مدبر هجوم السفارة السعودية بإيران: اقتحمناها بضوء أخضر من الحكومة

الأحد 18 ديسمبر 2016 07:12 ص

أظهر شريط صوتي مسرب، اعتراف مدبر الهجوم على السفارة السعودية بطهران بأن الاقتحام وتدمير ممتلكات السفارة وحرق المبنى جاء بضوء أخضر من الحكومة وقيادات النظام الإيراني.

وجاء في الشريط الذي نشرته مصادر مقربة من «الحركة الخضراء» الإيرانية المعارضة في الداخل، مكالمات ونداءات صوتية للعقل المدبر للهجوم وهو رجل الدين المتشدد «حسن كرد ميهن»، يوجه من خلالها المهاجمين من أعضاء ميليشيات الباسيج والحرس الثوري، لحرق وتدمير السفارة والاستيلاء على كل الوثائق والأوراق في المكاتب.

وقال «ميهن»، في إحدى المكالمات، التي نشرتها قناة موقع «أمدنيوز» عبر تطبيق «تليجرام»، مخاطبا أتباعه أن «الهجوم تم بضوء أخضر من الحكومة والنظام، ولهذا السبب سمحت قوى الأمن الداخلي باقتحام السفارة ولم تحرك ساكنا».

وأوضح التسجيل أن «كرد ميهن» كان يتحدث في بعض المكالمات والنداءات الصوتية إلى أعضاء في مؤسسة «نور معرفت» التي يترأسها، وهي من مجموعات الضغط التي تضم منتسبين من الباسيج.

وكان «ميهن» قد اعترف في وقت سابق بتدبيره فكرة الهجوم على السفارة والتخطيط لها وتحريضه لعناصر وصفهم بـ«أبناء حزب الله الثوريين» من الباسيج والحرس الثوري بالقيام بالمهمة، وتحدث عن «تواطؤ» مِن قِبَل حكومة «روحاني»، التي قال إنها لم تمنع الهجوم بل سهّلت مهمة المهاجمين.

وقال في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في أغسطس/آب الماضي، إن «تواطؤ الحكومة في قضية الاقتحام كان واضحا؛ حيث كان بإمكانها منع المقتحمين لو أرادت ذلك»؛ موضحا أن الشباب المهاجمين كانوا يتوقعون أن يتعرضوا للضرب من قِبَل قوى الأمن والشرطة.

وينتمي «كرد ميهن»، لميليشيات «أنصار حزب الله» بمدينة كرج، جنوب غربي طهران، وهي مجموعة مقربة من المرشد الأعلى، «علي خامنئي»، شاركت في قمع احتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009 والاحتجاجات الطلابية في عام 1998.

وكان «ميهن» من منظمي الحملة الانتخابية للواء «محمد باقر قاليباف»، عمدة طهران الحالي، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2013، ويرأس مؤسسة باسم «نور معرفت» و9 مؤسسات أخرى مقربة من جماعات ضغط وشخصيات نافذة في النظام الإيراني.

وشارك «مهين» عدة مرات في القتال بصفوف الحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى جانب نظام الأسد، كما كان مدربا لرياضة «جودو»، ومشرفا على تدريبات مشتركة لفرق إيرانية وسورية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت السلطات الإيرانية سراح «ميهن» بحجة إحياء يوم عاشوراء ولا يزال طليقا، وذلك وفقا لمواقع إيرانية نقلا عن مصادر قضائية.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية معارضة فقد حضر «كرد ميهن» مراسم عاشوراء قبل أيام، وألقى خطبة في أحد مساجد العاصمة طهران، وفقا لما نقلته فضائية العربية.

وأشارت المصادر إلى أن الإفراج تم بكفالة مالية، فيما لا تزال المحكمة الجزائية المختصة برجال الدين تتعامل مع القضية، وستصدر حكمها بشأن الاتهامات الموجهة إليه بتحريض الناس على اقتحام سفارة المملكة.

وكانت السلطات الإيرانية قبضت على «كرد ميهن» وهو رجل دين يرأس جماعات ضغط مقربة من المرشد الأعلى «علي خامنئي»  فور وصوله إلى طهران قادما من الخارج، واتهمته بأنه العقل المدبر لعملية اقتحام السفارة السعودية.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة عقب إعلان الرياض في 3 يناير/ كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد (شمال)، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجا على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

وعقب الهجمات، دعا الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، إلى بدء تحقيق بحق المتورطين، كما انتقد المرشد الأعلى الإيراني »آية الله علي خامنئي» الهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية، واعتبرها بأنها مخالفة للمبادئ الإسلامية.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، قالت الحكومة الإيرانية إنها ستقوم بمحاكمة 48 شخصًا، من بينهم 4 رجال دين، بتهمة اقتحام البعثات الدبلوماسية السعودية.

 

  كلمات مفتاحية

السفارة السعودية إيران اقتحام السفارة السعودية في طهران قوات الباسيج الحرس الثوري