«السيسي» وجه بعثته لتأجيل التصويت على قرار الاستيطان بعد مشاورات مع الاحتلال

الخميس 22 ديسمبر 2016 07:12 ص

أثار طلب مصر تأجيل التصويت على مشروع قرار قدمته بنفسها لـ «مجلس الأمن» الدولي يدين الاستيطان الإسرائيلي موجة غضب واستنكار واسعة، بعدما أصدر الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» توجيهات لبعثة بلاده لدى الأمم المتحدة بتأجيل تصويت مجلس الأمن على مسودة قرار تطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.

وبحسب «الجزيرة» فإن مصر طلبت تأجيل التصويت على مشروع القرار لإجراء مشاورات مع الشركاء والأطراف المعنية.

إلى ذلك، قال دبلوماسي إسرائيلي إن مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» تحدثوا مع مسؤولين مصريين اليوم الخميس بشأن تأجيل تصويت بمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.

وأضاف الدبلوماسي ـ الذي طلب من رويترز عدم نشره اسمه ـ أن زعماء يهودا آخرين غير إسرائيليين لهم اتصالات جيدة مع مصر أثاروا المسألة أيضا.

ووزعت مصر مسودة القرار مساء يوم الأربعاء وكان من المقرر أن يصوت المجلس المؤلف من 15 دولة عليها في الساعة الثالثة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) الخميس.

وأرجع دبلوماسيون قرار مصر (العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن) بتأجيل التصويت على مشروع القرار إلى أجل غير مسمي إثر ضغوط مارستها إسرائيل على المستويات السياسية في القاهرة، حسب قولهم.

وذكروا أنه على الرغم من اللغة المخففة التي صيغ بها مشروع القرار، إلا أن مصر اضطرت إلى إرجاء التصويت نظرا للمعارضة الشديدة التي أبدتها له إسرائيل والرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب».

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الشهير «ياسر الزعاترة» علق على موقف مصر عبر صفحته الشخصية على تويتر قائلا «فضيحة الفضائح. نظام السيسي ينقذ الكيان الصهيوني، ويعطل قرارا ضد الاستيطان. هذا نظام لم يعد يخجل من التواطؤ مع الصهاينة ومع عدوان إيران»، مضيفا «حتى في أجمل أحلامه، لم يتخيل نتنياهو أن يحصل على نظام في القاهرة بهذا المستوى من التواطؤ معه. لا مبارك ولا السادات فعلا ذلك».

وتابع «الوجه الآخر للفضيحة التي نحن بصددها هي فضيحة خامنئي وأدعياء الممانعة، فما دام السيسي معهم في عدوانهم، فكل ما يفعله في حب نتنياهو مغفور!!».

وزاد «الزعاترة» «لن نسمع من قيادة السلطة أي انتقاد لما فعله نظام السيسي، فعباس معني بكسبه ضد دحلان، وليس لصالح القضية. هنا تتقزم القضايا الكبرى لصالح شخص».

واختتم تغريداته بقوله «سيصمت أدعياء القومية والثورية كما صمتوا من قبل على إسناد السيسي للصهاينة. يا شرفاء مصر: هذا النظام يسيء لكم ولبلدكم. لا تصمتوا».

وفي السياق ذاته، انتقد الكاتب والباحث، مدير مكتب العربي للأبحاث «عزمي بشارة» عبر «تويتر» الموقف المصري قائلا: «لجأ نتنياهو إلى السيسي لأنه لم يكن واثقا أن أوباما سوف يستخدم حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الداعي لوقف الاستيطان. فطلب الأخير تأجيل التصويت!!».

ويحتاج مشروع القرار لتمريره تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين -وهم الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين- حق الفيتو.

وفي وقت سابق الخميس، دعا الرئيس الأمريكي المنتخب، «دونالد ترامب»، في تدوينه له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، واشنطن إلى استخدام الفيتو ضد مشروع القرار المصري، فيما وصف مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير «داني دانون»، مشروع القرار بأنه يمثل ذروة النفاق ويعد مكافأة لسياسة التحريض والإرهاب التي ينتهجها الفلسطينيون.

وكان الباحث في الشؤون الإسرائيلية «سلطان العجلوني» قال إن العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد «السيسي» تجاوزت مرحلة التحالف إلى مرحلة الحب بين «السيسي» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، مضيفا أن «السيسي» يريد من وراء تصريحاته الدافئة بشأن إسرائيل استمرار الدعم الأمريكي والأوروبي لنظامه من خلال البوابة الإسرائيلية.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي فلسطين إسرائيل الاستيطان

أمير سعودي: أمريكا ليست بحاجة لـ«الفيتو» في وجود «السيسي»