماذا تحدث هذه الأشياء لي؟»، فإن أفكاره هذه سوف تتسبب في شعوره بالغضب، والإحباط والتوتر، وسوف يبدأ بضرب المقود بيده والصراخ في باقي السائقين.

سائق آخر عالق في نفس الاختناق قد يذكر نفسه قائلاً: «هناك الملايين من السيارات التي تعلق في اختناقات مشابهة كل يوم، الاختناقات المرورية حتميّة في بعض الأحيان». وجهة النظر هذه سوف تساعد هذا السائق كي يبقى هادئا ويستمع إلى إحدى المحطات الإذاعية بينما ينتظر أن تتحرك بقية السيارات ثانية.

قبول الواقع هو أن تدرك متى تصبح الأشياء خارج سيطرتك، وعندما لا تتمكن من السيطرة على الوضع، ركز على السيطرة على نفسك.

تصرف بشكل مثمر

قبول الوضع يساعدك على إدارة أفكارك وتنظيم عواطفك، وهو الشئ الذي يعد مفتاح التصرف المثمر، فالاختيارات التي تقوم بها عندما تواجهك المشاكل تسرّع إيجاد الحل، وحتى إن كنت تواجه مشكلة غير ممكنة الحل، مثل فقد شخص تحبه، فإن الخيارات سوف تقرر كيفية ردة الفعل.

أما التصرفات غير المثمرة مثل الشكوى أو إلقاء شئ في الهواء، فإنها ستبقيك عالقا، هذه السلوكيات سوف تسرق من قوتك الذهنية، لذا فمن المهم أن تسأل نفسك: «ما الشئ الذي أستطيع فعله الآن كي أساعد نفسي؟»، وسواء كان التصرف المثمر هو مواجهة خوف ما، أو فعل شئ ما لا تريد فعله، خذ الخطوة.

سيطر على الأفكار المزعجة

عقلك قد يكون خير مساعد أو أكبر عدو؛ إذا صدقت أفكارك السيئة، واعتقداتك المليئة بالشكوك في نفسك، فإن هذا سيمنعك من الوصول إلى أقصى قدراتك.

فعندما تفكر أن «هذا لن ينفع أبداً، أنا لست جيداً كفاية»، أو تفكر أنك «لا تستطيع تحمل دقيقة واحدة أكثر من هذا الأمر»، فإن هذا سيعرقلك عن أهدافك، ومن المهم أن تدرك متى يصبح المونولوج في داخلك مفرطاً في التشاؤم، وتذكر أن تفكيرك بشئ لا يجعله حقيقياً بالضرورة.

تكلم إلى نفسك كأنك تتكلم إلى شخص تثق به، وعندما تصبح أفكارك كارثية أو غير مساعدة، رد على نفسك بجملة واقعية تؤكد قدرتك على التعامل مع هذه الصعوبة.

ابنِ قوتك العقلية قبل أن تصبح خيارا إجباريا

بناء القوة العقلية مشابه لبناء القوة الجسدية، لكنك لا تفكر بقوتك العقلية إلا في وقت الأزمة، وهذا ليس أفضل وقت تختاره لفعل ذلك.

هناك مثال لفهم الأمر، فهل تنتظر كي تضطر لرفع شئ ثقيل كي تبني قوتك العضلية؟ رفع الأثقال الحديدية قبل اضطرارك لرفع الأريكة بخمس دقائق ليس شيئا مفيدا، وإنما يحتاج الأمر إلى تدريب مستمر على ذلك، فكر في القوة العقلية بنفس الطريقة، عليك أن تتخذ عادة تدريب يومية لها، وتذكر أن تلجأ للخيارات الثلاثة التي ذكرناها عندما تواجهك الأوقات الصعبة.

  كلمات مفتاحية

صحة نفسية صدمات تدريب عقلي قوة عقلية