استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دول الخليج والحاجة إلى مشروع نهضوي

الاثنين 19 ديسمبر 2016 02:12 ص

حضرت منذ عدة أيام بالعاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع المنصرم، مؤتمر منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية حيث طرحت أهم القضايا والتطورات التي تهم الخليج والجزيرة العربية، والعلاقة التي تربطهما على الساحة الإقليمية والدولية، وقد أحسن صنعًا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي نظم المؤتمر، في وضع هذه القضايا على بساط البحث والنقاش، للسنة الثالثة على التوالي، بحكم أهمية المنطقة، والتحديات القائمة التي أصبحت واقعة في منطقتنا الخليجية والعربية عمومًا. 

ولا شك أن هاجس الاقتصاد، والسياسة والأمن، أخذ في الأولوية في أغلب الأوراق المقدمة للمؤتمر من كل الباحثين المشاركين في هذا المؤتمر، حيث عدم الاستقرار والتوترات في المنطقة منذ عدة سنوات، التي تستشعرها أغلب دول مجلس التعاون، وهذا مرهون باتخاذ خطوات لتعزيز إستراتيجية تخطيطية لما ينبغي أن تكون عليه دولنا، لمواجهة كل التحولات والتطورات التي هي واقعة أو مستقبلية لهذه المنطقة. 

والحديث المكثف عن الخطر الداهم أو القادم، لا يجدي شيئا، بل الأهم أن نخطط لأنفسنا، كما يخطط الآخرون، وعلى أسس قوية على كل المستويات، فالعالم اليوم ينظر للدول الناجحة في مسارها الاقتصادي والتنموي والاجتماعي نظرة تقدير واحترام في مسارها في مجال النهوض الاقتصادي والصناعي، وبعض دول الخليج للأسف، لم تستفد جيدا منذ عقدين أو يزيد من ارتفاع أسعار النفط التي وصلت إلى أكثر من مائة وعشرين دولارًا لعدة سنوات. 

وهناك دول آسيوية قفزت قفزة علمية وتكنولوجية كبيرة، وهي لا تملك ما تملكه دول مجلس التعاون، ومع ذلك أصبحت من الدول التي يشار إليها بالبنان، من حيث القوة الاقتصادية والصناعية، وهذا الذي لم تستغله دول المجلس للوصول إلى نهضة صناعية توازي من وصلت إليه هذه الدول.

والواقع أننا تأخرنا كثيرا، وكانت سياساتنا تقوم على ردة الفعل، وعدم الفاعلية. والرؤية المستقبلية للتطورات في عالم اليوم التي تخطو خطوات للإمام، وأصبحنا نستشعر الخطر، دون أن نكون قادرين على أن نكون ندًا لمن يريد أن يستغل وضعنا الراهن سواء في المجال الاقتصادي أو العسكري، وأستغرب أن البعض من الباحثين يتحدث عن الخطر من بعض الدول وأطماعها وخطرها الذي يراه حقيقة في الكثير من الممارسات! 

وكان ينبغي أن نكون أكثر قدرة لمواجهة أي أخطار من حيث القوة والعتاد، واستغلال الثروة في بناء صناعات متعددة قبل سنوات مضت، لضمان الأمن والاستقرار دون أن نخاف أي تهديدات، ولذلك أرى أن الفرصة مواتية لدول المجلس حتى تخطط لمشروع كبير في البناء التنموي، والاقتصادي، والصناعي، وأن تعزز علاقاتها مع دول آسيا في شراكة اقتصادية وصناعية. وهذا ما قاله د. تموثي نيبلوك، الأستاذ الفخري بجامعة إكستر البريطانية في المؤتمر: 

"إنّ هناك فرصًا سياسيةً إستراتيجية متوافرةً أمام دول الخليج اليوم، وهي مرتبطة بعلاقاتها التجارية والاستثمارية بآسيا، وهي علاقات متنامية باطّراد، وأشار نيبلوك إلى أن دول الخليج لديها فرص للتوسع في علاقاتها مع الصين والهند خاصة أن دولًا مثل إيران وإسرائيل نجحت، حتى الآن، في قراءة التغيرات التي تطرأ على النظام الدولي وتوسعتا في العلاقة مع الصين، داعيًا دول الخليج أن يكون تفاعلها أفضل من الحالي وأن تقرأ التغيرات الدولية وتستفيد من ذلك في سعيها للتنوع الاقتصادي".

الفرص لا تزال قائمة وبقوة، لكن أين هي الخطوات الجادة في استثمار الفرص الصحيحة؟ 

لقد كان علينا ألا نتحدث كثيرا عن المخاطر التي ربما البعض يريد أن يستغل ظرفنا الراهن، ولا عن سياسة الآخرين وبرامجهم، وفي المقابل علينا أن نتحرك في هذا المجال، ونعمل بصمت وبرؤى إستراتيجية، وأن نخطط لمشروعنا لخدمة أوطاننا بعيدًا عن إثارة الحديث عما يريد الآخر أن يخطط له. 

وعلينا في المقابل أن نعزز مواردنا بما يجعلنا في نظر الآخرين قادرين على الوقوف على أقدامنا، وعلى قدرتنا في الدفاع عن أنفسنا، دون خوف أو وجل، وهذا ما نحتاجه، ونستطيع أن نحدد مسارنا على أسس واضحة وواعية..

* عبد الله بن علي العليان كاتب عماني.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

القمة الخليجية الوحدة الخليجية الخليج الشعوب العربية الخليجية الاتحاد الخليجي