روى القس الكويتي «عمانوئيل بنجامين غريب» ذكرياته حينما أدى الامتحان المدرسي في مادة الشريعة الإسلامية عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية، ودهشته العارمة التي أخذته عندما اكتشف أنه حصل معدلا في تلك المادة أفضل من زملائه المسلمين.

وتم ترسيم «عمانوئيل» في الثامن من يناير/كانون الثاني 1999، كاهنا وقسا راعيا للكنيسة الوطنية الإنجيلية في الكويت، في سابقة من نوعها ليصبح الخليجي الوحيد الذي يصل لذلك المركز.

ويصف «عمانوئيل»  ذلك الحدث، قائلا «نفخر جميعا بكوننا كويتيين. فلقد كنا من أولئك الذين لم يغادروا الكويت ساعة الغزو العراقي في 1990».

وينفي القس الخليجي الوحيد أي ملاحظة قد تشير إلى أن مسيحيي الكويت محرومون من ممارسة بعض الحقوق المدنية أو السياسية، أو أي دعوة لإقرار حصة برلمانية لهم على غرار ما هو معمول به في لبنان، بحسب موقع «العربية» الإنجليزي.

وأضاف قائلا: «دستورنا يشدد بوضوح على أن كل مسيحي كويتي حرّ في ترشيح نفسه أو نفسها أو غيرهما للانتخابات المحلية. ولو حدث يوما ما أنّ المجموعة العامة قبلت بأن تنتخب أحدنا فسيكون ذلك أمرا جيدا. ولكننا لا نريد تعزيز التمثيلية من دون أي انتخاب (أي الكوتا)».

وقال القس «غريب» تعليقا على تفجير الكنيسة البطرسية بمصر، الشهر الماضي: «مع التطورات الأخيرة في المنطقة وتنامي الاستقطاب، من البديهي أن يتأثر بعضنا، ولكن الشكر لله أن لدينا قيادة حكيمة تحمي الوضع الداخلي الكويتي حيث رأينا وزارة الداخلية تعزز إجراءات الحماية في محيط كنائسنا أثناء أعياد الميلاد واستقبال السنة الجديدة».

وردا على سؤال يتعلق بما إذا كان يتعين السماح للمسيحيين بإدراج ديانتهم في المقررات المدرسية والمناهج التربوية، أجاب أنّه يعتقد «أنه في الوضع الحالي، وفي الكويت والمنطقة لا نرى حاجة لذلك ففي الوقت الحالي ليس ذلك ملائما».

وإلى جانب البحرين، تعد الكويت الدولة الخليجية الثانية التي يضم مجتمعها جزءا مسيحيا يتمتع بجميع مقومات المواطنة. ويتشكل من 262 فرد أي ضعف عديده في البحرين.

وينحدر غالبية المسيحيين في كل من الكويت والبحرين من أصول تعود لجنوب شرق تركيا فيما ينحدر الباقون من العراق وفلسطين.

ولعب تعديل قانون المواطنة في الكويت عام 1982 دورا في تقلص حجم الوجود المسيحي في الدولة الخليجية بسبب عدم شمول نظام التجنيس المسيحيين.

ويعتقد على نطاق واسع أن 12 عائلة تعرف على أنها كويتية ولدت مسيحية وتتمتع بنفس حقوق مواطنيها من المسلمين.

وتسمح الكويت بإعفاء غير المسلمين من حضور الدروس الإسلامية في المدارس الحكومية والخاصة.