معارضون سوريون: اتفاق الهدنة سيصبح لاغيا إذا استمر انتهاك «الأسد» له

السبت 31 ديسمبر 2016 09:12 ص

قال جماعات من المعارضة السورية المسلحة يوم السبت إنها ستعتبر اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا لاغيا إذا واصلت قوات الحكومة وحلفاؤها انتهاكه.

وحثت روسيا التي تدعم رئيس النظام السوري «بشار الأسد» الأمم المتحدة على مباركة وقف إطلاق النار الهش وهو ثالث هدنة هذا العام بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 6 أعوام في سوريا.

واستمرت الاشتباكات والضربات الجوية في بعض المناطق منذ بدء وقف إطلاق النار يوم الجمعة غير أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال يوم السبت إن الهدنة ما زالت صامدة بشكل كبير.

وقال بيان وقعته جماعات للمعارضة «نؤكد أن استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه للمناطق تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغيا».

وأضاف أن قوات الحكومة وحلفاءها ما زالوا يحاولون إحراز تقدم خاصة في منطقة بشمال غربي دمشق، بحسب رويترز.

وتوسطت روسيا وتركيا التي تدعم المعارضة السورية المسلحة في اتفاق وقف إطلاق النار على أمل تمهيد الطريق أمام محادثات سلام تجرى في كازاخستان العام المقبل.

وقالت جماعات المعارضة في بيانها إن الحكومة والمعارضة وقعا فيما يبدو على نسختين مختلفتين من اتفاق وقف إطلاق النار إحداها "حذفت منها عدة نقاط رئيسية وجوهرية غير قابلة للتفاوض»، إلا أنها لم تذكر ما هي هذه النقاط.

وكان هناك تضارب بشأن جماعات المعارضة التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار. ولا يشمل الاتفاق تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال جيش النظام السوري يوم الخميس إن التنظيم الذي كان يعرف سابقا باسم جبهة النصرة ليس جزءا من الهدنة. إلا أن عددا من مسؤولي المعارضة قالوا إن الاتفاق يشمل الجماعة التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.

من جانبه، كشف وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، أن هناك دول ومجموعات تسعى لانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لتأزيم الوضع في سوريا، مؤكدا أن بلاده تدرك ذلك جيدًا، في إشارة إلى إيران التي تدعم النظام السوري ، وتقاتل ميليشياتها المعارضة السورية.

جاء ذلك كلمة ألقاها، مساء الجمعة، بمناسبة افتتاح مركز صحي لمستشفى مدينة ألانيا، بولاية أنطاليا جنوبي البلاد، استعرض خلالها الجهود والاتصالات الحثيثة التي أجرتها بلاده، في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق النار بسوريا.

وأكد «جاويش أوغلو» أن بلاده لم تكن من الجهات التي تؤيد الحل العسكري في سوريا، وإنما الحل السياسي، مشددا أنه لا توجد جهة دافعت عن وحدة التراب السوري أكثر من تركيا، بحسب الأناضول.

وقال «وضعنا رؤية للحل في سوريا تحت قيادة رئيسنا رجب طيب أردوغان، وفي هذا الإطار تباحث رئيسنا هاتفيا مع نظيره الروسي فلادمير بوتين 10 مرات خلال 10 أيام، وكذلك تباحثت أنا مع نظيري الروسي سيرغي لافروف».

وتابع «في 3 أيام تباحثت مع وزير الخارجية الإيراني محمود جواد ظريف أكثر من 20 مرة هاتفيا حول الملف السوري، في سبيل إيجاد حل سياسي».

واعتبارا من منتصف ليل الخميس/الجمعة (30 ديسمبر/كانون أول الجاري) دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، وذلك نتيجة تفاهمات روسية تركية وبضمان الدولتين.

وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في أستانة عاصمة كازاخستان برعاية أممية تركية روسية، وذلك قبل انتهاء الشهر الأول من عام 2017.

وعلى صعيد آخر، شدد «جاويش أوغلو»، أن تركيا ستواصل مكافحة منظمة (بي كا كا) وذراعها السوري (ي ب ك) حتى النهاية، وأنهم لن يتراجعوا قيد أنملة عن ذلك.

وحول عملية درع الفرات، وجه الوزير التركي كلمة لمنتقدي دخول القوات التركية إلى شمالي سوريا لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، موضحا أنها (العملية) جاءت في إطار حماية المدن التركية في الجنوب من القذائف التي تنطلق من الجانب السوري، وتوقع قتلى وإصابات في صفوف المدنيين.

ودعما لقوات الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم (درع الفرات).

وأضاف في هذا الإطار «هؤلاء (داعش) يستهدفون تركيا، وأنا من جهتي أقضي على كل شخص يستهدفني بالذهاب إلى مكان استهدافه».

ولفت الوزير إلى أن حكومة بلاده استطاعت تثبيت أركان تركيا من خلال دعم الشعب لها في مواجهة التحديات الاقتصادية والهجمات الإرهابية.

وتابع «رأينا البعد الآخر لمنظمة فتح الله كولن الإرهابية لقد قتلوا سفير روسيا (لدى تركيا)، ولكن أريد منكم أن تعوا هذا جيدا، هذه الأعمال لا تضعف من عزيمتنا، وإنما تزيد من مقاومتنا».

وفي 19 ديسمبر/كانون أول الجاري، تعرض السفير الروسي لدى أنقرة، «أندريه كارلوف»، إلى هجوم من قبل شخص مسلّح، أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في العاصمة التركية أنقرة، أدى لمقتله.

وأكد الوزير، مواصلة أنقرة في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم، مضيفا «سنثبت للعالم أننا أحفاد السلطان محمد الفاتح الذي أغلق فصلاً وفتح فصلاً جيدًا وحظى ببشرى سيدنا رسول الله (من خلال فتح القسطنطينية عام 1453)، وإذا اضطر الأمر نغلق ونفتح فصلاً جيدًا آخر، ولا نسمح لتقسيم هذا الشعب وهذه الدولة».

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا حلب تركيا

إيران تعين آخر سفير لها في السودان لدى دمشق