اليمين الإسرائيلي يطمح في الجولان مقابل بقاء «الأسد» في السلطة

الاثنين 2 يناير 2017 06:01 ص

ينتاب «إسرائيل» قلق من اقتراب تنظيم «الدولة الإسلامية» و«حزب الله» اللبناني وميليشيات شيعية أخرى من هضبة الجولان المحتلة.

وأعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، أن «بنيامين نتنياهو»، أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وناقش معه التطورات في المنطقة، وبخاصة في سوريا، وأهمية استمرار التنسيق الأمني الناجح هناك.

وبحسب ديوان «نتنياهو»، فإن التنسيق بين الجانبين في سوريا «أثبت نفسه في منع سوء الفهم»، في ظل دعوات من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، للاستفادة من جهود روسية لفرض تسوية تضمن بقاء حليفها «بشار الأسد» في الحكم، لتحقيق مكسب إسرائيلي في الجولان، يوافق عليه الروس والأمريكيون أيضا في عهد «دونالد ترامب».

وأثار بيان ديوان «نتنياهو» نقاشا ساخنا في «إسرائيل» حول مدى صحة استخدام كلمة «ناجح» في الحديث عن هذا التنسيق؛ إذ إن خبراء عسكريين مقربين من الجيش وجنرالات سابقين، يشكون من أن هذا التنسيق غير كاف، وهو في الواقع يكبل أيدي الطيران الإسرائيلي، ويضطر الجيش إلى استخدام وسائل أخرى لتحقيق المصالح الإسرائيلية الأمنية في سوريا؛ حتى لا يقع صدام بين روسيا و«إسرائيل».

ولكن الخبراء الاستراتيجيين يناصرون هذا التنسيق ويطالبون «نتنياهو» بأن يجني مكاسب سياسية واستراتيجية منه، بواسطة المطالبة بحصة في التسوية السياسية العتيدة، مثل ضمان سيطرة دائمة أو طويلة الأمد لـ«إسرائيل» على هضبة الجولان، المحتلة منذ حرب 1967.

وقد نسبت مصادر أجنبية نسبت إلى «إسرائيل» الكثير من الغارات التي نفذت في سوريا منذ اندلاع الحرب هناك، ومنها اغتيال «جهاد عماد مغنية»، نجل قائد الجناح العسكري لما يسمى «حزب الله»، واغتيال «سمير قنطار» ومعه ضابط إيراني كبير، واغتيال «مصطفى بدر الدين»، وقصف قواعد عسكرية للجيش السوري ولما يسمى «حزب الله» في سوريا من دمشق وحتى اللاذقية، وتصفية قوافل نقل السلاح من سوريا إلى لبنان، خلال السنوات الأربع الأولى من الحرب السورية.

كما تم التوصل إلى اتفاق بين روسيا و«إسرائيل» على تشكيل لجنة تنسيق بقيادة نائب رئيس أركان الجيش في كل من روسيا و«إسرائيل».

وقد صمد هذا التنسيق، حيث إن طائرات روسية دخلت المجال الجوي الإسرائيلي مرات عدة خلال عملياتها الحربية و«إسرائيل» قصفت مواقع عدة لجيش النظام السوري و«حزب الله».

وبحسب مصادر عسكرية في تل أبيب، فإن القصف الإسرائيلي اتخذ شكلا جديدا، وبدلا من استخدام سلاح الجو، يعتمد على المدفعية المتطورة.

وقد نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر ناطقة بلسان «نتنياهو»، أمس الأحد، مقالا يعتبر فيه الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، «صاحب البيت الجديد في سوريا»، والذي أجاد استغلال أخطاء وإخفاقات، وبخاصة مظاهر ضعف إدارة «أوباما»، من أجل السيطرة على مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى ورائدة، بل الأهم في المنطقة.

وأضاف كاتب المقال، أنه عشية رأس السنة الميلادية الجديدة، نجحت روسيا في صياغة اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، بمشاركة غالبية اللاعبين، ومن بينهم سوريا وإيران وتركيا، والنظام السوري، بل وغالبية مجموعات المعارضة، موضحا أنه يمكن لهذا الاتفاق أن يكون غير عادل، وبالتأكيد لن يحقق لملايين السوريين الحرية والديمقراطية التي خرجوا من أجلها لخوض الانقلاب على نظام «الأسد».

وتابع: «من الواضح، أيضا، أنه من دون التدخل العسكري الروسي، ومن دون السحق المنهجي لمناطق واسعة في الدولة، ما كانت موسكو ستتمكن من الوصول إلى النتيجة المرغوبة بالنسبة لها، وهي تحطيم قوة إرادة المعارضين والحفاظ على وجود دولة سوريا بقيادة الأسد على جزء كبير من سوريا».

وشدد كاتب المقال على أن روسيا كانت مستعدة للعمل بعزم وبحزم، وإظهار القوة وتفعيل القوة العسكرية، الأمر الذي امتنعت عنه الولايات المتحدة، وبذلك أثبت الروس أنه خلافا للأمريكيين فإنهم يلتزمون أمام حلفائهم، وأنهم على استعداد لمنحهم من دون أي تردد ومن دون أي حساب، الحماية في المؤسسات الدولية، وكذلك على الأرض.

  كلمات مفتاحية

سوريا الجولان روسيا أمريكا إسرائيل الأسد نتنياهو بوتين ترامب

«نتنياهو»: الجولان ستبقى تحت السيادة (الإسرائيلية) إلى الأبد!