كشف تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن «حزب الله» اللبناني يستفيد من عائدات تجارة السيارات المستعملة بين الولايات المتحدة وجمهورية بنين، الواقعة غرب أفريقيا، لتوريد الأسلحة التي يستعملها في أنشطته الإرهابية.

وأوضحت الصحيفة أن ميليشيا «حزب الله» تستند على أموال تلك السيارات لدمجها مع أموال المخدرات التي تنشط في ترويجها، محذرة من أن الحزب الذي أدرجته واشنطن ودول الخليج العربي على قوائم الإرهاب ويرتبط مباشرة بأنظمة ملالي طهران، ما زال يتربح من تلك التجارة، رغم وجود تحقيق أمريكي في القضية يعود إلى عام 2011.

وقالت إنها أجرت تحقيقا استقصائيا، تتبعت فيه عمليات نقل السيارات المستعملة إلى بنين، وكيفية استفادة الحزب من الأموال الطائلة وراءها، مضيفة أن عددا من التجار الأمريكيين الذين استجوبوا نفوا أية علاقة لهم بتمويل الإرهاب أو أية نشاطات أخرى غير مشروعة.

وأضافت الصحيفة أن السلطات الأمريكية كانت تظن أنها أكملت تنظيف طريق التجارة المشبوهة وغسل الأموال الرابط بينها وبين بنين، إلا أن افتضاح عمليات الحزب الأخيرة سوف تدفعها لإعادة ترتيب أوراقها من جديد، في الوقت الذي حققت فيه واشنطن عام 2011 مع 5 من أكبر 10 مصدرين للسيارات من الأراضي الأمريكية نحو بنين، تربطهم علاقات مع شخصيات مرتبطة بميليشيات «حزب الله».

وأشارت إلى أن الخطورة الكبرى تكمن في أن الشركات الخمس التي خضعت للتحقيق، ما زالت تقوم بتصدير قرابة ثلث السيارات التي تم إرسالها إلى بنين في عام 2012، ولم توقف أنشطتها، رغم وجود تحقيق قضائي حولها، بسبب وجود مخالفات حول طرق الالتفاف على القانون، واستبدال أسماء الشركات القديمة بأخرى.

ولفتت الصحيفة إلى ضبط السلطات الأمريكية في عام 2011 ملايين الدولارات من أرباح تجارة السيارات المستعملة، التي تم دمجها مع عائدات تجارة المخدرات في أمريكا اللاتينية، وأرسلت عبر حوالات بنكية إلى مصارف لبنانية، من أجل غسلها، قبل أن يبت القضاء الأمريكي حينها ويتهم ميليشيات «حزب الله» بالاستفادة من تلك الأموال المرسلة، خصوصا أن عددا من مصدري السيارات المستعملة في أمريكا هم مهاجرون من أصول لبنانية.

وأشارت الصحيفة في نهاية التقرير إلى وجود تحذيرات من أجهزة مكافحة المخدرات، حول وجود ارتباطات دائمة بين تجار المخدرات والشبكات الإرهابية حول العالم، الأمر الذي يقوض الأمن القومي للبلدان، في وقت أكدت فيه أرقام المكتب الأمريكي للإحصاء، أن أعداد السيارات المستعملة التي تم تصديرها من البلاد إلى بنين ارتفعت من 200 ألف سيارة في عام 2007 إلى نصف مليون عام 2014.