دعوات «تعقيم» المومسات في طهران تصل المحطة الرسمية.. والأزمة مستمرة

الأحد 1 يناير 2017 05:01 ص

أثارت دعوة مسؤول إيراني رفيع، إلى إقناع النساء المشردات والمومسات بالخضوع لعمليات تعقيم تفاديا لمشكلات اجتماعية، إلى إحياء ملف الجنس وممارسة الدعارة وما يترتب عليها من إصابة بمرض «الإيدز» من جديد.

ونقلت وكالة «إيلنا» العمالية الإيرانية، عن مساعد حاكم محافظة طهران «سياوش شهريور» المكلف بالشؤون الاجتماعية بالمحافظة، قوله إن «20% من النساء المشردات المدمنات على المخدرات ويمارسن الدعارة مصابات بالإيدز».

وأشار «شهريور» الى وجود «رأي تتشاطره منظمات غير حكومية عدة يقضي بضرورة خضوع المرأة للتعقيم الطوعي وليس بالقوة في حال كانت مريضة وتمارس الدعارة ومشردة».

ولفت إلى أن عددا كبيرا من تلك النسوة لا يستطعن «تربية أطفالهن» و«يرغمهن على بيعهم»، مضيفا: «إذا ما وافقت هذه النسوة على الخضوع لعمليات تعقيم سيكون هناك عدد أقل من الأطفال الذين يعانون المرض ونقص التغذية ويفتقرون للمعيل».

وتشهد طهران ازديادا في عدد الاطفال المتسولين في الشوارع، كما أن بعض الأهل يعمدون إلى بيع هؤلاء أو تأجيرهم إلى عصابات إجرامية، بحسب «أ ف ب».

ليست المرة الأولى

وتأتي تصريحات «شهريور» بعد أيام قليلة على نشر صحيفة «شهروند» الإصلاحية تحقيقا عن حوالى 50 مشردا مدمنا على المخدرات، ينامون بين القبور في أحد المدافن غرب طهران، ما أثار تعاطفا كبيرا في البلاد.

وعبر المخرج الإيراني «أصغر فرهادي» الحائز جائزة «أوسكار» في رسالة بعث بها إلى الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، عن سخطه إزاء هذا الوضع قائلا إنه «يشعر بالعار والأسف».

وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيه هذه المطالبات، حيث سبق أن تقدم اقترح رسام كاريكاتور معروف وزوجته، «تعقيم النساء المشردات المدمنات على المخدرات لتفادي ولادة أطفال مرضى يعانون خللا وراثيا»، وهو ما أثار موجة احتجاج عارمة إذ شبه البعض هذه الافكار بـ«المبادئ النازية».

وتقدم الرسام باعتذار، بعد ذلك، موضحا أنه كان يتحدث عن عمليات تعقيم «طوعية».

وقد اتخذت المسألة بعدا سياسيا، إذ استغلت وسائل الإعلام المحافظة الجدل الدائر لاتهام نائبة الرئيس المكلفة شؤون المرأة والأسرة «شهيندخت مولاوردي» بأنها نادت بتعقيم النساء المشردات.

ورفضت المسؤولة هذه الاتهامات مذكرة بأن «الحكومة لم تقدم بعد أي خطة محددة لتعقيم النساء المشردات» كما أن أي مشروع مماثل يجب «درسه وتقديمه من وزارة الصحة».

قضية شائكة

وكانت صحيفة «الغارديان»، كشفت في أغسطس/ آب 2015، في تحقيق أجرته في مدينة مشهد الإيرانية، جانبا من العالم السفلي لعاملات الجنس في هذه المدينة المقدسة بالنسبة للشيعة.

وأشارت الجريدة البريطانية إلى وجود أنشطة سرية للمومسات اللواتي يضطررن إلى التخفي والاعتماد على وسطاء للإفلات من قبضة السلطات التي تحرم إقامة العلاقات الجنسية خارج دائرة الزواج.

فيما قال موقع «موج نيوز» الإيراني، في يونيو/ حزيران الماضي، إنه تم الكشف عن 32 مركزا أصبحت من المراكز المعروفة لنشاط المومسات في العاصمة طهران ومنطقتي هرندي وكيان شهر، وأصبحت هذه المناطق من أكثر المناطق انتشارا وترويجا للدعارة في طهران.

وتابع الموقع شارحا الظاهرة، وتحدث عن العديد من الأسباب التي تدفع النساء الطهرانيات إلى الدخول في هذا المجال، قائلا: «هناك بعض النساء يمارسن البغاء فقط من أجل قوت يومهن، وتبيع المرأة في طهران جسدها؛ حتى تحصل على وجبة أكل تسد من خلاها جوعها المفرط».

كما نقل الموقع عن «فرحناز سليمي»، المتخصصة في علم النفس، والتي دخلت بصفة باحثة اجتماعية لمعالجة ملف الدعارة منذ عدة سنوات في طهران عن إحصائيات خطيرة، قالت إنها «إحصائيات مؤلمة ومؤسفة؛ لأنه خلال تحقيقاتنا صادفنا العديد من الرجال الإيرانيين ممن يقدمون نساءهم لممارسة الدعارة؛ من أجل الحصول على جرعة من المخدرات التي يتعاطونها».

وأضافت «سليمي»: «بعض النساء ليس لديهن الأموال، ويوافقن على عمل الدعارة؛ من أجل شراء "المانتو"، الزي الرسمي للنساء في إيران»، مشيرة إلى أن هناك صنفا كبيرا من النساء يقدمن الجنس مقابل 5 آلاف تومان، أي ما يعادل أقل من دولارين أمريكيين.

وكشفت عن وجود 100 ألف فتاة إيرانية في طهران يمارسن الدعارة بمبالغ تتراوح ما بين دولارين حتى 20 دولارا أمريكيا.

وأكدت «سليمي» أن 35% من المومسات في طهران هن من النساء المتزوجات، ولديهن عوائل، وأن مركز «آفتاب» الذي تترأسه يعالج 600 ضحية.

وكان تقرير رسمي أعدته وزارة الصحة في إيران، كشف في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أن عدد المصابين بـ«الإيدز» في البلاد يبلغ نحو 90 ألفا، كما يثير قلق الحكومة الارتفاع الملحوظ في نسبة الأطفال المصابين بالإيدز لتتجاوز عتبة 1%.

الصادم بحسب التقرير أن حوالي 28 ألفا فقط من المصابين بـ«الإيدز» (متلازمة نقص المناعة المكتسب)، اعترفوا بالإصابة وسجلوا رسميا في برنامج للعلاج، بينما هناك 60 ألفا غير معلن عنهم، إما جهلا بالإصابة أو خوفا من المجتمع.

  كلمات مفتاحية

موميسات دعارة الجنس الإيدز إيران تعقيم