«الغارديان»: روسيا تسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع تركيا بعيدا عن الغرب في سوريا

السبت 24 ديسمبر 2016 07:12 ص

على الرغم من مقتل السفير الروسي لدى أنقرة، فإن البلدين يقفان معا من أجل خطة سلام مشتركة في سوريا.

قبل عام واحد من مقتل السفير الروسي لدى أنقرة حدثت قطيعة في العلاقات التركية الروسية على نطاق واسع بعد إسقاط طائرة روسية من قبل طائرات تركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

خلال جنازة «أندريه كارلوف» يوم الجمعة، لم يكن هناك أي احتجاج روسي على تركيا. وبدلا من ذلك فإن البلدين يقتربان من بعضهما أكثر من أي وقت مضى بعيدا عن الغرب. وقد أعلن الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، لأول مرة أن القاتل كان من أتباع «فتح الله غولن»، رجل الدين الذين يعيش في المنفى الأمريكي ويتزعم حركة غامضة وقفت وراء انقلاب عسكري فاشل في يوليو/ تموز. ويعتقد في تركيا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد تكون متورطة في اغتيال «كارلوف».

وقد أرسلت روسيا 18 من المحققين إلى أنقرة، كما أن موسكو قبلت تعازي أنقرة عن طريق وزير الخارجية التركي، الذي وصل إلى روسيا يوم الثلاثاء لحضور اجتماع مرتب مسبقا مع نظيره الروسي «سيرجي لافروف».

والسبب في ضبط النفس الروسي بسيط وهو أن الرئيس «فلاديمير بوتين»، بعد سقوط حلب، أصبح في منتصف اللعبة. وبالرغم من أن وفاة دبلوماسي، أمر مأساوي، فإن «بوتين» سيتجاوز هذا الأمر لما هو أهم.

هناك غضب بسبب ما يعتبر فشلا أمريكيا في الوفاء بوعود لعزل الجهاديين في المعارضة السورية، وقد بدأت خطط «بوتين» مع تركيا وإيران لإعداد خارطة طريق سلام سورية. وهو يريد الاستفادة من مشاعر الانتصار العسكري لإضافة نصر دبلوماسي. وقد حصل اجتماع الثلاثاء بين وزراء خارجية تركيا روسيا وإيران، ومن المفترض أن يكون المرحلة الأولى في إنهاء الحرب الأهلية بالشروط الروسية.

وفي هذه المرحلة على الأقل، تم استبعاد دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة من هذه العملية. حتى أن موسكو قالت أنه تم تجميد كل مستويات الحوار مع الولايات المتحدة تقريبا. «نحن لا يمكننا التواصل مع بعضنا البعض، و‘ذا كنا نفعل ذلك فهو على مستوى الحد الأدنى».

لكن «بوتين» قد نجح نجاحا دبلوماسيا أكبر من النصر في ساحة المعركة. قبل كل شيء، لقد قال أنه يعتمد على مساعدة من تركيا، الحليف الأكثر ولاء للمعارضة السورية خلال السنوات الخمس الماضية. وإلى جانب التعاون في مجال الطاقة، فقد قال إنه يمكنه أن يقدم أفضل صفقة لـ«أردوغان» وهي ضمان عدم تعزيز مواقف الأكراد السوريين على الحدود الجنوبية لتركيا. الذي يربط تركيا مع روسيا هو رفض تركيا للاستقلال الكردي، وكذلك كراهية جماعة «غولن»

لكن تركيا نفسها تنقسم داخليا. هناك مجموعة قوية حول «أردوغان» من الأوراسيين يرغبون بقطع العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من رفض وعدم المساندة في إيواء ملايين اللاجئين السوريين. ويقول آخرون أن أوروبا لا تزال الطريق الوحيد القابل للتطبيق لتحديث الاقتصاد.

وفي موسكو، قال «تشاوش أوغلو» بحدة أن وقف إطلاق النار في سوريا يجب ألا يستثني فقط الجماعات الإرهابية مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ولكن أيضا حزب الله في لبنان، الذي يحارب مع الجانب الحكومي. ورد «لافروف» ضمنا أن حزب الله، كان في سوريا بدعوة من الحكومة.

الشعور المعادي لإيران هو في ذروته الآن في حزب «أردوغان» لأن مدفعية طهران، مع القوة الجوية من موسكو، أدت إلى إذلال حلب.

ربما يتبع «بوتين» استراتيجية واضحة أكدت أنها صممت لتتكامل ولا تتعارض مع عملية السلام القائمة التابعة للأمم المتحدة. وقد أحدثت هذه الخطوة حالة من عدم الارتياح في الأمم المتحدة. وقد أعلن «ستيفان دي ميستورا»، المبعوث الخاص للأمم المتحدة السورية، أنه سوف يقوم بالتحدث من خلال الأمم المتحدة مع الأطراف الرئيسية المتنافسة في جنيف في 8 فبراير/ شباط.

وحتى الآن، تعاني محادثات الأمم المتحدة من اعتراضات الحكومة السورية على تشكيل وفود المعارضة، ودور الأكراد السوريين ومسألة استقالة «بشار الأسد» بطريقة أو بأخرى في نهاية العملية الانتقالية.

قد يحدث سلام «بوتين» في مكان ما في أستانا عاصمة كازاخستان. ولم يأت اختيار المدينة بطريقة عشوائية بل لأنها لعبت دورا في محاولة لتطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا، وهي من أقرب حلفائها.

وقد استضافت المدينة أعضاء من المعارضة السورية لإجراء محادثات مايو/أيار 2015 وأشرفت على مختلف جهود الوساطة الدولية الأخرى، بما في ذلك ما حدث عام 2013 من محادثات بين إيران ومجموعة الدول الكبرى.

وقد بدأت المحادثات السورية في مايو/أيار 2015 من قبل «راندا قسيس»، التي تقود ائتلافا سوريا من العلمانيين الديمقراطيين.

العديد من المعارضين مثل «قسيس» تم ترويضهم وقد التقت قسيس مع ابن «دونالد ترامب» في باريس مؤخرا، مما يشير إلى أن نجمها السياسي في صعود. ومع ذلك، من غير المرجح أن تكون ناجحة في محاولة إعادة تنظيم المحادثات دون الأعضاء الرئيسيين في المعارضة، بما في ذلك الهيئة العليا للمفاوضات التي تم تشكيلها في الرياض.

«بوتين» قد يكون وجد أن دوره كمخرب لأي عملية أكثر سهولة بكثير من أن يكون موفقا.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا سوريا بشار الأسد الأمم المتحدة العلاقات التركية الروسية