هل يعيد التاريخ نفسه؟ قاتل السفير الروسي يشبه قاتل ولي عهد النمسا

الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 05:12 ص

قام الصربي «Princip Gavrilo»، حين كان عمره 20 في 28 يونيو 1914 باغتيال وريث العرش الامبراطوري النمساوي- المجري، أمير المجر وبوهيميا الأرشيدوق «فرانز فرديناند»، برصاصة أطلقها عليه من مسدس Browning 9 ملم، بلجيكي نصف أوتوماتيكي، وبثانية قتل زوجته «صوفي»، دوقة هوهنبرغ، حين كانا يتجولان بسيارة مكشوفة في مدينة سراييفو.

وبعد شهر اشتعل بسبب الاغتيال فتيل الحرب العالمية الأولى، فحصد جنونها حتى 1918 بعد 4 سنوات، أكثر من 16 مليون إنسان، ومعهم 21 مليونا، نالت منهم جروح متنوعة وتشوهات.

ويشترك في الملامح مع الصربي قاتل ولي عهد النمسا، التركي «Altinas Mevlut Mert» الذي اغتال سفير روسيا لدى تركيا «Andrei Karlov» حين كان يلقي كلمة، أمس الاثنين، في معرض فني لصور روسية بأنقرة.

وقتل التركي بعمر 22 سنة، برصاص وحدة من الشرطة اشتبكت معه طوال ربع ساعة، إلى أن نالوا منه في الطابق الثاني من مبنى المعرض التابع لبلدية Çankaya في العاصمة التركية.

لكن ما أقدم عليه الضابط بالقوات الخاصة لشرطة العاصمة، حين كان خارج الخدمة يوم اغتياله للسفير انتقاما ربما لدور روسيا بحلب، قد يتسبب بأزمات وتعقيدات غير معروفة بعد.

والشبه الكبير بين ملامح التركي قاتل السفير الروسي والصربي قاتل الأرشيدوق النمساوي، يمتد أيضا إلى القتيلين معا، فكلاهما تم اغتياله بالرصاص وبحضور زوجته، وفي مدينة خارج بلاده، وبمسدس شاب عمره بالعشرينات.

وتشير المعلومات عن السفير «أندريه كارلوف»، إلى أنه ملم باللغة الكورية، لعمله كسفير لروسيا من 2001 حتى 2006 لدى كوريا الشمالية، وهو ولد في 1954 بموسكو، وتخرج بعمر 22 من معهد موسكو الحكومي في العلاقات الاقتصادية العالمية، وفي العام نفسه انخرط بالسلك الدبلوماسي، ثم تخرج في 1992 من الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية، ويشغل بدءا من 2013 منصب سفير لبلاده في أنقرة.

وفي أنقرة أردته 5 رصاصات نفذت في ظهره، أطلقها عليه «ميفلوت ألتيناس» الوارد بسيرته أنه تخرج قبل عامين فقط من أكاديمية Rüştü Ünsal للشرطة بمدينة إزمير، ثم غادرها في 2014 ليقيم بأنقرة، على حد ما ذكر الصحفي التركي «Hasim Kilic» الذي كان وقت الاغتيال، يغطي لصحيفة «حرييت» التركية التي يعمل فيها، فعاليات معرض الصور الذي أقاموه برعاية السفارة الروسية في Modern Arts Centre المجاور لمبنى البرلمان بأنقرة، وكتب عما حدث.

وقال إن بعض من كانوا في المكان همّوا بالفرار حين اغتال «ألتيناس» السفير، لكنه هددهم برصاص أطلقه في الهواء، فانكفأوا مرعوبين،مؤكدا أنه يعرف السفير الذي «لم تكن تغطيه أي حراسة شخصية في السابق ويوم مقتله».

واعتبر رئيس بلدية أنقرة Melih Gockcek في تغريدة له على موقع «تويتر» أن الغاية من الاغتيال «إحداث شرخ في علاقات تركيا بروسيا»، ملمحا بأخرى إلى إمكانية أن يكون القاتل من جماعة «فتح الله كولن» المقيم منفي الذات بالولايات المتحدة، والذي اتهمه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل الأخير.

ويسعى فريق من المحققين، روسي- تركي مشترك، للتعرف إلى الكيفية التي دخل بها «ألتيناس» بسهولة ليقف خلف السفير الروسي وهو يلقي كلمته، من دون أن يكون عاملا مع الشرطة ذلك اليوم. كما يسعون لمعرفة إذا كان له شركاء، وإلى أي فصيل ينتمي ومن حرضه وساعده، علما أن الشرطة اعتقلت والدته وشقيقته، المقيمتان بمدينة Aydin عاصمة المحافظة بالاسم نفسه بالغرب الجنوبي التركي.

كما اعتقلت شابا يقيم معه في الشقة بأنقرة، وساقوه مقيدا إلى مركز احتجزوه فيه.

وأظهرت لقطات مصورة منفذ الهجوم وهو يطلق النار على «كارلوف» بينما كان يلقي كلمة في معرض فني روسي بعنوان «روسيا في عيون الأتراك»، وسقط السفير على الأرض ونقل بعد ذلك في حالة حرجة إلى مستشفى في أنقرة، ليعلن وفاته لاحقا.

وقالت وكالة «أسوشيتد برس» نقلا عن مصور كان داخل القاعة أن المهاجم أطلق 8 رصاصات على كارلوف، ثم أعلن بالتركية أنه نفذ الهجوم انتقاما لأهالي مدينة حلب، في إشارة إلى مشاركة روسيا في الحملة العسكرية التي انتهت بتهجير عشرات الآلاف من أحياء حلب الشرقية، فضلا عن قتل آلاف المدنيين.

المصدر | العربية . نت + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا النمسا الحرب العالمية الأولى مقتل السفير الروسي