السلطات المصرية تقرر حبس صحفي بـ«الجزيرة» 15 يوما لاتهامه بالتحريض ضد الدولة

الأحد 25 ديسمبر 2016 11:12 ص

أصدرت نيابة أمن الدولة العليا، بمصر، اليوم الأحد، قرارا بحبس الصحفي بقناة «الجزيرة»، «محمود حسين»، 15 يوما على ذمة اتهامه بنشر الفتنة والتحريض ضد الدولة، وتم إيداعه سجن طرة جنوبي القاهرة، وفق مصدرين قضائي وأمني.

وقال مصدر قضائي، فضل عدم ذكر اسمه، إن صحفي «الجزيرة» تم عرضه أمس الجمعة، على نيابة أمن الدولة وقررت حبسه 15 يوما على ذمة اتهامات متعلقة بنشره مواد تثير الفتنة والتحريض ضد الدولة.

وذكر مصدر أمني آخر، فضل عدم ذكر اسمه أيضا، أن الصحفي تم احتجازه في سجن طرة جنوبي القاهرة على ذمة تلك الاتهامات.

من جهتها، قالت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الأحد إن توقيف مراسل قناة «الجزيرة» القطرية جاء لإعداده تقارير تتضمن مواد إعلامية مفبركة تحرض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها.

وكانت مصادر أمنية صرحت، أول أمس الجمعة، بأن السلطات اعتقلت مراسلا للجزيرة «محمود حسين» من منزله، وأضافت أن قرار اعتقاله تم بقرار ضبط وإحضار أصدرته النيابة العامة استند إلى اتهامه بالانضمام إلى جماعة محظورة هدفها قلب نظام الحكم، كما قامت قوات الأمن باعتقال شقيقي «حسين».

وأوضحت الداخلية، في بيان نشر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن معلومات توافرت لدى الأمن بإصدار مسؤولي قناة «الجزيرة» القطرية تكليفات لبعض العناصر المتعاونة مع القناة داخل البلاد للاستمرار في تنفيذ مخططها الإعلامي الهادف إلى إثارة الفتن والتحريض ضد مؤسسات الدولة من خلال بث الأخبار الكاذبة وإعداد التقارير الإعلامية والمقالات والأفلام الوثائقية المفبركة.

وقالت الوزارة إن المراسل تلقى تكليفات من «الجزيرة» باختيار عدد من العاملين في مجال الصحافة والإعلام لإعداد تقارير تتضمن مواد إعلامية مفبركة ضد الدولة ومؤسساتها وإرسالها عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ليتم عرضها على تلك القناة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وقالت إنها حصلت على إذن من النيابة لضبطه وكان معه آلاف من شرائط الفيديو وأعداد كبيرة من معدات التصوير وأجهزة الإضاءة والمونتاج ووحدات الذاكرة الخارجية والاسطوانات المدمجة.

وبحسب البيان، تم عرض المراسل والمضبوطات على النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وقد اعتقلت قوات الأمن المصرية منتج الأخبار بقناة «الجزيرة الإخبارية «محمود حسين» خلال إجازته السنوية بالقاهرة،  كما اعتقلت شقيقيه «عمر وناجح» وداهمت منازلهم جميعا.

وكانت السلطات قد احتجزت «حسين» في مطار القاهرة، الثلاثاء الماضي، لأكثر من 15 ساعة، قبل أن تطلق سراحه بمقر مباحث أمن الدولة بالجيزة لعدة ساعات، وتم اصطحابه بعد ذلك مقيدا إلى المنزل، واقتياده لجهة غير معلومة، علاوة على اعتقال شقيقيه.

وحملت شبكة «الجزيرة» السلطات المصرية المسؤولية عن سلامة «حسين» وشقيقيه، وطالبت بسرعة إطلاق سراحهم، داعية المنظمات الحقوقية الدولية للدفاع عن «حسين» مؤكدة أن الصحافة ليست جريمة.

من جانبه، قال مدير قناة «الجزيرة»، «ياسر أبو هلالة»: «إن الجزيرة تقوم بدورها الذي تقوم به كل وسائل الإعلام، والصحافة ليست جريمة لكن اعتقال أي صحفي في الجزيرة يعد جريمة».

وأضاف «أبو هلالة»: «أن حسين كان في زيارة لبلده ولم يكن في مهمة عمل، ولكن يبدو أنه تمت محاسبته بأثر رجعي حيث تم اعتقاله ومعاملته بشكل مهين وهذا أمر مستنكر ويلقي بالمسؤولية على السلطات المصرية التي ينبغي أن تعامل حسين بما يستحق كمواطن مصري أولا وكصحفي ثانيا».

وأكد أن قناة «الجزيرة» ليست طرفا في أي نزاع مصري داخلي، أو بين مصر وأية دولة أخرى قائلا: «نحن نقوم بعملنا ولم نرتكب أية جريمة خلال عملنا في مصر إلى أن أغلق المكتب، وليس لدينا معلومة عن توجيه اتهامات للزميل حسين».

وأثنى «أبو هلالة» على كفاءة «حسين»، مشيرا إلى أنه غطى في عدد من مناطق النزاعات حول العالم، لكنه لفت إلى أن هناك مشكلة للسلطات المصرية مع «الجزيرة» وسبق اعتقال زملاء من «الجزيرة الإنجليزية» فترة طويلة قبل أن يتم الإفراج عنهم.

واستبعد مدير القناة أن يكون فيلم «العساكر» الذي بثته «الجزيرة» مؤخرا سببا في اعتقال «حسين»، مشيرا أن قناة «بي.بي.سي» أنتجت فيلما أيضا عن الجيش المصري.

وتابع: «هذا الاعتقال لن يثني الجزيرة عن دورها المهني، وسنبقى نغطي الشأن المصري وغيره بكل مهنية، ولن نخضع للضغوط والابتزاز، ومصرون على إيصال المعلومة للمشاهد بمهنية وجرأة».

يذكر أن «حسين» صحفي ورئيس تحرير سابق بالتلفزيون المصري، وعمل مع مكتب «الجزيرة» بالقاهرة حتى إغلاقه عام 2013، حيث انتقل للعمل بغرفة الأخبار في الدوحة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر الجزيرة صحفي محمود حسين اعتقال