عندما يتحدث أحد أمامنا عن التلوث، يخطر في بالنا مدن العالم الثالث المليئة بالأدخنة والضوضاء مثل ديلهي وبكين والقاهرة، لكن الحقيقة أن المناطق الحضرية في العالم الغربي أيضاً تضطر للتعامل مع المستويات المتزايدة من الضباب الدخاني.

أحد هذه المدن هي باريس، التي تشهد حالياً أزمة «خطيرة للغاية»، وقد دامت القفزة الأخيرة من التلوث لأكثر من عقد حتى الآن، وكرد فعل لمواجهة هذه المسألة، قامت المدينة بالإعلان أن جميع وسائل المواصلات العامة سوف تكون مجانية لليوم الثاني على التوالي، أما يوم الثلاثاء فإن السيارات الكهربية سوف تكون مجانية الاستخدام، بالإضافة لذلك فإن المدينة طبقت نظاماً لا يسمح لأكثر من نصف السيارات بدخول مركز المدينة.

كيف تقاتل باريس الهواء الملوث بطريقتها؟

يوم الثلاثاء، لا يسمح إلا للسيارات التي تحمل لوحة زوجية بالقيادة في منطقة العاصمة، أما يوم الأربعاء فيكون دور السيارات التي تحمل لوحات فردية، وأي شخص يخرق هذه القاعدة سوف يدفع ضريبة 35 يورو، وقد وصلت غرامات اليوم الأول فقط إلى 1700 يورو.

المنع المؤقت الذي طبق على نصف المركبات، أتي بعد بضعة أيام فقط من تعهد رئيسة بلدة باريس مع ثلاث مدن كبرى أخرى، بفرض حظر على جميع سيارات الديزل بحلول العام 2025، في محاولة لخفض المستويات الخطيرة من تلوث الهواء الموجودة في العاصمة على المدى الطويل، وتقتضي الخطة بالترويج للمركبات البديلة، وكذلك المشي وركوب الدراجات.

إجراءات جريئة

يعتقد أن تلوث الهواء يقتل 3 ملايين شخص على الأقل في أنحاء العالم، ويقطن معظم هؤلاء في المدن، وهذا ما يلزم المناطق الحضرية بأخذ إجراءات بخصوص هذه المشكلة ذات الآثار الصحية الخطيرة.

الوضع الحالي للمدينة ليس عاملاً مساعداً، فالظروف الجوية للمدينة الآن لا يوجد فيها رياح، ما يعني أن الضباب الدخاني الذي يغطي المدينة لن ينقشع مثلما يحدث دائما.

رئيسة بلدية باريس، «آن هيدالجو»، أعلنت الأمر في الأسبوع الماضي قائلة «اليوم، نقف متكاتفين لكي نقول أننا لم نعد نحتمل تلوث الهواء والمشاكل الصحية والوفيات التي يسببها، خاصة لمواطنينا معتلي الصحة»، وأضافت قائلة «المشاكل الكبيرة مثل تلوث الهواء تتطلب إجراءات جريئة، ونحن نطلب من مصنعي السيارات والحافلات الانضمام إلينا».