بريطانيا تكشف عن وثائق سرية تخص اجتياح «صدام حسين» للكويت

الجمعة 6 يناير 2017 09:01 ص

جددت وثائق حكومية بريطانية رُفعت عنها السرية في الأرشيف الوطني، جراح كانت قد اندملت إلى حد كبير في العلاقات العربية– العربية، حيث كشفت بعض الأسرار المتعلقة بغزو الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» للكويت في 2 أغسطس/آب 1990.

وتنقل الوثائق كما ضخما من الاتهامات التي كالها زعماء عرب بعضهم إلى بعض، بسبب وقوفهم إلى جانب «صدام حسين» أو إلى جانب معارضيه.

ولعل أشد الاتهامات الواردة في المحاضر السرية البريطانية كانت تلك التي أطلقها الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك»، الذي اتهم صدام بمحاولة رشوته بملايين الدولارات من أجل ضمان تأييد العراق.

وشن «مبارك» هجوماً لاذعاً على الملك الأردني الراحل «حسين»، واتهمه بالعمل لمصلحة «صدام».

وتنقل الوثائق أيضا عن «مبارك» قوله، إن صدام مصاب بهوس أن يكون العراق «دولة عظمى إقليمية» مؤكداً انه لن يخرج من الكويت إلا بالقوة، كما تتحدث عن «اختلاف» في المواقف من العدوان على الكويت بين الملك «حسين» وولي عهده الأمير «حسن»، لافتة إلى أن مواقف الأخير كانت «ناضجة» وأقرب إلى مواقف دول الخليج العربية وأكثر تفهما للأوضاع الخطيرة التي سيواجهها الأردن نتيجة تداعيات الأزمة والظهور بمظهر المؤيد لـ«صدام».

وتنقل الوثائق في الوقت ذاته عن الملك «حسين» تأكيده أنه لا يقف إلى جانب «صدام» في اجتياح الكويت، بل يريد أن يكون في وضع يسمح له بلعب دور وساطة في الأزمة.

وتكشف أن بريطانيا قالت في اتصالاتها آنذاك مع دول المنطقة، إنها لا تريد أن يسقط العرش الهاشمي، وإنها سعت إلى إقناع المستائين من موقف الأردن بمساعدته لئلا تهدد الأوضاع استقرار الحكم.

وفي الوثائق أيضا، معلومات مفصلة عن الجهود التي قامت بها حكومة «مارغريت ثاتشر» لحشد التأييد الدولي ضد «صدام»، بما في ذلك الطلب من الأمريكيين تحضير الأساس القانوني الذي يمكن اللجوء إليه لشن عمل عسكري يُرغم «صدام» على الخروج من الكويت.

وتنقل المحاضر عن «ثاتشر» قولها إنها مقتنعة بأن «صدام» لن يترك الكويت إلا إذا تم «رميه خارجها»، في حين جادل وزيرها للخارجية بضرورة إعطاء فرصة للحصار الدولي الذي فرضته الأمم المتحدة، على أمل أن ينجح في دفع الرئيس العراقي إلى إعادة النظر، سلما، في موقفه.

وقالت ثاتشر إنه إذا عجز المجتمع الدولي عن إرغام «صدام» على ترك الكويت فإنها تعتقد أن الإسرائيليين سيوجهون إليه ضربة عسكرية.

ومن ضمن الوثائق واحدة توضح أن عسكريين بريطانيين يُعتقد أنهم من الاستخبارات، رصدوا حشد العراق قواته قرب الحدود الكويتية في الشهر السابق للغزو، وتحدثوا عن مشاهدتهم قوافل تبدأ ولا تنتهي من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وهي تتجه جنوباً نحو الكويت، من دون أن يتضح هل هذه الحشود هدفها إخافة الكويتيين فقط أم القيام بعمل عسكري ما.

لم تمر أيام على التقرير الأمني البريطاني حتى كانت القوات العراقية تعبر الحدود الكويتية بعد منتصف الليل في 2 آب/أغسطس، وتسيطر على العاصمة وبقية أرجاء الدولة، حيث اضطرت الحكومة الكويتية للجوء إلى المملكة العربية السعودية.

يذكر أن الجمعة الماضي صادف الذكرى السنوية العاشرة لوفاة «صدام حسين» إثر احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة.

  كلمات مفتاحية

صدام حسين غزو الكويت بريطانيا وثائق

فلسطيني يقيم مأدبة سنوية على روح «صدام حسين»

محامي «صدام حسين»: موكلي ندم على غزو الكويت