«السيسي» مجددا: نواجه حربا حقيقية وستستمر.. وبكرة تشوفوا مصر

الثلاثاء 10 يناير 2017 04:01 ص

جدد الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، ما قاله مسبقا في أكثر من مناسبة، إن بلاده تعيش «حربا حقيقية ضد الإرهاب»، وطلب من المصريين الصبر، قائلا: «بكرة هتشوفوا إيه اللي هيحصل في مصر».

وتحدث «السيسي» هاتفيا إلى قناة تلفزيونية مصرية، أمس، عقب مقتل 8 من رجال الشرطة ومدني، في هجومين بمحافظة شمال سيناء، وقال إن «البلاد بذلت جهدا كبيرا في مكافحة الهجمات»، وأضاف: «نحن نجحنا حتى الآن وفعلا المعدلات تراجعت بشكل كبير».

بدأ «السيسي»، مداخلته ببرنامج «كل يوم»، الذي يقدمه الإعلامي «عمرو أديب» على فضائية «أون إيه»، بتذكير المصريين بطلبه التفويض لمواجهة الإرهاب، في 24 يوليو/ تموز 2013، وقال: «هفكر نفسي وأفكركم يا مصريين يوم 24 يوليو/ تموز 2013 طلبت من الشعب تفويض لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، والناس في الوقت ده قالوا هو في أية وأية اللي هيحصل، وفعلا الناس نزلت، وكنت أقول للمصريين وقتها إنكم هتشوفوا حجم تحديات كبير أوي مش في يوم أو شهر أو سنة ولكن في سنوات».

وأضاف: «هيبقى في التحدي كلفة كبيرة أوي، من أولادنا، ثم الكلفة المالية التي تكلفتها الدولة المصرية على 3 سنوات ونصف، وحجم التحدي اللي موجود حتى الآن أن مصر تواجه لوحدها، أنتم يا مصريين مش عارفين أنتم عملتوا أية صحيح والله أنا بتكلم».

وتابع: «الفاصل بين التناول الإعلامي العادي، وتقديرات الدولة وأجهزتها مختلفة، وحجم التحدي كان كبير أن المصريين اختاروا اتجاه تاني خالص، عكس اللي كان مخطط له في المنطقة».

 

وأردف: «حجم التحدي الذي تواجهه مصر والمصريون كبير، لأننا اختارنا طريقا عكس ما كان يخطط له في منطقة الشرق الأوسط».

ولفت «السيسي»، إلى أن «القوات المسلحة تحاول مكافحة الإرهاب دون أن يحدث أي ضرر للمواطنين الأبرياء الذين يعيشون في سيناء ورفح»، بحسب قوله.

وأشار إلى أن «مصر لديها 41 كتيبة في سيناء، يعني حوالي 25 ألف جندي، ويا ترى حجم التحديات التي تواجهنا هناك إيه، وإحنا واجهنا حجما ضخما جدًا من الموارد عشان المعركة دي ضد الإرهاب».

وتابع: «حريصون جدا جدا ما يكونش فيه خسائر للمدنيين اللى همّ أهلنا في سيناء، وكان ممكن جدا يكون فيه عنف شديد جدا في رد الفعل يترتب عليه ضحايا».

يأتي حديث «السيسي» رغم إشارة تقارير حقوقية عديدة، إلى وقوع مئات الانتهاكات، بحق المدنيين في سيناء، سواء بهدم منازل أو تهجير قرى بأكملها، فضلا عن قصف عشوائي، وقتل لمدنيين.

وأردف: «حجم التحدى كان كبيرا لأن الدنيا كلها كانت ماشية في اتجاه وإحنا اختارنا اتجاه تاني خالص، والجو الآن يختلف عما كان في حرب 67، فكانت الدولة وقتها وإعلامها وأجهزتها محتشدين في هدف واحد، وحتى قبل الرئيس الراحل عبدالناصر لمعاهدة روجرز، أما الآن فلا يوجد أي حشد إعلامي حقيقي لدعم الحرب ضد الإرهاب».

وتابع «السيسي»، في المداخلة، التي استمرت قرابة 13 دقيقة: «الناس بتشكك في كلامنا لما بنقول إن يجب أن نصطف جميعًا وراء الإدارة المصرية لمحاربة الإرهاب، والإدارة الأمريكية الجديدة قالوا إننا الدولة الوحيدة التي تحارب الإرهاب بجراءة وقوة، وإنهم سيساندونا، وهم قالوا كده عشان شايفين مصر بتعمل إية بالنيابة عن العالم في محاربة الإرهاب».

وأشار إلى أنه «لولا جهود مصر في محاربة الإرهاب كانت المنطقة هتبقى مشتعلة بصورة أكبر بكتير».

شعب صابر

ووجه «السيسي» شكره وتقديره للشعب المصري «لأنه على الرغم من الإجراءات القاسية التي أثرت على الاقتصاد، من أجل الضغط على مصر، فالمصري خلى باله من بلده، ولم يستسلم لأي شائعات».

وأضاف: «البعض بيضر دون قصد وبقصد إحنا ليه مابنخدش معاهم موقف؟، لأن دى تجربة ولازم تكمل والمصريين قادرين على الفرز وأكتر شعب واعي في المنطقة والعالم كله بما يحدث الآن هو الشعب المصري».

وأضاف «السيسي»،: «المصري رغم كل اللي شافه لسه قادر يقول لمصر أنا جنبك، والرأي العام مدرك بصورة حقيقية ما يحدث في مصر».

وتابع: «طول ما المصريين واقفين على قلب رجل واحد فاللي بيحصل ده لا يسوي شيء، فأهم شيء وحدة المصريين».

وأكد «السيسي» أن «المصريين هيجيبوا حقهم من الإرهاب بالنجاح، فالمعركة ليست جيش وشرطة فقط ولكن معركتنا كلنا، وبكرة تشوفوا إيه اللي هيحصل في مصر».

وأردف: «في دول كانت واخدة ترتيباتها ليوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لكن المصريين هم من أفشلوا مخططاتهم.. ده أنا معرفتش 11 نوفمبر/ تشرين الثاني إلا من الإعلام المصري».

وذكر أن «النظام المصري الحالي لم يأت لتأسيس منظومة مستمرة في الحكم، وده عمره ما هيحصل، وعلى الرغم من الإجراءات الصعبة التي مورست على مصر كان الناس بتقول إن 11 نوفمبر/ تشرين الثاني مصر هتقع».

وذكر أن «53 عملية إرهابية وقعت قبل 11/11 الهدف منها إسقاط مصر وليس الرئيس»، مضيفًا أنه «تم ضبط 1000 طن متفجرات خلال الثلاثة أشهر الأخيرة».

وكانت دعوات مصرية، انطلقت بعنوان «ثورة الغلابة» للتظاهر في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد.

1000 طن متفجرات

وعاد «السيسي» مجددا للحديث عن الإرهاب، وقال إنه «تم ضبط أكثر من ألف طن متفجرات خلال ٣ شهور ومخازن ممتلئة بالمتفجرات وفي مخازن تحت الأرض بسيناء».

وتابع: «الكل الدنيا عمل إجراءات لإثارة الناس في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، عشان يضيعوا البلد.. أنا مش نظام أنا الناس اختاروني، والمصريين حافظوا على بلدهم».

وأردف: «مصر في حرب حقيقية ضد الإرهاب ولن نتراجع ولولا ما تفعله مصر لاشتعل الاٍرهاب اكتر في المنطقة»، مضيفًا: «في حراك مستمر للضغط على الرأي العام في مصر ليتحرك ضد وطنه والبعض يفعل ذلك دون قصد».

واستطرد: «حجم التحدي كان كبير ليه عشان إنتو اللي اخترتوا الطريق الصعب، وعارفين هيترتب عليه حجم كبير جدا من الخسائر، ده اللي شوفناه من 3 سنين ونصف واللي لسه بنشوفه».

وأمس، قتل 8 شرطيين مصريين، ومدني، وأصيب أكثر من 15 آخرين، في هجوم شنه مسلحون، على نقطة تفتيش المطافي بحي المساعيد، بالعريش.

كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجوم.

وتنشط في محافظة سيناء عدة تنظيمات مسلحة أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/ تشرين ثان 2014، مبايعة تنظيم «الدولة الاسلامية»، وغيّر اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

وتبنى هذا التنظيم العديد من الهجمات التي استهدفت، خلال الأشهر الأخيرة، مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن، في شبه جزيرة سيناء؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة.

وأمس، قتل مجند مصري وأصيب 7 آخرون، السبت، في هجمات متفرقة لمسلحين على حواجز أمنية وعسكرية لمحافظة بمحافظة سيناء.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حث التنظيم في صحيفته الالكترونية الأسبوعية، أعضاءه على الانضمام إلى أفرع أخرى للتنظيم تنشط في مناطق مثل سيناء وليبيا واليمن وغرب أفريقيا، إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى ما يطلقون عليه «دولة الخلافة في العراق وسوريا».

يذكر أن معدل عمليات تنظيم «ولاية سيناء» شهد تصاعدا في الآونة الأخيرة ضد قوات الجيش المصري في محافظة «شمال سيناء»، شمال شرقي مصر.

ويرى بعض المحللين السياسين والعسكريين أن الجيش المصري يفقد السيطرة تدريجيا على الأوضاع هناك، خصوصا مع تعاظم نفوذ التنظيم المسلح وقدراته العسكرية وتزايد عملياته ضد القوات المشتركة من الجيش والشرطة.

وتنوعت هذه العمليات بين استهداف المدرعات والآليات العسكرية للجيش والشرطة، فضلا عن قنص وتصفية الضباط والجنود، وراح ضحيتها العشرات من الجنود بين قتلى وجرحى.

 

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الإرهاب ثورة الغلابة التفويض حرب