أطلق الرئيس السوداني «عمر حسن أحمد البشير»، مشروعا للاكتفاء الذاتي من القمح، الذي تستورد منه البلاد سنويا ما لا يقل عن 400 ألف طن.

يأتي ذلك عبر مشروع في الولاية الشمالية، باستثمارات سعودية تفوق 250 مليون دولار، وفقا لـ«الشرق الأوسط».

ومن جانبه، قال «خالد سليمان الراجحي»، المدير التنفيذي لمجموعة «الراجحي» السعودية، إن المشروع، الذي انتهت مرحلته الأولى بزراعة 60 ألف فدان بالقمح، يأتي ضمن خطط المجموعة للاستثمار في السودان، الهادفة إلى توفير الأمن الغذائي للبلدين، والدول العربية لجعله واقعا ملموسا، يحقق تكامل البلدين وتطلعات قيادتي السعودية والسودان، لتصبح علاقات استراتيجية.

وأشار إلى أن السودان غني بإمكاناته الزراعية وبالمياه ومقومات الاستثمار كافة، داعيا «السودانيين الذين يملكون أموالا بالخارج لاستثمارها في بلدهم، المقبلة على التقدم والرخاء».

ويمتلك السودان نحو 200 مليون فدان صالح للزراعة، أي ما يعادل نحو 45% من الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربي، لم يستثمر سوى 30 مليونا منها، حسب إحصائيات رسمية.

وكان البلدان قد أبرما اتفاقية في يونيو/حزيران الماضي، تحصل السعودية بموجبها على حرية استغلال المياه لري مليون فدان حسب التركيبة المحصولية التي أوصت بها دراسات المشروع، وفترة زمنية طويلة للاستغلال الأمثل لهذه المساحات الشاسعة، مدتها 99 عاما.

وأوضحت مصادر مطلعة أن الاتفاقية تعبر عن مدى رغبة البلدين في الاستفادة من إمكاناتهما؛ حيث إن معظم الاستثمارات السعودية الزراعية الخارجية تتركز في السودان.

وأضافت المصادر أن السودان يعول على الاتفاقية في تسويق منتجاته الزراعية إلى الخارج، والمتعثرة بسبب الحصار الاقتصادي.

وذكرت المصادر أن منح السعودية هذه المساحات الكبيرة من الأراضي سيحقق الأمن الغذائي للبلدين، ويسهم في ضخ مبالغ مالية كبيرة للبلاد، موضحة أن نجاحه سيجذب رأس المال العربي للدخول في استثمارات زراعية في السودان، كما أن السعودية ستربط أمنها الغذائي بالسودان.

ويرى السودانيون في المشروعات السعودية فرصة جيدة لتجاوز الحصار والانفتاح على التجارة الخارجية.