«الجبير» يطالب العالم بالتصدي لتدخلات إيران «السلبية»

الأحد 18 ديسمبر 2016 05:12 ص

طالب وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، العالم باتخاذ ما وصفها بـ«إجراءات قوية» لمنع إيران من تدخلاتها السلبية في المنطقة وتهديدها حرية الملاحة في مضيق هرمز (الذي تطل عليه إيران ويصل بين الخليج العربي وخليج عمان).

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، مساء الأحد، مع نظيره الأمريكي «جون كيري»، في العاصمة السعودية الرياض.

وقال «الجبير»«فيما يتعلق بتدخلات إيران السلبية في المنطقة سواء في اليمن أو البحرين أو الخلايا في السعودية أو في سوريا أو في العراق أو دعمها للإرهاب أو إشعالها للفتن الطائفية أو الخطر التي تشكله على حرية الملاحة في مضيق هرمز، هذا كله نطالب العالم باتخاذ إجراءات قوية لمنع إيران من القيام بأعمال مثل هذه، وسنستمر في هذه المطالبات».

وسبق أن هدّدت إيران، أكثر من مرة، بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرض أمنها للتهديد.

ويمر عبر مضيق هرمز نحو 40% من صادرات النفط في العالم، بينما تصدر دول الخليج نحو 90% من نفطها عن طريقه.

ويسود التوتر العلاقات بين السعودية وإيران بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفين اليمني والسوري حيث تتهم السعودية طهران بدعم نظام «بشار الأسد» بسوريا وتحالف مسلحي الحوثي والرئيس اليمني السابق، «علي عبد الله صالح» باليمن.

قانون جاستا

وانتقد «الجبير» خلال المؤتمر الصحفي، (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب) المعروف باسم جاستا، مشيرا إلى أنه تهديد لسيادة الدول للمبادئ الثابتة في القانون الدولي.

ونفى نية بلاده تخفيض استثماراتها في أمريكا، قائلا: «السعودية لديها استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، ونراجع هذه الاستثمارات بصفة دورية، ربما نزيد في هذه الاستثمارات، ولكن نفكر في منع تخفيضها».

وبيّن «الجبير» أن زيارته الأخيرة لأمريكا (في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي) كانت بهدف معرفة السياسات ومواقف الإدارة الجديدة (برئاسة دونالد ترامب) للتعامل مع الكونغرس وإقناعه فيما يتعلق بتعديل قانون جاستا الذي يهدد سيادة الدولة ومبادئ قانون الدول الدولي.

واعتبر أن تطبيق جاستا يفتح الطريق إلى أن يصبح النظام العالمي خاضع لقانون الغاب، بحد قوله.

وقال «الجبير»«سنطلب من الكونغرس أن يعيد النظر في هذا القانون؛ لأنه تهديد للولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر، وسوف يؤدي إلى إفساد العلاقات الدولية».

وأشار «الجبير» إلى أن «90 دولة اتخذوا مواقف علنية معارضة لهذا القانون لما يمثله من خطر».

وأبطل الكونغرس، في سبتمبر/ أيلول 2016، حق النقض (الفيتو)، الذي استخدمه الرئيس «باراك أوباما» ضد مشروع قانون جاستا الذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، بمقاضاة دول ينتمي إليها منفذو هذه الهجمات، وغالبيتهم من السعودية.

وانتقدت السعودية هذا القانون، محذرة من عواقب وخيمة وتداعيات على علاقتها مع واشنطن، حيث ترفض المملكة تحميلها مسؤولية اشتراك عدد من مواطنيها (15 من أصل 19) في هجمات 11 سبتمبر.

وسبق أن تناقلت وسائل إعلام أن الرياض هددت بسحب احتياطات مالية واستثمارات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة في حال إقرار مشروع القانون.

وبخصوص اليمن، قال «الجبير»، إن أي اتفاق في اليمن يجب أن يرتكز على المبادرة الخليجية وقرار الأمم المتحدة، وهما المرجعان المتفق عليهما.

تسوية في اليمن
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، إن الولايات المتحدة تعمل من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية في اليمن.

وأضاف أن خارطة الطريق، تنص على عقد مفاوضات بين جميع أطراف الأزمة اليمنية، مشددا على أن الخارطة التي وضعتها الأمم المتحدة بشأن اليمن، لم تكن اتفاقا نهائيا بل هي عبارة عن خطة تسمح بالتفاوض.

وأكد الدبلوماسي الأمريكي، السعي الحثيث من أجل الوصول إلى نهاية للحرب في اليمن، داعيا، في الصدد ذاته، الأطراف اليمنية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأشار إلى أن صفقات بيع الأسلحة يمكن أن تطول، ولهذا السبب طال موضوع تسليم أسلحة جديدة للسعودية، مؤكدا في السياق نفسه أنه قد تم إيقاف بواخر في البحر تحمل أسلحة إلى اليمن.

كما أضاف: «يجب أن ننهي الحرب في اليمن بشكل يحمي أمن السعودية».

وشدد «كيري على أن بلاده ترفض التدخل الإيراني في اليمن، كما ترفضه السعودية.

وقال إن «الإيرانيين يعتقدون أنه يجب أن يكون للحوثيين دور في العملية السياسية في اليمن».

وأضاف «يجب على إيران وقف زعزعة الاستقرار في العديد من دول الشرق الأوسط».

وتابع «كيري» لن نسمح بأن تشكل إيران مصدرا لزعزعة الاستقرار في دول الشرق الأوسط من خلال حزب الله أو غيره».

وقال «سنواصل مباحثاتنا مع أصدقائنا في السعودية والإمارات للإيفاء بالالتزامات الإنسانية في اليمن»، مشددا على أن الأولوية الآن هي وقف نزيف الدم في اليمن.

إلى ذلك قال «جون كيري»، إن الشراكة بين واشنطن والرياض قوية للغاية، وننسق مع السعودية في العديد من الملفات الخاصة بالشرق الأوسط، مضيفا «ماضون في تعزيزها».

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» في طريقه للهزيمة.

وصرّح «كيري أن بلاده تدين الهجمات الإرهابية، التي وقعت الأحد في مدينة عدن اليمنية والتي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها.

  كلمات مفتاحية

أمريكا إيران السعودية الجبير