تسبب انفجار هائل في أكبر سوق للألعاب النارية في ضاحية تولتيبيك التي تبعد 32 كيلومترا عن مدينة مكسيكو سيتي، في مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة 72 آخرين بجروح.

وأظهر فيديو، من موقع الحادث اشتعال عدد كبير من الألعاب النارية وانطلاقها نحو السماء، في الوقت الذي هرع العشرات من فرق الإسعاف والشرطة إلى مكان الحادث، الذي لم تعرف أسبابه حتى الآن.

وطالبت السلطات المواطنين الابتعاد عن المنطقة وإبقاء الطرقات خالية، بحسب «بي بي سي».

ووقع الانفجار في السوق المخصصة لبيع الألعاب النارية، والتي تستقبل سنويا الكثير من الزوار قبيل حلول عيدي الميلاد ورأس السنة.

وروى «والتر غاردونو» الذي كان شاهدا على الكارثة: «بعيد الانفجار، أخذ كل شيء يشتعل، وكان أشخاص يهرعون وهم يحترقون»، مضيفا: «كان هناك أشخاص يركضون وقد اشتعلت فيهم النيران، وأطفال».

وقال حاكم ولاية مكسيكو «ايروفييل افيلا» لشبكة «تيليفيسا» التلفزيونية، إن خبراء الطب الشرعي أخذوا عينات من الحمض النووي للضحايا لأن «معظمهم لا يمكن التعرف عليهم»، وثمة 32 مفقودا على الأقل وتسعى السلطات لمعرفة ما إذا كانوا من ضحايا الانفجار.

واستمرت الألعاب النارية بالاشتعال لفترة طويلة مخلفة غيوم سوداء سميكة في السماء.

وأظهرت مشاهد بثت على شبكات التواصل الاجتماعي سلسلة انفجارات ضخمة متتالية من مختلف الأحجام والألوان تلاها انتشار سحابة ضخمة من الدخان.

وقال مدير جهاز الحماية الوطنية «لويس فيليبي بوينتي» إن «السوق اختفت بالكامل»، مشيرا إلى أن «العديد من الجرحى في حالة حرجة».

ومن أصل 72 جريحا، تمكن عشرون من مغادرة المستشفيات، مساء الثلاثاء، فيما سيتم نقل ثلاثة أطفال إلى الولايات المتحدة لمعالجتهم في مستشفى متخصص، بحسب «أ ف ب».

وكتب الرئيس «إنريكي بينا نييتو» على «تويتر»: «تعازي إلى عائلات الذين قضوا لتوهم في هذا الحادث وتمنياتي بالشفاء العاجل للجرحى».

وتم نشر عسركيين وأكثر من مئة شرطي في الموقع لمساعدة فرق الإغاثة على إجلاء الجرحى الذين أصيب العديدون منهم بحروق إلى المستشفيات بواسطة سيارات إسعاف ومروحيات.

وقالت «اليخاندرا بريتيل» التي تقطن في الحي: «بدأنا نسمع أصوات انفجارات/ فظننا أن مصدرها هو ورشة قريبة لتصنيع المفرقعات»، قبل أن تدرك أن مكان الانفجار هو السوق المتاخمة لمنزلها.

وأضافت: «جيراني قالوا لي أن الأرض تزلزلت، ولكنني لم اشعر بذلك لأنني هرعت ركضا».

بدورها قالت شاهدة أخرى، تقطن الحي نفسه وتدعى «صوفيا بيدويا»: «كنت أنزه كلبي حين سمعنا دوي انفجارات قوية جدا.. في البدء ظننا أن الانفجار حصل في محطة الوقود لكن سرعان ما رأينا انه في سوق الألعاب النارية».

وبعد جهود استمرت ثلاث ساعات تمكن رجال الإطفاء، من السيطرة على الحريق الذي نتج عن الانفجار والحق أضرارا بمساكن وآليات في الجوار.

وكان عسكريون يضعون كمامات يواصلون بعد ساعات التفتيش بين الحطام بحثا عن ضحايا في السوق المدمرة بالكامل بفعل الانفجار.

من جهتهم يسعى المحققون لتحديد سبب الانفجار.

وتقول وسائل الإعلام المحلية إن السوق كان يضم نحو 300 طن من الألعاب النارية.

وأظهرت الصور الشرطة والأطقم الطبية من موقع الحدث، العديد من الإصابات بين الناس بالإضافة إلى تدمير أكشاك البيع، بالإضافة إلى اسوداد المباني المصنوعة من الآجر (الطوب أو الطابوق) بفعل الحرارة.

وقالت مواطنة أخرى اسمها «أنجيلكا كوس»، إن أصوات الانفجارات بدت «كتحطم طائرة أو قنابل تسقط.. صعدت إلى سطح بيتي وكان هناك آخرون هناك بالفعل ورأينا السوق ينفجر.. وبدأ الدخان يغطينا جميعا».

وفي سبتمبر/ أيلول 2005، تعرضت السوق نفسها للدمار بسبب حريق نجم عن ألعاب نارية بمناسبة عيد الاستقلال.

وفي العام التالي اندلع في السوق حريقا، أتى على أكثر من 200 منصة، بدون أن يوقع ضحايا.

وفي حادث مماثل في أبريل/ نيسان 2016، قتل في الهند 111 شخصا وأصيب مئات آخرون بجروح في حريق ضخم نجم عن انفجار وقع في مخزن للألعاب النارية قرب معبد هندوسي في بارافور.