«ترامب» يعتبر الاعتداءات في أوروبا «صراع أديان» على الصعيد العالمي

الأربعاء 21 ديسمبر 2016 06:12 ص

لم ينتظر الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» اتضاح ملابسات الاعتداء الذي أوقع 12 قتيلا الاثنين في سوق ميلاد في برلين ليعلن أنه مؤشر إلى ما يعتبره صراع ديانات على الصعيد العالمي.

وقال في بيان مساء الاثنين «قتل مدنيون أبرياء في الشوارع فيما كانوا يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد».

وتابع أن تنظيم «الدولة الاسلامية وغيره من الإرهابيين الإسلاميين يهاجمون باستمرار المسيحيين داخل مجتمعاتهم وأماكن صلاتهم في سياق جهادهم العالمي»، بحسب زعمه.

وبذلك خالف «ترامب» الذي يتولى مهامه رسميا في 20 كانون الثاني/ يناير، نمط ردود فعل معظم القادة الغربيين على التطرف العنيف، لكنه بقي ملتزما بالخط الذي اتبعه في حملته الانتخابية.

فهو استخلص استنتاجاته وأعلنها قبل أن تقدم الشرطة الألمانية الثلاثاء على إطلاق سراح طالب لجوء باكستاني موقوف لديها بعدما تبين أنه غير ضالع في الاعتداء، وقبل حتى أن يتبنى تنظيم الدولة الإسلامية العملية في بيان بثته وكالة أعماق التابعة له.

كذلك استخدم الرئيس المنتخب الخطاب نفسه للتنديد باغتيال السفير الروسي في تركيا الاثنين متهما «إرهابيا إسلاميا متطرفا» بإطلاق النار عليه.

والتشديد بهذه الطريقة على ديانة المهاجمين المفترضة يعكس خيارا متعمدا من «ترامب» لتمييز نفسه عن سياسة الرئيس المنتهية ولايته «باراك أوباما».

واتصل «أوباما» الثلاثاء بالمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» ليقدم لها تعازيه بعد «الهجوم الإرهابي المفترض المروع»، وإن كانت إدارته تحارب «التطرف العنيف»، إلا أنه يشدد على أن المتطرفين لا يمثلون ديانة.

وذهب وزير خارجيته «جون كيري» إلى حد وصف عناصر تنظيم الدولة الاسلامية بـ«كفار» شوهوا رسالة هذه الديانة.

لكن قناعات «دونالد ترامب» ومستشاريه مختلفة، فهم يرون أنه لا يمكن الانتصار على التطرف الا إذا تم التعريف عنه على أنه نابع من الإسلام.

ودعا رجل الأعمال الثري خلال حملته الانتخابية إلى حظر جميع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة «إلى أن يصبح بوسعنا فهم ما يجري».

وفي آب/ أغسطس، أكد مستشاره للأمن القومي الجنرال السابق «مايكل فلين» أن الاسلام ليس ديانة بل «عقيدة سياسية» وقال «لقد أعلنوا الحرب علينا، وحكومتنا لا تسمح لنا بالتكلم عن هذا العدو».

وعرف عن هذا الخطر بأنه «النزعة الإسلامية» مضيفا «إنه سرطان خبيث في جسد 1,7 مليار من سكان هذه الأرض ويجب استئصاله».

لكن هذا العسكري السابق الذي قاتل المتطرفين في العراق وأفغانستان ليس الوحيد الذي يقدم المشورة لـ«دونالد ترامب»، بل أن الرئيس المنتخب يستمع أيضا إلى «ستيف بانون»، أحد أقرب معاونيه ومستشاره المقبل في الشؤون الاستراتيجية، وهو يجسد رؤية قومية متجذرة في اليمين المتطرف الشديد المواقف.

وكان «بانون» قبل انضمامه إلى حملة ترامب في آب/ أغسطس يدير موقع «برايتبارت» الإعلامي الذي يعتبر منصة «لليمين البديل»، الحركة المرتبطة بالأفكار القومية والتي تعتنق نظرية تفوق «العرق الأبيض».

وتصدر خبر اعتداء برلين الثلاثاء صفحة الموقع الذي سلط الضوء على الانتقادات الموجهة الى سياسة ميركل بفتح أبواب بلادها أمام مئات الاف المهاجرين.

وكان «بانون» شارك عبر الفيديو عام 2014 في مؤتمر محافظ في الفاتيكان، فأشاد بصورة خاصة بـ«رأسمالية الغرب المسيحي-اليهودي المتنورة».

وقال بحسب نص مداخلته الذي نشره موقع بازفيد نيوز «إننا منخرطون بكل بساطة في حرب ضد الفاشية الجهادية الاسلامية، وهي الحرب تنتشر على حد اعتقادي بسرعة أكبر من قدرة الحكومات على التعامل معها».

ومع فوز «دونالد ترامب» بالرئاسة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، ستدخل هذه الرؤية للعالم إلى البيت الأبيض، لكن المستشار الرئاسي المقبل في الاستراتيجية كان يرى أبعد من الحدود الأمريكية في مداخلته عام 2014.

فهو يتوقع أن تحل الاحزاب الشعبوية اليمينية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب «يوكيب» في بريطانيا تدريجيا محل الاحزاب المحافظة من وسط اليمين.

 

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

ترامب أمريكا الإسلاموفوبيا برلين ألمانيا الدولة الإسلامية