أساتذة الجامعات بصنعاء يهددون بإضراب شامل للحصول على مستحقاتهم

السبت 31 ديسمبر 2016 05:12 ص

هدد الأكاديميون والأساتذة الجامعيون العاملون في الجامعات الحكومية في العاصمة اليمنية صنعاء بالتصعيد النقابي والتوقف عن التدريس، في غضون أيام في حال رفض الانقلابيون «الحوثيون» الاستجابة لمطالبهم الحقوقية، في الوقت الذي يصعد فيه «الحوثيون» عملياتهم الفكرية والتكفيرية ضد كل من لا يؤمن بأفكارهم الطائفية.

وقالت مصادر نقابية ان قيادات النقابات في الجامعات اليمنية دعت إلى التصعيد الاحتجاجي للمطالبة بالمرتبات ومستحقاتهم المالية المتوقفة منذ عدة شهور، بحسب «القدس العربي».

وذكرت أن الأساتذة الجامعيين والأكاديميين أعلنوا انهم سيبدؤون احتجاجاتهم وفعالياتهم التصعيدية النقابية برفع الشارات الحمراء مع الاستمرار في العملية التعليمية ابتداءً من غدٍ الأحد ويستمر هذا الاحتجاج الجزئي إلى يوم الثلاثاء 3 من يناير/كانون ثاني، والذي سيبدأزن فيه مرحلة أكثر تصعيدًا.

وأشارت إلى أنه في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم النقابية سيدشّنون يوم الأربعاء المقبل إضراباً جزئياً عن العمل، عبر التوقف عن التدريس من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً ابتداء من صباح الأربعاء المقبل، ويستمر حتى نهاية دوام يوم الخميس المقبل، والذي سيعقبه البدء في الإضراب الشامل عن العمل ابتداء من صباح يوم السبت 7 من يناير/كانون ثاني، والذي يعني توقف العملية التعليمية في الجامعات الحكومية في اليمن.

الإسلام ودين الحسين

في غضون ذلك ذكرت مصادر محلية ان خطيبًا حوثيًا في جامع الفتح بمنطقة السنينة في العاصمة صنعاء أعلن، أمس الجمعة، من فوق منبر الجامع، أثناء خطبة الجمعة، عن تخوين اليمنيين الجنوبيين وأعلن أنه «لا إسلام حقيقي غير إسلام الحسين».

ووجه خطيب جماعة «الحوثي» المسلحة في جامع الفتح في صنعاء اتهامات طائفية وتكفيرية ضد ابناء المحافظات الجنوبية وقال «انهم خانوا وطنهم ودينهم حين سلّموا بلادهم للعدو»، في إشارة إلى مقاومة الجنوبيين للتمدد «الحوثي» المسلح في المناطق الجنوبية وتسليم مناطقهم للحكومة الشرعية، المعترف بها دوليًا.

وقال شهود عيان إن «خطيب جامع الفتح الحوثي قال في خطبته لا دين إسلامي حقيقي إلا دين الحسين بن علي ومن بعده آل البيت، أما أي دين ليسوا هم مصدره فهو دين غير صحيح» .

وفسر خبراء قانونيون مضمون هذه الخطبة بأنها تتضمن حملة تحريض وخطاب كراهية ضد الآخرين، فيما اعتبرها علماء دين بأنها ممارسة واضحة وصريحة لتكفير الآخرين من فوق منابر المساجد وما يعنيه ذلك من تبعات وتداعيات تصل حد إباحة دماء الآخرين وخلق المبررات لوجوب قتلهم تحت مظلة التكفير.

وأشاروا إلى أن «الحوثيين» من خلال هذا النوع من الخطب الدينية يقومون باستغلال المساجد التي سيطروا عليها بقوة السلاح في العاصمة وفي غيرها من المدن اليمنية، للترويج لأفكارهم الحوثية الشيعية التي تحمل في طياتها أبعادًا طائفية، بالتركيز بأنه «من لا يؤمن بأفكار التيار الحوثي فهو ليس بمسلم وان الإسلام الصحيح محصور على فئة آل البيت التي يحاول الحوثيون إقناع الناس بأنهم من هذه السلالة الهاشمية» .

خوف واختطاف

ولم تكن حادثة جامع الفتح هي الحالة الوحيدة بصنعاء التي استثارت غالبية المصلين، بل كانت واحدة من عشرات الحالات التي شهدتها مساجد العاصمة صنعاء يوم أمس، إذ إن العديد من خطباء المساجد «الحوثيين» نهجوا نفس منهاج خطيب جامع الفتح بخطب تكفيرية واضحة، وأن العديد من المصلين الرافضين للفكر «الحوثي» اضطروا إلى مغادرة بعض المساجد حفاظًا على سلامة أرواحهم من أي تداعيات قد تحدث عقب تلك الخطب الدينية التكفيرية.

وقالت المصادر ان مليشيا «الحوثي» خطفت أمس أحد المصلين من جامع حجر بصنعاء عقب رفضه الاستجابة لفرض ميليشيا «الحوثي» عليه الصياح بصوت عالي بالشعار الصوتي للحوثيين الذي يطلقون عليه (الصرخة) داخل المساجد ومحاولته الخروج من داخل المسجد برفقة العديد من المصلين أثناء خطبة الجمعة احتجاجًا على ذلك.

وتأتي هذه العمليات الطائفية القمعية من قبل «الحوثيين» في إطار منهجيتهم الشاملة لفرض أفكارهم بشكل واسع عبر مختلف المنابر والوسائل الرسمية التي يسيطرون عليها، وفي مقدمة ذلك منابر المساجد ووسائل الإعلام الحكومية والخاصة ومناهج التربية وغيرها، وبالذات مع سيطرة على الحقائب الوزارية في هذه المجالات والتي فضّلوا السيطرة عليها لنشر أفكارهم الطائفية وخلق واقع مذهبي جديد في أقصر وقت ممكن في اليمن، وهو ما يخشى الكثير من اليمنيين في أي يخلق شرخًا اجتماعيًا داخل المجتمع اليمني بعد أن كان متجانساً ومتقارباً فكرياً ومذهبيًا.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أساتذة جامعة إضارب اليمن