صحيفة «السفير» اللبنانية تعلن توقفها بعد 4 عقود من صدورها

السبت 31 ديسمبر 2016 07:12 ص

توقفت صحيفة «السفير» اللبنانية عن الصدور بعد أكثر من 42 عاما، وبرر «طلال سلمان» ناشر الصحيفة ورئيس تحريرها سبب الإقفال بالأزمة المالية التي تعصف بصحيفته وتراجع مداخليها من المبيع والإعلانات والاشتراكات.

وقال «سلمان» في رسالة وجهها إلى العاملين داخل الصحيفة ولقرائها: «إن الرحلة كان لا بد لها أن تنتهي»، مضيفا أن الأزمة الخطيرة التي تتهدد الصحافة في العالم أجمع وفي الوطن العربي عموما تعصف بالصحف المحلية، وهي أزمة تمتد من أرقام التوزيع إلى الدخل الإعلاني (وهو الأساس) إلى إقفال الأسواق العربية عموما في وجه الصحافة اللبنانية.

وتابع: «لقد اجتهدنا ما وسعنا الاجتهاد، وبذلنا من عرق التعب، وأحيانا من الدم، فضلا عن مطاردتنا بالتفجيرات، وصمدنا للاجتياح الإسرائيلي وللإقفال الظالم بالقهر أو باستغلال القضاء لأغراض لا تتصل بدوره».

وكان صاحب «السفير» قد قرر التوقف عن إصدارها قبل عدة أشهر، لكنه تراجع عن قراره بعد تلقيه دعما ماليا من متبرعين كان كفيلا بإبقاء الصحيفة على قيد الحياة حتى نهاية العام 2016.

وأبلغت الصحيفة موظفيها أنها ستدفع كامل مستحقاتهم المادية منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، تزامنا مع نشرها إعلانا على القنوات التلفزيونية، يظهر مؤسسها ورئيس تحريرها «طلال سلمان» وهو يطفئ الضوء داخل مكتبه ويخرج منه، قبل أن يضيء المصباح وحده مجددا داخل المكتب مع عبارة «عالطريق».

وتعود أزمة الصحافة خصوصا إلى الجمود السياسي الذي شهده لبنان خلال أكثر من عامين ونصف العام وتراجع التمويل الداخلي والعربي، حسب أكد اختصاصيون وصحفيون.

وكانت «السفير» اتخذت في شهر مارس/آذار الماضي قرارا بالتوقف عن الصدور لتتراجع عنه وتقرر خفض عدد صفحاتها من 18 إلى 12، قبل أن تتخذ قرارا جديدا بالإقفال النهائي قبل أسابيع.

واستقطبت «السفير التي عرفت منذ تأسيسها بتأييدها للقومية العربية و«منظمة التحرير الفلسطينية» خلال فترة الحرب الأهلية، عددا كبيرا من الكتاب والنقاد والصحفيين على مر السنوات، بينهم الشاعر الفلسطيني «محمود درويش» والشاعر السوري «أدونيس»، كما التصق اسمها لفترة طويلة باسم رسام الكاريكاتير الفلسطيني «ناجي العلي».

وكانت الصحيفة خلال السنوات الأخيرة قريبة من «حزب الله» اللبناني ودمشق، وتجاهر بمناهضة سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

وتعاني وسائل إعلامية أخرى في لبنان من الأزمة ذاتها، ما دفعها إلى الاستغناء عن صحفيين وموظفين يعملون فيها منذ عقود.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لبنان السفير طلال سلمان الصحافة