تحقيق دولي يتهم «بشار» و«ماهر الأسد» بالتورط في استخدام الكيماوي

السبت 14 يناير 2017 09:01 ص

أعد محققون دوليون وجود قائمة بمتهمين باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية بين عامي ٢٠١٤ - ٢٠١٥ يُذكر فيها اسم رئيس النظام السوري «بشار الأسد» لأول مرة، و‏فيها ١٥ متهماً، ومقسمة الى ثلاث فئات.
الأولى: «الدائرة المقربة من الرئيس» وتشمل ٦ متهمين، بينهم «بشار» وشقيقه «ماهر الأسد»، ووزير الدفاع، ورئيس المخابرات العسكرية، بحسب ما ذكرته «رويترز».

الثانية: تضم أسماء قائد القوات الجوية و٤ من قادة فرق القوات الجوية، بينهم قائد الفرقة ٢٢ قوات جوية، واللواء ٦٣ لمروحيات الهليكوبتر.

الثالثة: تحت اسم «عسكريون كبار آخرون ذوو صلة» وتشمل أسماء عقيدين ولواءين.

وفيما تسارعت الاتصالات الروسية - التركية لتذليل آخر العقبات التي تعترض بدء المفاوضات السورية - السورية في موعدها في 23 من يناير/كانون الثاني الجاري في آستانة عاصمة كازاخستان، كشفت الوثيقة، أمس الجمعة، عن أن محققين دوليين قالوا للمرة الأولى إنهم يشتبهون في أن رئيس النظام السوري وشقيقه «ماهر» مسؤولان عن استخدام أسلحة كيماوية في الصراع السوري. وظهرت هذه المعلومات بعد يوم على فرض الإدارة الأميركية عقوبات على 18 من كبار القادة العسكريين السوريين وستة كيانات بسبب «تورطهم» بالتهمة ذاتها، ولكن لم يرد بينهم اسم «الأسد» أو شقيقه الذي يتولى منصباً عسكرياً بارزاً وكانت قواته منتشرة قرب دمشق عند ضرب الغوطة بالغازات السامة صيف 2013.

وكشفت الوكالة البريطانية أمس، عن وجود وثيقة يتهم فيها محققون دوليون «الأسد» وشقيقه بالمسؤولية عن هجمات كيماوية عامي 2014 و 2015، لافتة إلى أن تحقيقاً مشتركاً للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية كان حدد فقط وحدات من الجيش السوري متورطة بالهجمات ولم يذكر أسماء قادة أو مسؤولين.

وتزامنت هذه المعلومات مع اتهام موسكو تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» باستخدام أسلحة كيماوية في سورية والعراق، وأعربت الناطقة باسم الخارجية الروسية «ماريا زاخاروفا عن قلق بسبب توافر معطيات لدى موسكو حول استخدام عناصر التنظيمين غازي الخردل والسارين، مشيرة إلى معطيات تفيد بأن «الإرهاب الكيماوي لا يقتصر على المواد الكيماوية الصناعية- المنزلية السامة، مثل الكلور، بل يصل إلى استخدام مواد حربية كيماوية».

تقدم الجيش السوري

ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش السوري وحلفاءه تقدموا في وادي بردى قرب دمشق أمس، بينما قال محافظ ريف دمشق إن المعارضة سمحت لمهندسين بالدخول إلى محطة عين الفيجة من أجل إصلاحها، وإعادة مد دمشق بالمياه المقطوعة عنها منذ 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف المحافظ أن هذا جزء من اتفاق أوسع يقضي بأن يوقف المعارضون القتال في وادي بردى، وأن يرحل بعضهم إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل، فيما تتم «تسوية أوضاع» الآخرين الذين سيبقون في المنطقة.

في غضون ذلك، تعرض مطار المزة العسكري غرب دمشق لقصف صاروخي قال الجيش السوري إن (إسرائيل) وراءه.

وجاءت تسوية وادي بردى فيما تسارعت الاتصالات التمهيدية لإجراء مفاوضات آستانة في موعدها المقرر في 23 الشهر الجاري.

وبرز في هذا الإطار، حذر أبداه الكرملين إزاء دعوة تركيا إلى إشراك الولايات المتحدة في المفاوضات، إذ قال الناطق باسمه «ديمتري بيسكوف: «إن روسيا لا يمكنها أن تتخذ موقفاً الآن من الدعوة إلى مشاركة الأميركيين على رغم «أننا نؤيد أكبر تمثيل ممكن لكل الأطراف» المعنية بالملف السوري.

وجاءت  كلمات «بيسكوف» بعدما صرّح وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» بأن الدعوات إلى مفاوضات آستانة ستوجه على الأرجح الأسبوع المقبل و «تجب بالتأكيد دعوة الولايات المتحدة، وهذا ما اتفقنا عليه مع روسيا». وأكدت الخارجية الأميركية بعد ظهر أمس، أنها لم تتلق بعد دعوة إلى آستانة.

وكان لافتاً قول «إبراهيم كالين»، الناطق باسم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أمس: «موقفنا في شأن الأسد واضح. لا نعتقد أنه من الممكن أن تكون سورية موحدة وآمنة في ظل استمرار الأسد في السلطة. لكننا سنرى كيف ستمضي مفاوضات آستانة... نريد أن نتقدم خطوة خطوة في هذه المرحلة». وبدا من كلامه أن الأتراك يصرون على الذهاب إلى المفاوضات بصرف النظر عن شروط وضعتها فصائل معارضة للمشاركة وتضمنت نشر «مراقبين» لضمان التزام القوات الحكومية وقف النار حتى في مناطق تعتبرها دمشق خارج نطاق الهدنة، مثل وادي بردى والغوطة الشرقية.

ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس، عن مصدر سوري قريب من الحكومة، أن مفاوضات آستانة ستبدأ بجلسة افتتاحية وبروتوكولية مع العديد من البلدان المدعوة، بينها الولايات المتحدة، كما الحال في العام 2014 في مونترو بسويسرا. بعد ذلك تبدأ المفاوضات حصراً بين النظام والمعارضة بإشراف روسي - تركي.

وأعلن العميد المنشق عن الجيش السوري «مصطفى الشيخ» في مؤتمر صحفي في موسكو أمس، أن الاجتماع المنتظر في آستانة سيقتصر على العسكريين ولن يتطرق إلى ملفات سياسية، مشيراً إلى أنه سيركز على مسألة وقف النار.

وشدد «الشيخ» على أن «الهدف الأساس لآستانة هو وقف نزيف الدم في سورية، لإنجاح إطلاق مفاوضات في جنيف». وأكد العميد المنشق عن الجيش السوري، وهو قيادي سابق في «الجيش الحر»، أنه «لا يقبل إلا لغة القوة في التعامل مع متشددي (داعش) وجبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات، التي قال عنها إنها إرهابية، مشيراً إلى أن «الجبهة» قريبة جداً من (داعش)، و «فكر الفصائل الإسلامية الأخرى قريب من التطرف».

في إطار آخر، أكد وزير الدفاع التركي «فكري إيشيق» التصريحات الروسية حول اتفاق موسكو وأنقرة على تنسيق ضرباتهما الجوية في سورية؛ ونقلت عنه وكالة «الأناضول» أن الاتفاق الذي أُبرم مع روسيا «اتُّخذت بموجبه الخطوات اللازمة لمنع مواجهة بين العناصر الجوية لتركيا وروسيا والنظام في سورية».

المصدر | متابعات

  كلمات مفتاحية

رئيس النظام السوري ماهر الأسد استخدام الكيمياوي مسؤولية