مع تقدم الزمن، يزداد وعي الباحثين في الذكاء الاصطناعي بالخطر القادم، ويضمون أصواتهم لكي ينادوا بسرعة إيقاف ثورة الروبوتات القاتلة قبل أن تنال فرصة البدء، وتصبح خارجة عن السيطرة، ويبدو أن الأمم المتحدة قد أصبحت مستعدة الآن للاستجابة لهذه المطالب، بعد أن وافقت الدول الأعضاء على جعل تنظيم الأسلحة الذاتية أولوية في عام 2017.
هل يتكرر فيلم «Terminator» المرعب قريباً؟
مع إن هذا يذكرنا بأجواء فيلم الخيال العلمي الهوليودي «Terminator»، لكن الحقيقة أن الروبوتات في العالم الواقعي لن تكون قادرة على السفر عبر الزمن، ولن تكون مرعبة ومعقدة هكذا، وإنما حين نقول «الروبوتات القاتلة»؛ فنحن نعني الآلات الذاتية التي لها قدرة على اختيار أهدافها وقتلها، دون الرجوع إلى البشر.
هذه الأسلحة قد تتضمن طيارات دون طيار مسلحة، لها قدرة على البحث عن أشخاص ذوي سمات معينة وتصفيتهم بشكل ذاتي على سبيل المثال.
الخطر أقرب مما نتخيل
الباحثون في الذكاء الاصطناعي وجهوا خطابا مفتوحا إلى الأمم المتحدة في السنة الفائتة، وذلك بمباركة علماء بارزين مثل «ستيفن هوكينغ» و«إيلون ماسك»، ووصفوا في هذا الخطاب الروبوتات القاتلة بأنها «الثورة الثالثة في الحرب، بعد البارود والأسلحة النووية». وحذروا من أنه «إذا حاولت أي دولة ذات قوة عسكرية كبرى أن تدفع قدماً نحو امتلاك أسلحة ذكاء اصطناعي، فإن سباق تسلح عالمي في مجال الروبوتات القاتلة سوف يبدأ».
وهذا لن يكون مفيدا للبشرية كما قالوا، كما إنهم حذروا من أن هذه التكنولوجيا لن تتحقق في عقود، وإنما يفصلنا عنها مجرد سنوات معدودة، الخطر أقرب مما نتخيل.
الأمم المتحدة تدخل حلبة الصراع .. من يفوز؟
لحسن الحظ، فإنه ما يزال لدينا أمل في الإجراءات الوقائية التي تتخذ الآن، ففي الأسبوع الماضي صوتت 123 دولة مشاركة في المؤتمر الدولي للأسلحة التقليدية في جنيف، لكي تقوم بتشكيل فريق من خبراء دوليين لمعالجة قضية الروبوتات القاتلة، وذلك بهدف احتمال حظرها بشكل قاطع.
19 دولة قالت إنها تريد أن تمنع الروبوتات القاتلة بشكل كامل، وهناك الصين، التي قالت لأول مرة أنها ترى الحاجة إلى تنظيم صارم لامتلاك الأسلحة الذاتية.
سوف يتم تزعم هذا الفريق الإنقاذي بواسطة ممثل الهند لنزع التسليح، السيد «سينغ جيل»، ويهدف إلى ضمان أن الروبوتات القاتلة لن تؤدي إلى تصعيد الأعمال الوحشية ضد المدنيين، أو تستخدم في عمليات الاغتيال السياسية، أو الهجمات الإرهابية.
