الكلمات المتقاطعة لا تقوي الذاكرة.. كشف حقيقة أشهر 10 خرافات حول علم الأعصاب

الاثنين 2 يناير 2017 09:01 ص

في فيلم الأكشن الهوليودي «لوسي»، يقف الممثل «مورجان فريمان»، والذي يؤدي دور عالم أعصاب شهير، ليخاطب جمهوراً في قاعة مكتظة قائلاً: «يقدر استخدام البشر لقدراتهم العقلية بـ10 في المائة فقط، تخيل لو كنا نستطيع استخدام 100% منها». من المرجح أنك سمعت هذا الزعم من قبل وصدقتها، لكن للأسف، إنها معلومات خاطئة.

بعد مشاهدة فيلم «لوسي»، قرر طالبان متخرجان درسا علم الأعصاب في جامعة ويسترن في أونتاريو، أن يصححا للناس الشائعات العشرة الأكثر شهرة عن علم الأعصاب، إليك المعلومات الـ10 الأكثر شيوعاً:

نحن لا نستخدم إلا جزءا صغيرا من أدمغتنا

في عام 1907، زعم عالم النفس الشهير «وليام جيمس» أننا لا نستفيد إلا من جزء صغير من أدمغتنا وقوتنا الجسدية، بعدها قام صحفي باجتزاء المعلومة على نحو خاطئ عندما قال إن الإنسان العادي يطور 10% فقط من قدرته العقلية، لكن دراسات المسح على المخ أظهرت أننا نستخدم كل جزء من أمخاخنا، لكن المناطق جميعها لا تنشط في وقت واحد، ولهذا فإن تلف أي مكان من المخ له تأثيرات عقلية وسلوكية على الشخص.

تشغيل الموسيقى الكلاسيكية للرضع يجعلهم أذكى

بدأت ولاية جورجيا في عام 1998، في توزيع أقراص مدمجة محتوية على الموسيقى الكلاسيكية لعائلات المواليد الجدد، كل قرص مدمج احتوى على رسالة من الحاكم آنذاك تقول: «أرجو أن تستمتع أنت وطفلك به، وأن يحظى طفلك ببداية ذكية».

مع إن هذا الفعل يبدو مليئاً باللطف والود، إلا أن ما يسمى بـ«تأثير موتسارت» هو شئ مشكوك فيه، إذ تعود جذوره إلى دراسة تمت في عام 1993 في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، وقد أظهرت أن 36 من طلاب الجامعة قد حظوا بأداء أفضل في اختبارات الذكاء بعد استماعهم لموسيقى موتسارت، مقارنة بأدائهم بعد تمارين تساعد على الاسترخاء أو بعد نيل فترة من الصمت والهدوء، هذه النتائج لم تتكرر ثانية، بل إن دراسة تمت في 1999، في جامعة هارفارد، أثبتت أن «تأثير موتسارت» ليس شيئا حقيقيا.

لا يوجد خلايا عصبية جديدة يمكن أن تنمو في مخ البالغين

الفئران البالغة، وكذلك الأرانب وحتى الطيور، تستطيع أن تحصل على خلايا عصبية جديدة، لكن الباحثين فشلوا لـ130 عاماً أن يثبتوا حدوث ذلك لدى الإنسان، لكن كل هذا تغير في 1998، عندما تمكن فريق سويدي من الكشف عن نمو خلايا عصبية جديدة في منطقة الحصين الموجودة في المخ المسئولة عن حفظ الذكريات.

في 2014، تمكن فريق من معهد كارولينسكا من قياس آثار الكربون-14 في الحمض النووي، كطريقة لتحديد تاريخ عمر الخلايا، وأكدوا أن منطقة striatum الموجودة في المخ والمسئولة عن التحكم العضلي والإدراك يمكنها أن تنتج أعصابا جديدة بالفعل.

أدمغة الرجال أكثر ملاءمة للعلوم والرياضيات من الناحية البيولوجية

هناك فروق تشريحية صغيرة بين أدمغة الرجال والنساء، فمنطقة الحصين والمسئولة عن الذاكرة عادة ما تكون أكبر لدى النساء، أما منطقة الأميجودالا، والتي تعد أحد المناطق المسئولة عن العاطفة، فهي أكبر في الرجال، على عكس ما نتوقع.

الأدلة أشارت إلى كون التفاوت بين الجنسين عائد للتوقعات الثقافية، وليس للبيولوجيا. على سبيل المثال، قام علماء النفس الاجتماعيين في جامعة واترلو في أونتاريو بإعطاء كل من الرجال والنساء اختبار رياضيات صعب، وقد أحرزت النساء معدلاً أدنى من الرجال، حتى أولئك النساء اللواتي يمتلكن خلفية رياضية قوية، لكن الأمر اختلف عندما قيل لهؤلاء النساء أن هذا الاختبار لم يكشف عن فروقات بين الجنسين في الماضي، وعندها قدمت النساء أداء متساويا مع الرجال.

الاستلقاء في غيبوبة يشبه النوم

في الأفلام؛ تبدو الغيبوبة شيئاً غير متلف للإنسان، حيث نرى مرضى الغيبوبة يستيقظون مهندمين بعد بضعة أشهر من الرقاد، ليتكلموا بفصاحة، دون أن يظهر عليهم تأثير ضار، لكن في العالم الحقيقي، فإن أولئك الذين يستيقظون من الغيبوبة يعانون عادة من إعاقات ويحتاجون إلى إعادة تأهيل.

مسح الدماغ يفسر سبب ذلك، فقد وجد العلماء في المركز الفرنسي الوطني للأبحاث العلمية، أن مناطق النشاط العالي في المخ تضئ بشكل نشط في الوضع الطبيعي حتى أثناء النوم، لكنها تكون مظلمة بشكل مخيف في مرضى الغيبوبة، بينما تضئ المناطق الأخرى بشكل غير مفهوم، معظم حالات الغيبوبة لا تستمر عادة لأكثر من اثنين إلى أربعة أسابيع، لهذا لا تصدق كل شئ تراه على مسلسل (جراي أناتومي).

حل الكلمات المتقاطعة يقوي الذاكرة

إذا كان حل الكلمات المتقاطعة يصيبك بالضيق فلدينا أخبار جيدة لك، فقد وجد علماء الأعصاب أن حل الكلمات المتقاطعة يجعلك أمهر في حل الكلمات المتقاطعة فحسب، لا علاقة للأمر بالذاكرة، وقد وجدت دراسة أجراها باحثون في كلية ألبرت أينشتين للطب أن حل الكلمات المتقاطعة قام بتأخير تدهور الذاكرة في البداية لدى أشخاص تتراوح أعمارهم من 75 إلى 85 عاما، لكنها سرّعت هذا التدهور فيما بعد بمجرد أن أبدى الشخص ظهور علامات الخرف (وذلك لأسباب مجهولة).

هذه الأيام يجمع معظم علماء الأعصاب على عدم وجود ضرر لممارسة الكلمات المتقاطعة، لكن لا تتوقع أن تساعدك في إيجاد مكان مفاتيحك الضائعة مثلاً.

الطلاب يتعلمون أفضل إن تطابقت طرق التعليم مع طرق التعلم الخاصة بهم

هل زعم أحدهم من قبل أن عليك تلقي الدروس بشكل معين بصري أو لفظي؟ نحن نكره أن ندمر هذه الأسطورة، لكن الحقيقة أنه لا يوجد دليل داعم لها، فقد وجد علماء نفس في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا في عام 2006، أن الطلاب لم يؤدوا بشكل أفضل في الاختبارات عندما تم تعليمهم بطرق التعلم المفضلة لديهم.

في 2009 كانت هناك ورقة بحثية قالت إنها لم تجد دراسات تدعم هذا الزعم الشائع بين المعلمين والطلاب، كما قالت أن «الأسلوب المفضل في التعلم» هو كلمة فضفاضة تندرج تحتها أساليب واسعة المدى، مثل التعلم بالتكرار، أو الاختبار، أو مباعدة دورات التعلم.

شرب الكحوليات يقتل خلايا الدماغ

شعور الذهن المشوش الذي يشهر به الأشخاص الذين يشربون الكحول، ليس دلالة تلف خلايا الدماغ أو أي شئ من هذا القبيل، فعندما قارن العلماء في معهد بارثولين في الدنمارك أدمغة المتوفين المدمنين للكحوليات مع أدمغة أولئك الذين لم يكونوا مدمنين لها، وجدوا أن العدد الكلي للخلايا العصبية هو نفسه.

الكحول مثل غيره من المواد، يمكن أن يقتل خلايا الدماغ عندما يؤخذ بجرعات عالية، خاصة خلايا الدماغ الحساسة للأجنة، لكن استخدام الكحوليات المتوسط لا يقتل خلايا الدماغ، وإنما يتدخل في تواصل الخلايا العصبية مع بعضها، فيؤثر على قدرة الأشخاص على أداء المهام، مثل المشي أو الكلام أو اتخاذ القرارات.

الحاسة السادسة

تعود جذور هذا المصطلح إلى تجربة حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما ادعى عالم نبات من جامعة ديوك، ويسمى جوزيف بانكس، أن بعض الأفراد الذين كُشِف لهم الوجه الفارغ من البطاقات، استطاعوا تخمين الرسم المطبوع على ظهرها بشكل صحيح، وافترض أن ذلك عائد لقراءتهم لدماغ الشخص القائم بالاختبار.

ومع إنه لا يوجد اختبار آخر أثبت هذه الحاسة، إلا أن الأسطورة استمرت في الحياة، وهو الشئ الذي يدين بجزء من الفضل لوكالة الاستخبارات المركزية CIA، التي وظفت جواسيس نفسيين أثناء الحرب الباردة، وقد أغلقوا هذا القسم في 1995، عندما استنتجوا في النهاية إلى كون الحاسة السادسة ليست سلاحا، وليست أي شيء.

الدماغ الأيسر للأشخاص المنطقيين والأيمن للمبدعين

في ستينيات القرن الماضي، قام عالم الأعصاب والعالم النفسي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، «روجر سبيري»، بقطع الألياف التي توصل نصفي المخ في مجموعة من مرضى الصرع للقضاء على نوبات الصرع أو تقليلها، ثم أجرى تجربة، يعرض فيها صورا وامضة وأضواء ومؤثرات أخرى، في عيون المرضى اليمنى أو اليسرى.

وجد أن نصف الدماغ الأيسر استطاع معالجة المعلومات اللفظية بشكل أفضل بينما الأيمن، كان أفضل في المعلومات البصرية والمكانية، وهو ما نقلته كتب التنمية البشرية بشكل خاطئ للناس، متحدثة عما يسمى «سيادة نسف الدماغ الأيمن أو الأيسر»، ومصنفة الشخصيات إلى أنواع قائمة على ذلك، ولكن هناك أدلة لدحض ذلك، مثل دراسة تمت في 2012، وجد فيها علماء النفس في جامعة بريتيش كولومبيا، أن التفكير الإبداعي ينشط شبكة عصبية واسعة دون تفضيل جزء معين من الدماغ.

المصدر | بوبسي

  كلمات مفتاحية

خرافات علم النفس علم الأعصاب