استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

موسكو - أنقرة

الأحد 18 ديسمبر 2016 05:12 ص

لا ثوابت في السياسة.

الثابت الوحيد فيها، كما في الحياة كلها، هو التغيير.

هذا يعيننا على فهم «التفاهمات» الروسية - التركية الجارية في الفترة الأخيرة، والتي أفضت، ضمن ما أفضت، إلى تسوية أمر الجماعات المسلحة المعارضة التي حوصرت في جيب صغير أخير في حلب الشرقية، بعد قتال دام أدى إلى هزيمتها على أيدي القوات السورية وحلفائها، بمشاركة حاسمة من الطيران الحربي الروسي.

أنفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شهورا طويلة وهو يسعى مع نظيره الأمريكي جون كيري لتحقيق ما وصف بالفصل بين الجماعات المعارضة المعتدلة وتلك المتطرفة، المصنفة دوليا، كتنظيمات إرهابية وفي مقدمتها جبهة النصرة، بل إن خططا واتفاقات أبرمت بين الرجلين نصت على ذلك، ولكن التجربة برهنت أن واشنطن غير قادرة، وربما غير راغبة، في إنجازه.

اختار الروس طريقا أسرع وأسهل لبلوغ ذلك، هو «التفاهم» مع الأتراك مستغلين حال التقارب بين الطرفين التي نشأت نتيجة تسوية أزمة لإسقاط أنقرة طائرة حربية روسية، ما أشعل، يومذاك، أزمة دبلوماسية حادة لم ينهها إلا اعتذار أردوغان شخصيا من بوتين.

لكن ما جعل الطرق سالكة بين البلدين أكثر فأكثر هو الشكوك المهيمنة على ذهن أردوغان من أن للولايات المتحدة الأمريكية دورا في محاولة الانقلاب العسكري على نظامه، التي كانت على وشك النجاح فعلا، وهو ظرف استغله، بفطنة ومكر، فلاديمير بوتين الذي كان أول من استنكر محاولة الانقلاب وأول من هنأ أردوغان بفشلها.

واستغل الروس لحظة الفراغ الراهنة في واشنطن، في الفترة الفاصلة بين رئيسين: واحد يحزم حقائبه للخروج من البيت الأبيض وليس في وارد اتخاذ أي قرار مهم، وآخر يستعد لتسلم مهامه، وليست لديه حتى اللحظة سلطة اتخاذ أي قرار، فأبعدوا الأمريكان، كلية، عن تفاهماتهم مع الأتراك حول حلب، وربما حول ما بعدها أيضا.

فما هو متداول من أخبار يشير إلى أن البلدين قطعا شوطا من الاتفاق على طريقة إدارة الأزمة في سوريا، في اتجاه تسويتها بما لا يضر بمصالح أي منهما، ويبدو أن بوتين يدفع بقوة باتجاه إنجاز مرجعية جديدة، يحيد فيها الأمريكان والأوروبيون، في معالجة الأزمة من خلال الدعوة للقاء في عاصمة كازاخستان التي يحكمها حليفه نزارباييف، بين فرقاء الأزمة السوريين برعاية روسية - تركية مزدوجة.

إلى أي مدى سينجح الثنائي: بوتين - أردوغان في مواصلة تفاهماتهما إزاء ملف كالملف السوري تتشابك فيه العقد؟

سؤال سيجيب عنه قادم الأسابيع، ولكن المؤكد أن لكليهما يدا ضاربة في سوريا تمنحهما هامشا واسعا من حرية الحركة، قد لا يتوفر لسواهما.

* د. حسن مدن - كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

روسيا تركيا سقوط حلب الإدارة الأمريكية المعارضة