قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن الوقت مناسب الآن «لإخبار السعودية بالحقائق الصادمة» فيما يتعلق بالقنابل العنقودية.

جاء ذلك في مقال للكاتب «مايكل أكسورثي» تحت عنوان: «الآن وقت مناسب لإخبار السعودية بالحقائق الصادمة».

وتسائل الكاتب أولا: هل تستفيد المملكة المتحدة فعلا من العلاقات الحالية بالمملكة العربية السعودية في ظل الكشف مؤخرا عن أن بعض القنابل العنقودية التي باعتها بريطانيا للرياض تم استخدامها في اليمن«.

وحاول «أكسورثي» الإجابة عل السؤال من عدة مناح، مشيرا إلى أن الجميع يعلمون حجم الاستفادة التي تعود على لندن من العلاقات المميزة مع السعودية على مستوى عقود بيع الأسلحة وتصدير العمالة، لكنه حاول التطرق إلى حجم الاستفادة البريطانية من هذه العلاقات في مجال التعاون الاستخباراتي في مواجهة «الإرهاب».

واعتبر الكاتب أن هذه هي النقطة الساخنة بين البلدين، موضحا أن هناك علاقة معروفة بين السعودية والعقيدة الوهابية التي أسست عليها وبين الجماعات السلفية الإسلامية، وفق موقه هيئة الإذاعة البريطانية.

وقال «أكسورثي»، إن هناك تضاربا لايمكن قبوله بين عقيدة المملكة وحجم التوقعات المطلوبة منها في مجال التعاون ضد الإرهاب.

ودعا الكاتب الغرب إلى قول ما يؤمن به من مباديء، مشيرا إلى أن المتطرفين يقولون دوما إن أجسادهم هي قذائفهم وصواريخهم وهو ما يعتبره «أكسورثي» حقيقة لامبالغة فيها خاصة وأنهم يؤمنون بهذا الأمر، محذرا من أنه في حال لم يتمسك الغرب بمبادئه وقيمه ويتحدث عنها بصراحة فإنه سيخسر هذه المواجهة.

وأول أمس الثلاثاء، قال التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إنه قرر إيقاف استخدام الذخائر العنقودية من نوع «755-BL» بريطانية الصنع في اليمن، رغم أن استخدام القنابل العنقودية بشكل عام غير محرم دوليا.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن القرار جاء تعليقا على ما أسمته بـ«مزاعم» منظمة العفو الدولية أن الذخيرة العنقودية من نوع «BL-755» بريطانية الصنع استخدمت في الفترة بين ديسمبر/كانون أول 2015 ويناير/كانون ثان  2016م بقرب مدينة الخضراء اليمنية.

وأوضحت الوكالة أن قوات التحالف قامت بـ«إجراء تحقيق بشأن استخدام الذخائر العنقودية من نوع (BL-755) بريطانية الصنع في اليمن والتواصل مع الجانب البريطاني والجهات الأخرى، واتضح أن قوات التحالف استخدمت هذا النوع من الذخائر في اليمن بشكل محدود ضد أهداف عسكرية مشروعة لحماية حدود المملكة العربية السعودية من القصف والاعتداءات المتكررة من قبل مليشيا الحوثي على المدن والقرى السعودية مما نتج عنه سقوط ضحايا من المدنيين. كما أن قوات التحالف تدرك بشكل كامل أهمية الالتزام بمبادئ القانون الإنساني الدولي عند استخدامها لهذا النوع من الذخائر، ولذا لم يتم استخدامها في المناطق السكنية المدنية».

ومنذ شهر مايو/أيار، نفى وزراء بريطانيون أن تكون الذخائر العنقودية البريطانية قد استخدمت في اليمن، مستندين إلى حد كبير في هذا التقييم على ضمانات يزعمون أنهم تلقوها من الحكومة السعودية.

لكن السعوديين قد اعترفوا باستخدام الأسلحة العنقودية البريطانية، وإن كان ذلك خارج المناطق المدنية وتمشيا مع القانون الإنساني الدولي.

ووفق الغارديان، تدعي المملكة المتحدة أنها لا تشارك في السعودية في الاستهداف في اليمن، وهي فقط توفر التدريب، وأنها بتقييم ما بعد خسائر المعركة.ولكن للأسف هناك الكثير من الضمانات والتأكيدات فقدت دقتها ومصداقيتها.