اغتيال السفير غير قناعات «بوتين» في حادثة إسقاط المقاتلة الروسية

الجمعة 23 ديسمبر 2016 03:12 ص

قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» إن رأيه حول خفايا حادثة إسقاط تركيا للقاذفة الروسية في سوريا، تغير في الآونة الأخيرة، معرباً عن اعتقاده بأن ما وصفها بـ«عناصر هدامة اخترقت المؤسسات التركية بشكل عميق» ربما تقف وراء الحادثين.

وأوضح «بوتين»، في تصريحات خلال مؤتمره الصحفي السنوي الكبير بموسكو، اليوم الجمعة، أنه كان في البداية يشكك في احتمال أن يكون إسقاط قاذفة «سو-24» في سماء سوريا بصاروخ تركي، نُفّذ بدون أمر من القيادة التركية العليا، من قبل أشخاص سعوا للإضرار بالعلاقات الروسية التركية، حسب موقع روسيا اليوم.

لكن التطورات الأخيرة بما في ذلك اغتيال السفير الروسي في تركيا، «أندريه كارلوف»، دفعت به إلى تغيير موقفه هذا.

وأوضح قائلا: «اليوم، بعد الهجوم على سفيرنا من قبل عنصر من القوات الخاصة، بدأ موقفي يتغير. ويبدو لي أن كل شيء ممكن، وأن اختراق العناصر الهدامة لمؤسسات الدولة التركية يحمل طابعا عميقا».

وأكد أن اغتيال السفير «كان بالدرجة الأولى، هجوما على روسيا وعلى العلاقات الروسية التركية».

لكنه حذر من توجيه أصابع الاتهام إلى جهة معينة في الوقت الراهن.

كما عبر «بوتين» عن قناعته بأن هذا الهجوم لم يعرقل مسار تطور العلاقات الروسية التركية، مؤكدا أن موسكو تدرك أهمية هذه العلاقات وستبذل الجهود القصوى لتنميتها.

يذكر أن اغتيال السفير الروسي في أنقرة تم مساء الإثنين الماضي على يد الشرطي التركي «مولود ميرت ألطنطاش»، الذي تسلل إلى مركز للمعارض، حيث كان السفير يفتتح معرضا للصور الفوتوغرافية.

ومن اللافت أن الهجوم جاء بعد مرور نحو عام على إسقاط قاذفة «سو-24» الروسية في سماء سوريا من قبل مقاتلة تركية، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015.

وكان هذا الهجوم قد تسبب بأزمة عميقة في العلاقات بين البلدين، وتم تجاوز الأزمة في يونيو/حزيران الماضي.

يشار إلى أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، صرح الأربعاء الماضي، بأن جميع المؤشرات تدل على انتماء قاتل السفير الروسي، لمنظمة «فتح الله كولن» الإرهابية.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تقول السلطات القضائية التركية إنها تتبع منظمة «فتح الله كولن»، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

وتتهم السلطات القضائية التركية أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة. ويقيم «كولن» في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة، وينفي الأخير علاقته بالمحاولة الانقلابية.

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم

  كلمات مفتاحية

روسيا تركيا بوتين المقاتلة الروسية اغتيال السفير أندريه كارلوف