بطولة «عواجي» تجمع السعوديين على «تويتر»: موقف يسطر للشجاعة وللانتماء

الأحد 8 يناير 2017 06:01 ص

لليوم الثاني على التوالي، يواصل المدونون السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، الحديث عن «جبران عواجي»، رجل الأمن السعودي، الذي تصدى ببسالة إلى أحد الإرهابيين الذي أطلق النار على رجال الأمن بحي الياسمين٬ وحاول ركوب دورية للهرب بها٬ ليتصدى له «عواجي» ويطلق عليه النار من مسدس ومن مسافة قريبة جداً، ويقضي عليه.

المغردون صنفوا «عواجي» بأنه بات أصبح واحداً من أشهر وأشجع السعوديين بلا منازع في تاريخ المملكة، بعد أن وثق مقطع فيديو يظهر جرأته في تنفيذ مهمة أمنية في غاية الخطورة.

هو «جبران جابر عواجي»، أحد منتسبي وزارة الداخلية السعودية، ويعمل في القطاع الأمني منذ 14 عاماً، شارك في العديد من المهمات الخاصة، وواجه مخاطر كبيرة في عمله خلال المداهمات الأمنية التي تنفذها السلطات ضد المطلوبين أمنياً، والذين غالباً ما يرفضون تسليم أنفسهم ويبادرون بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة بينما تكون أحزمتهم الناسفة في وضع الاستعداد الأخير للتفجير.

لكن مداهمة حي الياسمين شمال العاصمة الرياض، فجر السبت، غيرت كثيراً من حياة العريف «عواجي»، فبعد أن ظهر بالصوت والصورة يطلق النار من مسدسه على اثنين من المسلحين بأسلحة رشاشة ومن المسافة صفر، بثبات وبمناورة أمنية في آن واحد، أصبح «عواجي» نجماً بلا منازع، بحسب «إرم نيوز».

وخلال ساعات قليلة من انتشار التسجيل المصور، وصور العملية الأمنية، التي انتهت بمقتل المسلحين وإصابة «عواجي» بفخذه، لم يكف مئات آلاف السعوديين عن الحديث عن بطولة الرجل وشجاعته التي ستخلدها ذاكرة السعوديين طويلا.

إشادة واسعة

وتشاركت نخب المملكة في الإشادة بشجاعة «عواجي» عبر وسم «البطل جبران عواجي»، الذي تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا بالمملكة.

فغرد وزير الطاقة السعودي «خالد الفالح»: «نقف تعظيمًا واحترامًا لرجال أمننا بقيادة سمو ولي العهد، ونفخر بجهودهم وتضحياتهم في الحفاظ على أمن الوطن ووحدته».

«ياسر القحطاني»، لاعب كرة القدم السعودي، كتب يحيي «عواجي»، قائلا: «لله درك يابطل البطل جبران عواجي.. نفتخر فيك وبأمثالك».

وأضاف الإعلامي «جيري ماهر»: «البطل جبران عواجي خريج مناهج المملكة العربية السعودية.. بينما الإرهابي كان مبتعث لنيوزيلاندا.. فهل عرفتم الأن أين يتم صنع الإرهاب؟».

وتابع الكاتب «تركي الحمد»: «وطن فيه مثل هذا الرجل لا أخشى عليه.. أخشى عليه ممن يتمتعون بأمنه ويتعاطفون مع من يعكر صفو هذا الأمن».

بينما غرد الداعية «عائض القرني»، بالقول: «لك وسام المجد من حدّ صبيا للقطيف.. أوسمتنا والنياشين جتك معجّلة».

وكتبت «كوثر الأريش» عضو مجلس الشورى: «رجل أمن يواجه الموت لأجل مواطن في بيته، وسيدة من بيتها توثق البطولة وقلبها يرتجف خوفا على رجل الأمن.. الله يا وطن المحبة».

وأضاف الشاعر «حيدر العبدالله»، قائلا: «بروحهِ حين حمى أرضَهُ.. وروحهِ حينَ فَدَى إخْوَتَهْ!.. نخْوَتُهُ ما خانهُ صوتُها.. عند اللِّقا، ولمْ يخُنْ نخْوَتَهْ!».

وتابع الكاتب «خالد العلكمي»: «هذا مشهد حقيقي وليس سينمائي.. وهؤلاء أبطال سعوديين حقيقيين».

بينما غرد الدبلوماسي السعودي «زياد الدريس»، قائلا: «نحن لا ندرك معروف البطل جبران عواجي إلا لو تخيلنا الكارثة التي كان يمكن أن تقع لو أخذ الإرهابيان سيارة الشرطة وانطلقا بحزاميهما الناسفين».

وأضاف الإعلامي «سامي الجعوني»: «موقف يسطر للشجاعة وللانتماء.. تضحية للوطن واستقراره».

مقطع كارتوني

كما أثار مقطع فيديو، يجسد محاكاة رسومية لبطولة «عواجي»، ردود فعل متباينة بين مشيد ومنتقد.

ويُظهر الفيديو، الذي تم تنفيذه عبر اللعبة الشهيرة «GTA»، شرطيا يختبئ وراء سيارة الشرطة، ومسلحين يأتيان من الجهة المقابلة، لينقض عليهما بالرصاص ويقتلهما.

وانتقد عدد من المتابعين المقطع، أولا لما يثيره من سخرية، لطريقة تنفيذه البدائية، ووجود أخطاء كبيرة فيه، أولها عدم وجود رجل الأمن الثاني «نادر الشراري»، إضافة إلى اختلاف التفاصيل بشكل كلي، فيما أشاد آخرون بالمقطع على اعتبار أنه تشجيعي ويرسم صورة رجل الأمن في أذهان صغار السن.

صحف عالمية

يشار إلى أن عدد من الصحف العالمية، تناولت الأحد، بطولة «عواجي»، حيث أوردت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريراً أشادت فيه بشجاعته النادرة وإقدامه على مواجهة الإرهابيين في الرياض غير مبالياً بالنتائج.

فيما أفردت صحف أخرى صفحاتها وتناولت الحادثة، مشيدة ببطولة رجال الأمن السعودي في مواجهة الارهاب.

وكان الأمير «محمد بن نايف بن عبدالعزيز» ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كان وقد أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بالعريف «عواجي» الذي يتلقى العلاج بمستشفى قوى الأمن بالرياض، إثر تعرضه لإصابة غير خطرة خلال مشاركته في مداهمة الوكر الإرهابي الذي كان يختبئ فيه الإرهابيين «طايع الصيعري» و«طلال لصاعدي».

من جهته، طمأن «عواجي» الجميع على صحته، مؤكدًا أن إصابته طفيفة، وحالته مستقرة.

وقال في اتصال هاتفي مع «سبق»: «قمتُ بواجبي لخدمة ديني ووطني.. هذا واجبنا نحن رجال الأمن. نحمد الله على نجاح العملية الأمنية، وإفشال المخططات الإرهابية».

وعن الإصابة قال: «تعرَّضت لإصابة في الفخذ، وحالتي مستقرة ولله الحمد».

  كلمات مفتاحية

عواجي حي الياسممين بطولة شرطة السعودية