كواليس «الفشل الإسرائيلي» في وقف صدور قرار الاستيطان

الخميس 29 ديسمبر 2016 06:12 ص

كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية كواليس قرار إدانة الاستيطان، وكيف فشلت «إسرائيل» وقف صدور القرار، رغم مساع مكثفة بذلتها في أكثر من اتجاه، ومحاولة للمساعدة من روسيا.

وقالت الصحيفة إنه قبل عدة ساعات من التصويت على القرار (الجمعة الماضية) اتصل رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، بوزير خارجية نيوزيلندا «موري مكولي»، حسب ترجمة صحيفة «القدس العربي» اللندنية.

وفي حينها كانت نيوزيلندا والسنغال وفنزويلا وماليزيا تقود مشروع القرار نحو التصويت بعد سحبه من قبل مصر.

وحذر «نتنياهو» «مكولي» من إمكانية قيام «إسرائيل» بإغلاق سفارتها في العاصمة النيوزيلندية ويلنغتون حال تم تمرير القرار.

وسجل «موكلي» الملاحظة أمامه، ونقلها إلى حكومته، لكن مع بزوغ ساعات فجر الجمعة في نيويورك، فهمت «إسرائيل» أن الخطوة تواصل التقدم.

ولفتت «هآرتس» إلى أنه عندما لم تضع محادثة «نتنياهو» مع وزير الخارجية النيوزيلندي حدا لمحاولات منع التصويت، اتصل الأول بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وطلب مساعدته.

وكان لطلب المساعدة هذا بعض الحيثيات؛ إذ أن «إسرائيل» استجابت لطلب روسي، قبل ذلك بيوم واحد، وتغيبت عن التصويت في الهيئة العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يحمل رقم 48 ويطالب «بتشكيل آلية دولية مستقلة للمساعدة في التحقيق ومحاكمة المتهمين بالجرائم الخطيرة التي حدثت في سورية منذ 2011». وتم تمرير القرار في الأمم المتحدة بدعم من 105 دول، وامتناع 52 ومعارضة 15، وتغيب 15 دولة أخرى عن التصويت، بينها «إسرائيل».

ويبدو أن «بوتين» حاول بالفعل مساعدة «إسرائيل»؛ ففي الوقت الذي أعد فيه سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن خطاباتهم تمهيدا للتصويت العلني على مشروع قرار إدانة الاستيطان، طلب السفير الروسي «فيتالي تشوركين» إجراء مشاورات مغلقة بشأنه.

وقال دبلوماسي غربي إن «تشوركين أصاب مندوبي الدول الـ14 بالصدمة، حين اقترح تأجيل التصويت إلى ما بعد عيد الميلاد».

وادعى «تشوركين» أنه لم يتم إجراء ما يكفي من النقاش حول نص القرار، وأعرب عن استغرابه لتسرع بعض الدول للتصويت عليه.

وأكد نائب السفير الروسي لدى «إسرائيل» «الكسي دروبينين» هذا الأمر لإذاعة الجيش «الاسرائيلي»، أمس؛ حيث قال إنه «كانت لدى روسيا تحفظات على القرار، وكان ممثلنا في نيويورك هو الوحيد الذي طلب مواصلة مناقشة القرار داعيا للأخذ بالاعتبار أن إدارة جديدة ستكون في واشنطن بعد عدة أسابيع. لكنه لم يتم الإصغاء لملاحظات تشوركين، فقد رفض غالبية الحضور موقفه وطالبوا بمواصلة التصويت حسب المخطط».

وقال دبلوماسي غربي إن السفير الروسي فهم بأنه لن يتمكن من تجنيد غالبية مؤيدة لموقفه، فتراجع ولخص النقاش بمقولة ساخرة تميزه: «لم أر في حياتي أبدا مثل هذا العدد الكبير من الناس الذين يرغبون بتبني طفل يتيم بهذه السرعة».

وانتهت الجلسة، ودخل السفراء إلى القاعة وصوت 14 منهم لصالح القرار فيها امتنعت واشنطن عن التصويت.

وتكشف محادثات مع دبلوماسيين غربيين و«إسرائيليين» تفاصيل كثيرة ومثيرة حول ما حدث وراء الكواليس في الأمم المتحدة، بين ساعات بعد ظهر الخميس – حين أعلنت مصر عن سحبها لمشروع القرار- وصباح يوم الجمعة، حين أعلنت نيوزيلندا والسنغال وماليزيا وفنزويلا، الشريكة في مشروع القرار، بأنها ستواصل دفعه نحو التصويت.

وقال الدبلوماسيون إنه منذ اللحظة التي تراجعت فيها مصر، بدأ في ساعات مساء الخميس الضغط من قبل دول أخرى على نيوزيلندا والسنغال وماليزيا وفنزويلا، لكي تواصل دفع القرار.

وكان الفلسطينيون أول من ضغطوا، وانضمت اليهم بعض دول الخليج وبريطانيا.

وقال الدبلوماسيون إن بريطانيا توجهت إلى نيوزيلندا وشجعتها على مواصلة دفع مشروع القرار حتى بدون الدعم المصري.

ويسود الاشتباه في «إسرائيل» بأن البريطانيين عملوا طوال تلك الأيام من قبل الأمريكيين من أجل السماح لإدارة «باراك أوباما» بالتأكد من أن نص القرار يتفق مع مواقفه، والتدخل بشكل شخصي في صياغته.

وقال دبلوماسي «إسرائيلي» رفيع: «نحن نجيد قراءة قرارات مجلس الأمن. هذا ليس نصا صاغه الفلسطينيون أو مصر، وإنما قوة عظمى».

وقال السفير «الإسرائيلي» لدى واشنطن، «رون دريمر»، خلال لقاءات مع وسائل إعلام أمريكية، أمس الأول، إن بلاده تملك أدلة على وقوف إدارة «أوباما» وراء القرار وصياغته.

ومساء الجمعة الماضية، اعتمد مجلس الأمن، قرارا تاريخيا يدعو «إسرائيل» إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموافقة 14 دولة، وامتناع واشنطن.

وللمرة الأولى منذ 1979، لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار، بينما كانت تساند «إسرائيل» في هذا الملف البالغ الحساسية، وقد سمح امتناعها عن التصويت في إقرار النص.

 

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل روسيا الاستيطان قرار نيوزيلندا