الاتحاد الاوروبي يبلور سلسلة عقوبات جديدة ضد اسرائيل

الاثنين 17 نوفمبر 2014 01:11 ص

من براك رابيد | وزع السلك الدبلوماسي للاتحاد الاوروبي قبل ثلاثة اسابيع على مندوبي 28 دولة عضو في المنظمة وثيقة سرية هي مسودة اقتراح لعقوبات تفرض على اسرائيل ردا على الاعمال في الضفة والتي تجعل حل الدولتين متعذرا – هكذا قال لـ"هآرتس" دبلوماسيون اوروبيون وموظفون اسرائيليون كبار.

وتعتبر الوثيقة سرية للغاية ومندوبو الدول الذين تلقوها طلب منهم ابقاءها ضمن دائرة ضيقة وعدم نقلها لاسرائيل في هذه المرحلة. وأفاد دبلوماسيون اسرائيليون في عدة عواصم في اوروبا مقر وزارة الخارجية بوجود الوثيقة، مع اضافة تفاصيل قليلة عن مضامينها، دون أن ينجحوا في عرض الوثيقة بكاملها.

وأشار ثلاثة دبلوماسيين اوروبيين وموظفان اسرائيليان كبيران، تحدثوا جميعهم دون ذكر الاسماء لحساسية الموضوع الى أن المسألة المركزية التي تعنى بها الوثيقة هي "العصي والجزر" لاسرائيل في كل ما يتعلق بحماية حل الدولتين. واضافوا مع ذلك ان الوثيقة غير متوازنة وتتضمن "العصي" أساسا.

وأشار الدبلوماسيون الاوروبيون الى أن الوثيقة الموزعة تتضمن اقتراحا بعقوبات تفرض ردا على كل خطوة اسرائيلية. وتتضمن المسودة اقتراحا باعمال كتعليم المنتجات من المستوطنات في شبكات التسويق في الاتحاد، تقليص التعاون مع اسرائيل في مجالات مختلفة بل وردود فعل حادة على نحو خاص مثل المس باتفاق التجارة الحارة مع اسرائيل.

"يوجد جمود في المسيرة السلمية ولكن لا يوجد جمود في الوضع على الارض"، قال دبلوماسي اوروبي مطلع على تفاصيل المباحثات حول الوثيقة. "يوجد احباط كبير في اوروبا وصفر تسامح تجاه البناء في المستوطنات. هذه الوثيقة هي جزء من التفكير وعاصف الادمغة الجاري في مؤسسات الاتحاد في بروكسل في هذه الايام حول ما يمكن عمله لابقاء حل الدولتين على قيد الحياة".

وحسب سياسة الاتحاد الاوروبي اليوم، فان كل رفع للمستوى أو تنمية للعلاقات مع اسرائيل منوط بالاعمال التي تنفذها الحكومة في القدس لدفع المسيرة السلمية الى الامام وحل الدولتين. والمبدأ المقرر في وثيقة المسودة الجديدة هو أن الاتحاد سيرد بالعقوبات وتقليص العلاقات مع اسرائيل ردا على اعمال تقوم بها الحكومة في القدس تهدد بجعل حل الدولتين متعذرا.

وأشار دبلوماسيون اوروبيون اطلعوا على مضامين الوثيقة بانها تعنى بالردود على الاعمال الاسرائيلية التي يعتبرها الاتحاد الاوروبي اجتيازا "للخط الاحمر". هكذا مثلا تذكر هناك أعمال مثل تقدم البناء في المنطقة E1 بين معاليه ادوميم والقدس، البناء في حي جفعات همتوس وبناء آخر في حي هار حوما – وكلاهما خلف الخط الاخضر في القدس.

ويعتقد الاتحاد الاوروبي بان البناء في هذه المنطقة سيعرض للخطر امكانية وجود دولة فلسطينية ذات تواصل اقليمي ومن شأنه ألا يسمح للقدس بان تكون عاصمة للدولتين.

وتوجد الوثيقة في مداولات اولية في مؤسسات الاتحاد في بروكسل. وقد طرحت على البحث حتى الان في جلستين للجنة MaMa، حيث يشارك دبلوماسيون من كل دول الاتحاد، مختصون في الشرق الاوسط. وقال لـ "هآرتس" دبلوماسي اوروبي كبير ان "هذه الوثيقة هي وجبة غير جاهزة والخطوة توجد في بداية طريقها، ولكن هذا يتقدم رويدا رويدا". أما سفيرة الاتحاد الاوروبي في اسرائيل فرفضت التعقيب على توجهات "هآرتس".

الوثيقة نفسها، والسرية الكثيرة التي تحيط بها، تثير مخاوف كثيرة في القدس. فقد اشار دبلوماسيون اوروبيون وموظفون اسرائيليون كبار الى أن الذي أعد المسودة هو رئيس قسم الشرق الاوسط في السلك الدبلوماسي الاوروبي كريستيان بيرغر. وهذا الاخير هو الذي وقف خلف عقوبات الاتحاد الاوروبي ضد المستوطنات في تموز 2013.

وأشار موظفون كبار في وزارة الخارجية الى أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان طرح مسألة الوثيقة في لقاء عقده مع وزيرة خارجية الاتحاد الجديدة، فدريكا موغريني، في القدس قبل اسبوعين. وأعرب ليبرمان عن قلقه من الخطوة وطلب من موغريني ان تتأكد من ان اعملا بيرغر، الذي عينته من سبقتها في المنصب كاترين أشتون، تتطابق وتعليماتها وسياساتها.

وقبل شهر كشفت "هآرتس" النقاب عن وثيقة داخلية اخرى للاتحاد الاوروبي تتضمنت تعليمات لسفير الاتحاد الاوروبي في اسرائيل، لارس فبروف اندرسون لنقل رسالة الى وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء في القدس باسم 28 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي. وتضمن الرسالة اقتراحا بالشروع في مفاوضات بين الاتحاد واسرائيل بهدف الوصول الى تفاهمات حول امتناع اسرائيل عن تنفيذ أعمال معينة في الضفة الغربية تكون مثابة اجتياز لخطوط حمراء وتعرض للخطر امكانية اقامة دولة فلسطينية الى جانبها في المستقبل.

في القدس تخوفوا في حينه من أن تلك المفاوضات هي اعداد لفرض عقوبات – بمثابة استماع قبل العقاب. واشار مسؤولون في وزارة الخارجية في القدس في نهاية الاسبوع ان الوثيقة السرية في موضوع "العصي والجزر" تبين أن مخاوفهم كانت مبررة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية انه "حتى قبل ان نبدأ المفاوضات التي طلبها الاتحاد الاوروبي، بدأوا يستعدون لفشلها ولفرض العقوبات".

المصدر | هآرتس العبرية

  كلمات مفتاحية

مقاطعة إسرائيل أوروبا الاتحاد الأوروبي وثيقة سرية

الاتحاد الأوروبي ينفي وجود خطط لديه لمعاقبة اسرائيل