وزير إيراني يرفض ضم السعودية لمفاوضات سوريا.. ويدعي: تركيا تدعم الإرهاب

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 04:12 ص

جدد وزير الدفاع الإيراني، العميد «حسين دهقان»، ادعاءات بلاده بـ«دعم» تركيا للإرهاب، رافضا انضمام السعودية إلى المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية.

جاء ذلك في مقابلة مطولة مع قناة «روسيا اليوم»، تم بثها اليوم الثلاثاء، وتابعها مراسل «الخليج الجديد».

وردا على سؤال بشأن إمكانية التنسيق  مع القوات التركية والتحالف الدولي في سوريا في عمليات ضد تنظيمي «الدولة» و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، قال «دهقان»: «نحن لم ولا ننسق مع الأمريكيين ولن نتعاون معهم مطلقا، التحالف الغربي هو تحالف شكلي، ولا تتوفر لديه إرادة حقيقية للمحاربة لا في العراق ولا في سوريا».

وأضاف: «نحن لا نلمس أي التزام من قبلهم لأجل لعب دور مفيد ومؤثر في محاربة الإرهاب عمليا؛ لأن الإرهابيين (حسب إدعائه) ترعرعوا على أيديهم، وهم راغبون في الإبقاء عليهم، ربما يريدون إضعافهم وليس القضاء عليهم، لأنهم أداة في أيديهم لتأزيم المنطقة وبعض مناطق العالم».

وتابع: «الإرهابيون مدعومون من قبل أمريكا والسعودية وقطر، أما على الأرض فتدعمهم تركيا، لذلك إذا تمكنا نحن في إيران إلى جانب روسيا وسوريا، من التوصل إلى اتفاق مع تركيا لوقف دعم هذه الجماعات، خاصة جبهة النصرة وداعش (تنظيم الدولة)، بل ومحاربتهم، أعتقد أنه حينها يمكن أن نشهد أجواء أفضل في سوريا».

وتخلط روسيا وإيران بين الجماعات المعارضة لـ«الأسد» والتنظيمات المسلحة المتشددة مثل تنظيم «الدولة»؛ حيث تطلق وصف «الإرهاب» على أي جماعة مسلحة مناهضة للنظام السوري، بينما تطلق توصيف المعارضة على جماعات مستأنسة من قبل النظام، ولا تحمل السلاح في مواجهته.  

وبشأن إمكانية ضم السعودية إلى مباحثات إيرانية روسية تركية بدأت مؤخراً لإيجاد حل للأزمة السورية، قال وزير الدفاع الإيراني: «نحن نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو أن نساعد في التوصل إلى حل سوري – سوري، السعودية لا تلعب ذلك الدور الذي يؤهلها للمشاركة في المفاوضات» .

وأضاف: «هم (السعوديون) يسعون إلى قلب نظام الحكم (في سوريا)، والذين يسعون إلى ذلك لا يمكن التفاوض معهم، بل ينبغي الرد عليهم وبشكل حازم والآخرون كذلك».

واستطرد: «نحن نعتقد أنه في حال قبل الجميع المبادئ السورية الثلاثة فإن الحل سيكون في متناول اليد؛ المبدأ الأول هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية كدولة موحدة، والثاني هو أن النظام السوري السياسي لا ينبغي أن يكون موضع شك، في المرحلة الحالية هناك بشار الأسد (...) والثالث أن يجلسوا (النظام والمعارضة) ويكتبوا دستورا جديدا أو يعملوا على إجراء إصلاحات معينة، وحتى خوض انتخابات حرة ونزيهة، يمكن للجميع فيها أن يقدم نفس للترشيح برئاسة سوريا، أما أن يأتوا ويقولوا أنه يجب على بشار الأسد ان يترك السلطة، فهذا هراء».

وواصل: «في حال قبلوا بوحدة سوريا وبرئاسة بشار الأسد والنظام السياسي الحاكم حاليا، عندها يمكن للمعارضة الجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام الحاكم في سوريا كي تقدم مطالبها».

وبشأن إصرار طهران على بقاء شخص «الأسد» في أي مرحلة مقبلة، قال «دهقان»: «لا، نحن لا نصر على ذلك، نقول إنه لا يمكن لأحد القول أنه لا يحق لبشار الأسد الترشح في الانتخابات الرئاسية، هذا موقفنا، الشعب هو من يقرر، وليس أي أحد آخر».

شروط وقف إطلاق النار

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت سوريا قريبة من الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاءها من عدمه، قال الوزير الإيراني: «هذا الأمر بحاجة إلى ضمانات حقيقية، بمعنى أنه على الجميع أن يقبلوا بوقف شامل لإطلاق النار، وعليهم الالتزام بمسألة معاقبة أي طرف ينتهك وقف إطلاق النار».

وأضاف مشددا: «لا يمكن لداعش وجبهة النصرة أن يكونا جزءا من وقف إطلاق النار، بل بقية المجموعات المسلحة، يجب البدء بعملية سياسية بعد وقف إطلاق النار، وإطلاق المفاوضات بين هذه المجموعات والحكومة السورية».

واعتبر أن «الأمر المهم في وقف إطلاق النار هذا، هو أولا الفصل بين الإرهابيين والمعارضة الجاهزة للتفاوض مع الحكومة السورية، وثانيا محاربة الجميع للتيارات الإرهابية المتمثلة بداعش وجبهة النصرة».

والأمر الثالث، وفق الوزير الإيراني، هو أن «يتعهد الجميع بإيقاف دعم الإرهابيين من جميع النواحي السياسية والمالية والعسكرية، كما أنه يجب السماح بتجول المدنيين في سوريا بحرية، إلى جانب توفير إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية في جميع مناطق سوريا، وفي النهاية الاتجاه نحو فك الحصار عن المناطق المحاصرة».

وتابع: «اعتقد أن الإرهابيين وداعميهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الطريق الذي سلكوه، كان الطريق الخطأ، وإذا حكموا عقولهم ومنحوا الأولوية لمصير الشعب السوري، فسوف يلقون أسلحتهم ويشاركون في الحوار، وإذا أرادوا الحصول على دور في إدارة شؤون بلادهم، يمكنهم ذلك من خلال المفاوضات، والطرق القانونية المشروعة، وليس عن طريق قتل الناس وتدمير البنى التحتية، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى ابتعاد الشعب السوري عنهم، ولن تكون لهم أي قاعدة اجتماعية بين الشعب السوري، كي يمارسوا أي نشاط سياسي في المستقبل».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية تركيا سوريا حسين دهقان