قالت مصادر أمنية وقناة «الجزيرة» القطرية إن السلطات المصرية اعتقلت منتج أخبار مصريا يعمل في القناة.

وقال مصدر إن «محمود حسين» عاد إلى القاهرة من قطر حيث مقر القناة قبل أيام وإن ضباطا من قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية (بمثابة جهاز استخباراتي داخلي) اعتقلوه في منزله بالقاهرة.

وأضاف أن اعتقاله تم بقرار ضبط وإحضار أصدرته النيابة العامة «استند إلى اتهامه بالانضمام إلى جماعة محظورة هدفها قلب نظام الحكم».

ويشير المصدر إلى «جماعة الإخوان المسلمين» التي حكمت مصر بعد ثورة 11 يناير/كانون الثاني 2011 وساندتها قطر.

والعلاقات متوترة بين الدوحة والقاهرة الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013 على «محمد مرسي»، المنتمي للجماعة.

وقال المصدر إن ضباط قطاع الأمن الوطني اعتقلوا أيضا شقيقا لـ«حسين».

وأضاف: «شقيقه (لم يذكر اسمه) سيفرج عنه فيما يبدو».

من جانبها، قالت قناة «الجزيرة»، في بيان نُشر بموقعها على الإنترنت، إن السلطات المصرية اعتقلت «حسين»؛ حيث اصطحبته قوة أمنية «إلى جهة غير معلومة».

وأضاف البيان: «كانت السلطات قد احتجزت حسين في مطار القاهرة الثلاثاء الماضي لأكثر من 15 ساعة قبل أن تطلق سراحه بمقر مباحث أمن الدولة بالجيزة».

وتابع: «تحمل شبكة الجزيرة السلطات المصرية المسؤولية عن سلامة حسين وشقيقيه وتطالب بسرعة إطلاق سراحهم».

من جانبه، أكد مدير قناة «الجزيرة» «ياسر أبو هلالة» أن قناته تقوم بدورها الذي تقوم به كل وسائل  الإعلام، و«الصحافة ليست جريمة» لكن «اعتقال أي صحفي في الجزيرة يُعد جريمة».

وأشار «أبو هلالة» إلى أن الزميل «حسين» كان في زيارة لبلده، ولم يكن في مهمة عمل، ولكن يبدو أنه تمت محاسبته بأثر رجعي حيث تم اعتقاله ومعاملته بشكل مهين «وهذا أمر مستنكر ويلقي بالمسؤولية على السلطات المصرية التي ينبغي أن تُعامل الزميل بما يستحق كمواطن مصري أولا وكصحفي ثانيا».

وأكد أن «قناة الجزيرة ليست طرفا في أي نزاع مصري داخلي، أو بين مصر وأي دولة أخرى، ونحن نقوم بعملنا ولم نرتكب أي جريمة خلال عملنا في مصر إلى أن أغلق المكتب».

وأثنى «أبو هلالة» على كفاءة «حسين»، مشيرا إلى أنه غطى في عدد من مناطق النزاعات حول العالم، لكنه لفت إلى أن هناك مشكلة للسلطات المصرية مع الجزيرة وسبق اعتقال زملاء من «الجزيرة الإنجليزية» فترة  طويلة قبل أن يتم الإفراج عنهم.

وعما إذا كان فيلم «العساكر» الذي بثته «الجزيرة» مؤخرا سببا في اعتقال«حسين»، استبعد مدير القناة ذلك مشيرا أن قناة «بي بي سي» أنتجت فيلما أيضا عن الجيش المصري.

وتابع: «هذا الاعتقال لن يثني الجزيرة عن دورها المهني، وسنبقى نغطي الشأن المصري وغيره بكل مهنية، ولن نخضع للضغوط والابتزاز، ومُصرّون على إيصال المعلومة للمشاهد بمهنية وجرأة».

يُذكر أن «حسين» صحفي ورئيس تحرير سابق بالتلفزيون المصري، وعمل مع مكتب الجزيرة بالقاهرة حتى إغلاقه عام 2013 حيث انتقل للعمل بغرفة الأخبار في الدوحة.

وفي السابق احتجزت مصر أكثر من صحفي بقناة «الجزيرة»، وأمضى بعضهم فترات احتجاز طويلة نسبيا.

وتتهم القاهرة القناة بـ«نشر أخبار كاذبة عنها وتشويه مؤسساتها وسياساتها»، لكن القناة تقول إنها محايدة في تغطيتها.