تركيا تخشى تداعيات عنف قومي وتظاهرات كردية تندد بـ«الكردستاني»

الاثنين 19 ديسمبر 2016 05:12 ص

حذر مسؤولون أتراك من «مشكلة اجتماعية» بين الأكراد والأتراك، قد تثيرها هجمات يشنّها «حزب العمال الكردستاني»، سبّبت توتراً شعبياً، إذ أعلن «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي أن ناشطين قوميين اعتدوا على مقار له في البلاد، أوقفت بعدها السلطات تسعة أشخاص.

يأتي ذلك بعد مقتل 14 جندياً تركياً وجرح 55 شخصاً، في هجوم انتحاري نسبته السلطات إلى «حزب العمال الكردستاني»، استهدف السبت الماضي باصاً كان يقلّ مجندين في قيصرية وسط تركيا، بحسب «الحياة» اللندنية.

ومن جانبه قال الكاتب التركي «إسماعيل ياشا»، في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: أن «مسيرة شعبية حاشدة في مدينة دياربكر للتنديد بإرهاب حزب العمال الكردستاني وسط هتافات (الموت لبي كا كا)، و(الكرد والترك إخوة)».

وبعد ساعات على الاعتداء، اقتحم عشرات من الأشخاص مقرّ «حزب الشعوب الديموقراطي» في قيصرية، وخرّبوا محتوياته وأزالوا لافتة الحزب عن مدخل المبنى، ورفعوا بدلاً منها راية حزب «الحركة القومية». وأعلن الحزب الكردي أن قوميين هاجموا أكثر من 20 من مكاتبه في تركيا، بعضها نُهِب أو دُمِر أو أُحرِق بالكامل.

وفي إسطنبول، أُلقيت قنابل صوتية على مكتب للحزب، كما تعرّض مكتب آخر لعشرات من الطلقات النارية. وأوقفت السلطات تسعة أشخاص، تشتبه في تورّطهم بهذين الهجومين.

ودان الحزب الهجمات على مقاره، متهماً السلطات بالتغاضي عن العنف الذي يطاوله. وقال ناطق باسمه إن المسؤولين الأتراك «يحاولون تأمين ظروف من أجل نزاع، أو محاولة انقلاب»، وحضّ أنصاره على تجاهل الاستفزازات.

وكان الحزب أصدر بياناً أدان فيه التفجيرات الانتحارية الأخيرة، لكنه امتنع عن وصف «الكردستاني» بالتنظيم (الإرهابي)، أو ذكر منفّذ الهجوم أو المسؤول عنه، ما يُغضب شريحة واسعة من الأتراك. ومع تكرار هجمات «الكردستاني»، وتأجيج التوتر الشعبي وتعرّض مقار «حزب الشعوب الديموقراطي» لاعتداءات، حذر «نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، من أن «الهدف الحقيقي للإرهاب ليس القتل فقط، بل شقّ الصف وإثارة مشكلة اجتماعية بين الأكراد والأتراك» في البلاد.

وعلى رغم أن تركيا اعتادت، منذ العام 1984، على هجمات يشنّها «الكردستاني» تطاول رجال أمن ومدنيين في آنٍ واحد، لكن الظروف الآن تبدو مختلفة تماماً، في شكل يهدّد بخطر أكبر. كما أن حصيلة هذه الهجمات باتت أكثر ضخامة، إذ أحصى حزب «الحركة القومية» مقتل 551 جندياً و301 رجل أمن و63 حارساً في هجمات لـ «الكردستاني»، منذ إعلان انتهاء وقف النار بعد الانتخابات النياية التي نُظمت في يونيو/حزيران 2015.

كما أن لهجة الحكومة، بعد خروجها من أزمة محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي، تبدو مختلفة وتركّز على «الانتقام» من منفذي الهجمات، أكثر من «وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب، قد تشمل خططاً سياسية أو اقتصادية».

يُضاف إلى ذلك أن تركيا تواجه خطراً (إرهابياً) آخر، هو هجمات يشنّها تنظيم «الدولة الإسلامية»، أوقعت حوالى 1500 قتيل في غضون سنتين، وفق أرقام أعدّها حزب «الحركة القومية». كما أن جيشها موزّع على جبهات، تشمل الحدود العراقية وشمال سورية، وجنوب شرقي تركيا، بعدما خسر عدداً ضخماً من ضباطه، اذ عُزلوا بعد اتهامهم بالانتماء إلى جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن. وفي هذا الإطار، خسر سلاح الجوّ أكثر من ثلث طياريه.

في المقابل، تتصدى مبادرات شعبية لمحاولات «إثارة فتنة عرقية»، إذ نظم آلافٌ في مدينة دياربكر التي تقطنها غالبية كردية، في جنوب شرقي تركيا، وفي مدينة يوكسيك أوفا، تظاهرات رافعين أعلاماً تركية ومنادين بالأخوّة بين الأتراك والأكراد، ومندّدين بالهجمات الإرهابية، وهو ما أكده الكاتب التركي «إسماعيل ياشا».

على صعيد آخر، أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن استيائها لمنع إدارة مدرسة ثانوية ألمانية في إسطنبول، احتفالات عيد الميلاد. وأسِفت الوزارة للأمر، مشيرة إلى أنها «لم تتفهّم القرار المفاجئ الذي اتخذته إدارة المدرسة». وغالبية الطلاب في المدرسة أتراك، علماً أن برلين تمولّها ويعمل فيها حوالى 35 مدرساً ألمانياً، وتم إنشاؤوها قبل أكثر من 100 سنة.

المصدر | الخليج الجديد+مواقع

  كلمات مفتاحية

تركيا تداعيات عنف قومي تظاهرات العمال الكردستاني