رفضت ميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني، التي تحاصر منطقة وادي بردى بالريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، دخول وفد روسي للمنطقة.

وقالت مصادر في وادي بردى للأناضول، إن سكان المنطقة وجهوا دعوة للمسؤولين الروس لزيارة المنطقة بهدف التأكد من تنفيذ وقف إطلاق النار من عدمه.

وأضافت المصادر أن عناصر حزب الله أوقفت الوفد الروسي الذي كان يضم 4 ضباط، وفريقا تقنيا لترميم نبع عين الفيجة والذي تعرض للقصف من قبل قوات النظام وحزب الله، في نقطة تفتيش بمنطقة دير حانون، ومنعتهم من دخول المنطقة، قبل أن يعود الوفد أدراجه متوجها نحو دمشق.

واستمرت الأربعاء هجمات قوات النظام وعناصر حزب الله على المنطقة، حيث قصفت مروحيات عسكرية تابعة للنظام بالبراميل المتفجرة قرى تابعة لوادي بردى.

وأدت الهجمات التي تشنها قوات النظام وعناصر حزب الله على وادي بردى منذ 23 ديسمبر/ كانون أول الماضي، إلى مقتل أكثر من 30 مدنيا.

وكثفت قوات النظام وحزب الله الذين يحاصرون وادي بردى منذ يوليو/تموز الماضي، هجماتهم على المنطقة عقب سيطرة النظام بشكل كامل على مركز مدينة حلب مؤخرا.

وتعد منطقة وادي بردى أكثر منطقة تشهد خرقا لوقف إطلاق النار التي تم الاتفاق حولها في 30 ديسمبر/ كانون أول الماضي بضمانة من قبل تركيا وروسيا.

وتقع منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، وتتكون من 13 قرية، تسيطر المعارضة على 9 منها، في حين يسيطر النظام والتنظيمات الأجنبية الموالية له على 4 قرى، ويقطن وادي بردى 130 ألف شخصا فر معظمهم من مناطق مختلفة من سوريا ولجأوا إليها.

لن يخرج من سوريا

ويوم الثلاثاء، أكد «علي أكبر ولايتي»، المستشار الأول للمرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي»، أن «حزب الله» «لن يخرج من سوريا»، على خلاف ما يتردد بشأن نص اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال «ولايتي»: «هذه المزاعم يطلقها أعداء سوريا، إن حزب الله قدم الكثير من الشهداء حتى الآن»، على حد زعمه.

وأضاف: «الحكومة السورية (نظام بشار الأسد) والسيد حسن نصر الله (زعيم حزب الله) يعتبرون أنفسهم اصدقاء مقربين جدا؛ لذلك ينبغي القول بأن هكذا تصريحات هي بمثابة دعايات يطلقها العدو.

وجاء فتح باب النقاش حول خروج «حزب الله» من سوريا بالتزامن مع دعوة وزير الخارجية التركي، «مولود وجاويش أوغلو»، جميع المقاتلين الأجانب «بمن فيهم عناصر (حزب الله) لمغادرة سوريا، وبدء سريان قرار وقف إطلاق النار في البلاد.

وسارع «حزب الله» للرد على هذه الدعوات، فقال رئيس مجلسه السياسي «إبراهيم أمين السيد»: «عندما نرى أن المصلحة تقتضي خروجنا من سوريا سنخرج بقرار ذاتي».

في المقابل، اعتبر رئيس الدائرة القانونية في «الائتلاف السوري» المعارض «هيثم المالح» أنّه «ولتثبيت وقف إطلاق النار على كل الأراضي السورية المفروض خروج كل الميليشيات الأجنبية خارج البلاد وعلى رأسها (حزب الله)».

ويتراوح عدد مقاتلي «حزب الله» الذين يدعمون النظام السوري في حربه منذ عام 2012، بين 5 آلاف وثمانية آلاف، وقتل منهم المئات خلال الحرب السورية.