أعلن «إيفان روجرز»، سفير بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبي، استقالته من منصبه، اليوم الثلاثاء، وذلك بشكل مفاجئ قبل بضعة شهور من بدء رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» المفاوضات الرسمية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد.

وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن «روجرز» أبلغ طاقمه الدبلوماسي استقالته عبر مذكرة رسمية.

وحسب الصحيفة ذاتها، لم تتضمن مذكرة السفير البريطاني أي أسباب لاستقالته.

وقالت «ماي» إنها ستبدأ محادثات رسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي مع بقية الدول الأعضاء بالاتحاد بنهاية مارس/آذار.

وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق «ديفيد كاميرون» عين «روجرز» مبعوثا لبريطانيا لدى بروكسل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013 وهو أحد أكثر دبلوماسيي بريطانيا خبرة في شؤون الاتحاد الأوروبي.

وكانت بريطانيا قد صوتت على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو/حزيران الماضي.

وأحدثت هذه الخطوة قلقا داخل الاتحاد الأوروبي؛ حيث أبدى عدد من قادته رغبتهم في إرسال إشارات تهديد قوية لدول وأحزاب أوروبية تسعى لتفكيك الاتحاد، من خلال سلك أقسى الطرق الممكنة لإجراء عملية انفصال بريطانيا المرتقب.

وبالرغم من أن لوائح الاتحاد تمنح الأعضاء مهلة عامين لإتمام إجراءات المغادرة، وفرصة للتفاوض على عدد من الامتيازات وعقد عدد من الاتفاقيات الثنائية، وبالتالي الخروج بأقل الخسائر لكلا الطرفين، إلا أن مسؤولين في الاتحاد لم يخفوا رغبتهم بـ«معاقبة» بريطانيا على قرارها.

فالرئيس الفرنسي، «فرانسوا أولاند»، صرح بضرورة «معاقبة» بريطانيا على قرار الخروج من الاتحاد، وذلك خلال اجتماع شهدته باريس في 6 أكتوبر/تشرين أول الماضي بحضور رئيس المفوضية الأوروبية، «جان كلود يونكر»، والمفوض الأوروبي لإدارة عملية خروج بريطانيا، «ميشيل بارنيار».

المسؤولون الألمان بدورهم لم يستخدموا تعبير «معاقبة» الذي صرح به «أولاند»، إلا أن حديثهم عن الإجراءات الاقتصادية الصارمة بحق لندن لا يقل قسوة، حيث قالت المستشارة الألمانية، «أنجيلا ميركل»، في أكتوبر/تشرين الأول، بأن «الحفاظ على تماسك مبدأ حرية الحركة التجارية بين الدول الأوروبية، التي تضمنها العضوية في الاتحاد الأوروبي، أولى من الحفاظ على بريطانيا كسوق للمنتجات الألمانية».

وترى صحف ومراكز أبحاث أوروبية وعالمية أن «أولاند» و«ميركل» يسعيان لردع أي مسعى مشابه للخطوة البريطانية بمغادرة الاتحاد قد تتخذه دول أو أحزاب أوروبية، وخصوصاً من داخل فرنسا وألمانيا بالتحديد.